إلى بغداد \ بغدادُ ستبقى شامخةً رغم الأعداءْ بغدادُ ستبقى أبداً رمزَ العلياءْ هولاكو رسّخَ سطوتَهُ في زرع الفرقةِ والفتنةِ مارسَ مهنتَهُ حتى أدركَ غايتَهُ بيد الأحزابْ فتحوا للغازي الأبوابْ غنوا فرحاً للأغرابْ هدّوا البنيانْ قتلوا فينا الإنسانْ صنعوا الإرهابْ أنهارٌ تملؤها الأجسادْ يتبارى بالزيفِ الأضدادْ ومعاول حقدٍ تضربُها وفؤوس الغربِ تهدّمُها والموتُ رفيقُ الطرقاتْ راحت تبحثُ عنها الكلماتْ كي تنزفَ دمعاً ورفاتْ وعويلٌ يتدثرُ خوفاً من بطشِ الشيطانْ كي لا تسمعهُ الغربانْ والحقدُ يسعِّرُ نيرانَهْ ينخرُ في عمقِ الوجدانْ يحرقُ أملاً مزروعاً فوق السورِ على الجدرانْ قلقٌ يُبَعث من روحي يشعل في نفسي الآهاتْ تتكاثرُ في قلبي الأوهامْ كالسعفةِ تهتزُّ ضلوعي من تأثيرِ الآلامْ تنطفيءُ الأضواءُ بدربي فيعمُّ ظلامْ يخرسني صمتُ الأَعرابْ يرعبني منظرُ طفلٍ يقتاتُ على الفضلاتْ وأنينٌ يصدرُ عن أمٍّ تغرق في بحرِ الحسراتْ وشتاتٌ فرقَّ بالأبناء ومخالبُ تنهشُ في الأمواتْ وعجوزٌ تلطمُ خديْها ودموعٌ تجري كالنهرينْ الخبزُ عصيٌّ – يا ويلاهُ - على الفقراءْ والجوعُ يمثّلُ مقبرةَ الأحبابْ والطيرُ شريدٌ في وطني من إرهابِ القناصْ والوحدةُ في قفصِ الصيادْ والحقُّ يفتّشُ عن أسبابْ والعدلُ غدا منزوعَ الأنفاسْ فقد الإحساسْ ونزيفُ دماءٍ كالبركانْ سرقوا الآثارْ والنبعُ جريحٌ تملؤهُ الأحجارْ وعيونُ المذبوحةِ ليلى دامعةٌ تخشى الإعصارْ تبحث عن قيسٍ بين الأركانْ تبحث عن وطنٍ منثورِ الأشلاءْ خوفاً من أن يُمحى العنوانْ يتوقف نبضي يبكي قلبي أصمتُ صمتَ الصُّيّامْ قطعوا عن وطني الأمواهْ ما عادت أمواهكَ يا دجلةُ تروي الزهراتْ لتنامَ طريداً مذعوراً في حضنِ فراتْ فتأملْ ليلاً منسياً وسط الغاباتْ يفزعكَ التقتيلُ الناخرُ في سيقانِ النخلاتْ يا قلعةَ عزٍّ فقدت رونقَها بأيادي الحيتانْ يا أجملَ اسمٍ في الدنيا يا أطهرَ وجهٍ عندَ اللُّقيا لا تيأسْ أبداً فسنمضي قُدُماً بثباتْ والفجرُ تبسّمَ منتظراً أجملَ لحظاتْ يصرخُ في أرجاءِ الدنيا : ما سادَ على أرضِكِ يا بغدادُ طغاةْ \ عواطف عبداللطيف 14\2\2014