وتلك المسافات العتيقة تتوغل في حنايا مسائي كما السهام رب رميةٍ من غير رامي أثلجت صدر سفن مغامرة تشد الآن الرحال إلى ميناء الذهول وذيك أعتاب دياري حبلى بالهزائم يتهادى من مآقيها ملح أجاج يطيح بثورة ابتسامتي المسافرة صوب نورسة تتبختر فوق الشطآن حافية القدمين تصلي صلاة مودع بلا وجاء وتلكما دمعتان تنعيان لي قيثار جوقة تعتنق مذهب الأفول ويلي من صرخةٍ تذرو رماد جسدي في أحشاء النائيات ويلي من زهرتين نهضتا من سباتهما تشيعان أصيص ولعي إلى مثواهما الأخير أي نورستي علميني كيف أنساكِ علميني كيف أهدر دم ايابي الشائخ وارجمي بحصاكِ الثائر أنفاسي المتيمة بعبق الحناء لأستحيل جسداً بلا روح وذكرى بلا عنوان
بالزهر والريحان رويداً رويداً كلَّلْتُ ليلي فأيقظ العبير المراق رتاجي ودواتي بيدي كؤوس التلذذ شربتُ ونمير حرفها النشوان يدق باب لذَّاتي ليسكب قطر الوجد حنيناً ورفيفاً بفوح المُدام في ابتهالاتي