مجنون المطر
سبق الغيم شروق الشمس, وهطل المطر بعد طول انحباس, فانطلقت أهيم في الطرقات.. أتخفف من ثيابي صرت عاريا إلا منكِ يطهرني المطر.. يزرع جلدي بالدفء حتى خدر تفتح النوار.. ومضيت.. كلما مررت بالرجال هتفوا:
- هو من تسكنه امرأة .. هو مجنون المطر!
أخذت الدهشة النساء.. فتهافتن, يقطفن ما تفتح على جلدي من نوار.. يشهقن عبقي ويقعن في إغماء الخدر.. ومضيت أنشد عتبة البحر, فساقني عسس السلطان إلى قاضي المدينة بتهمة التعري كلما انهمر المطر..
أخذني القاضي إلى حضنه وقد خضلت لحيته البيضاء الدموع.. همس على حذر:
- متى سكنت فيك؟
- من هي يا قاضي القضاة
- من دثرتك بعباءة من رضاب القبل!!