أمسك بقلم عمره يخرج حبره ....
لم يأل جهدا أن يفرغ كل شئ ...كل شئ ...
همه اكتمال تاقت نفسه إليه في مشاهد ربما تكرر بعضها ...وربما كان غيرها متفردا وفريدا ...وكان للقليل منها صفة الندرة في المعنى والحدث ...
مشاهد انسكبت على ورق الذكريات ....لونت الورق بتفاصيلها وشخوصها فاسود بعضه ...واخضر آخر ...ومنه ما علته الصفرة ...مرت أشياء لم يفهم لها معنى لشدة بياضها وعدم تميزها ...رغم صبره على الغور في أدق تفاصيل تلك المشاهد ...ماعاد قادرا على التمييز إن كانت بيضاء لأنها لاتملك معنى ولم تدرك لونا من ألوان الحياة ....أو لأنها اكتسبت كل ألوان الحياة فكانت بيضاء كي لاتصبغ بصفة تجعلها ككل المشاهد ...أتعبه التمحيص ...فترك لكل لونه ...لأنه لايعترف بالمزج في ذاته ولا بالآخر ...التوحد معنى مثل به كل المشاهد رغم كل الألوان المصبوغة بها ...
ماعلينا ,,,قال ....وانطلق في إفراغ آخر لما تبقى من الحبر ...كانت آخر نقطة منه ...بالكاد استطاع تمييزها من رائحتها ...لم يجد لها لونا
إلا أنه استنشق تلك الرائحة المنبعثة منها في كل نقطة من الحبر آَنَ انسكابه على ورق الذكريات ...لم يدرك وقتها شيئا مشتركا في كل المشاهد حتى انسكبت النقطة الأخيرة من نفسه ...وكانت نفسه .
آَمَنَ آَنَ انسكابها ....أن المشاهد مهما حاول تمثيلها وجعهلها منفصلة عنه ...لابد ستقتطع جزءا من روحه ...وأن الاكتمال إنما يكون من نفسه ...في مشاهد يتحرك بها على مسرح الحياة ...حتى تنسكب جميع روحه هناك متلبسة بكل الألوان ...رغم بقائها أخيرا دون لون .