كلمتي اليوم التي شاركت بها في ندوة
(واقع الطفولة في البلدان العربية )
الدكتور ناهدة محمد علي
بسم الله الرحمن الرحيم
سادتي الحضور
السادة أعضاء التيار الديمقراطي فرع نيوزيلند
الدكتورة ناهدة محمد علي
يسعدني أن أكون معكم اليوم وموضوع الطفولة
تكمن ثروة الشعوب الحقيقية في الجيل الصاعد من أبنائها، في أولى مراحل أعمارهم الغضة، أو ما يسمى بمرحلة الطفولة، التي هي امتداد، عبر الزمن، لفكر الإنسانية وحضارتها .
ولأن الطفل لا يملك النضج الجسدي والعقلي الكافي الذي يؤهله لحماية ورعاية نفسه والدفاع عن حقوقه ,,صدر عام 1924 في جنيف «إعلان حقوق الطفل» وفي العام 1954 أوصت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأن تقيم جميع دول العالم يوماً عالمياً للطفل، وتلا ذلك عدد من الاتفاقيات الدولية التي تضمن للطفل حقوقه وخاصة القانونية من أجل توفير جميع المستلزمات ،لتأمين متطلبات نمو جسماني ونفسي سليم ومتوازن وبناء عقول تكون مؤهلة لتحمل المسؤولية التي ستلقى على عاتقهم في المستقبل للحصول على جيل قادر على بناء مجتمع متقدم حر وسليم .
أما الطفل العربي فهو طفل مظلوم مقارنة بالطفل الغربي وبما متوفر له من دعم ومستلزمات في كافة القطاعات ، فالطفل العربي يفتقر لحياة مستقرة، حيث يعيش مسلوباً حق الحياة ويدفع ثمناً لصراع الكبار من أبناء جلدته وضحية النظم والعادات والتقاليد والحروب مما أدى الى تعرضه للعديد من أنواع العنف الجسدي والجنسي والأسري والمجتمعي والأستغلال والقسوة والقمع والخطف والبيع والعوق واليتم والتشرد والتفكك الأسري وزيادة نسب الطلاق والتلوث البيئي ,أثرت كلها بشكل كبير على البناء النفسي للطفل وأحدثت شروخ كبيرة ساعدت على تسرب أعداد كبيرة منهم من التعليم الى سوق العمل للبحث عن لقمة العيش أو للولوج في طرقات غير صحيحة لا تناسب أعمارهم ,,كما إن إزدياد نسب الوفيات بين الأطفال وتفشي حملات التجهيل والتهجير والتمييز ، والشعور بالخوف بسبب ممارسات غير إنسانية من أرهاب وسفك الدماء التي تجري على مرأى ومسمع منهم كلها عوامل مدمرة للبنية الإنسانية ستترك في المستقبل أثراً سلبياً علي نفسية وشخصية الطفل فتدفع بهم بالنتيجة إلى مواقع لا تليق بهم ، وتجعلهم عرضة لأبشع صور الإستغلال.
لذلك فمن أجل أن ينشأ الجيل الحالي معافى وسليم مالم والنهوض بواقع الطفولة يتطلب تضافر الجهود وإمعان الفكر، والرغبة الجادة في توفير مناخات مناسبة والعمل على وضع استراتيجيات واضحة المعالم طويلة الأمد وإصدار تشريعات تحميهم وتكفل حقوقهم وتوفير كافة المستلزمات المادية والمعنوية ، لبناء الطفل الإنسان وغرس المبادئ الجميلة التي تحترم الحياة وتشجيع القدرات الإبداعية ونشر الجيد منها , لتفسح المجال لنمو الطفل الجسدي والعقلي والخلقي والروحي والاجتماعي نمواً طبيعياً سليماً في جو من الحرية والكرامة ,بعيداً عن ثقافة الموت والأرهاب بكل أشكاله,, والإهتمام بالجانب الثقافي لأن الثقافة حاجة ضرورية تقوم بصياغة المحتوى الداخلي و البناء الفكري المؤثر على السلوك لحمايته من جميع الممارسات التي تكون عقبة في طريق تواصله ,,والألتزام بالمواثيق الدولية .
لن أدخل في تفاصيل العنف ولا الاتفاقيات ولا الأحصائيات فالدكتورة ناهدة محمد علي ثرة بهذه المعلومات
تحية الى أطفال العراق الذين يدرسون في الشوارع تحت مصابيح الكهرباء.
تحية الى أطفالنا الشهداء الذين راحوا ضحية العنف والأرهاب والجريمة والتشرد والمخدرات .
تحية الى كل طفل يعاني من اليتم والفقر والعازة .
تحية الى كل طفل يتيم لبس جلباب الأب ليعيل أسرته.
تحية الى كل طفل في كل مكان
وما دمنا مع الطفل
يسعدني أن أقدم لكم قصيدتي
صرخة طفل
من الواقع العراقي
\
لا....لا
تأخذوهْ
يا أبي
ياحبيبي
أتركوهْ
من يربّيني
أنا عمري صغيرْ
إرحموني
إرحموهْ
هو للموت يسيرْ
؛
لا تخفْ روحي سأرجعْ
لن أرى عينيكَ تدمعْ
لم أخنْ يوماً بلادي
عشت في عزٍّ عليها
ولها في كل يوم سوف أركعْ
ياحبيبي
أنت في قلبي أثيرْ
؛
دفعوني
سحبوني
كتفوهْ
وبقيت اليوم أصرخْ :
قتلوهْ
ورموهْ
في المزابلْ
تحت أكوامِ الحصيرْ
؛
ونسيتْ
كيف أقرأْ
كيف ألهو
معْ صِحابي
كيف أضحكْ
كيف ألعبْ
بعد أن باعوا الضميرْ
؛
أنا من فوق أنيني
علموني
بسنيني السبعِ
أن كيف سأفهمْ
كيف أصبحْ
رجلَ البيتِ الكبيرْ
؛
علموني
عندما أصحو على
صوتٍ لرشاشٍ ومدفعْ
كيف أثأرْ
كيف أكبُرْ
وأنا الطفل الصغيرْ
\
31\5\2008
وفي الختام
أشكركم
وأتمنى للجميع التوفيق والنجاح
عواطف عبداللطيف
رئيسة جمعية الثقافة العربية النيوزلندية المتضامنة
أوكلاند
8\12\2012