أنجبتنا أمّي سبع بنات متتاليات...
وكم تمنّت في كلّ حمل أن يهبها الله مولودا من جنس الذّكور...
تظلّ مقبوضة القلب في عنف وحامها وطيلة فترة حملها
عاجزة تماما رغم حبّ أبي للبنات عن اجتياز هذه الرّغبةالتي تتحرّك في احشائها مع الجنين
حتّى أذا وضعت حملها طار الخبر ليحطّ في كلّ بيت ....
فتتهامس به الجارات من انقشاع ضوء الصّباح الى حلكة اللّيل
خديجة جاءتها بنت ثانية.....
بنت ثالثة .....
بنت رابعة ...
وأسمتها رابعة
وخامسة .....
وأسمتها الخامسة
وسادسة ....
وسابعة...
وصار إصرار أمّي على الإنجاب مشحونا بغيظها من الجارات...فلم تنقطع عنه حتى جاء
محمد...
أحمد ...
خالد
وعبد الوهاب
ثمّ طارق
وكان لأمنية أمّي في صدرى أصداء...وأصداء
فقد ظللت الى وقت غير بعيد ميّالة للّعب مع إخوتي الأولاد ...
أتشبّث بلعبة الخذروف عوضا عن القفز بالحبل...وأكره مشدّات الشّعروالفساتين المزركشة الى أن أيقنت أنّي ولدت أنثى فشكلّت نفسي كما أنا ، ورضيت بها كما أنا ، وحققت نجاحي لي أنا بعيداً عن أي جنس أو سلطة
وكان لوجود إخوتي الذّكور حولي ما جعلني أكره جبروت الذّكر وخشونته ......
ورقة مقتطعة من مذكرات بصدد الإنهاء..
.