قال الدكتور النابلسي بدرس من دروسه أنه كان هناك رجل أغوته الدنيا ..وأعجبته نفسه ..فراح يبطش ويسطو ويتفنن في الرعونة إلى أن شاء الله تعالى بأن يزكيه ويعطيه فرصة يغتسل بها من ظلام قلبه بنور الأوبة إليه تعالى فأصابته أزمة قلبية نُقل على إثرها لأقرب مشفى ..وبمجرد ما شعر بقرب الساعة راح يطلب أوراقا يسجل عليها أملاكا ليست له وأشرطة تسجيل خوفا من ألا يسعفه الوقت لتدوين كل ما للناس في ذمته وأتم الله تعالى له كل اعترافاته ..وبعد مدة وجيزة صحا من وعكته .. وكان أول شيء يقوم به تمزيق كل ما كتب وإتلاف كل ما سجل ..ومرت ستة أشهر ..لتباغت الرجل نوبة قلبية أخرى ..ولكن هذه المرة لم يمهله الله تعالى ليسجل ..ويمحو ما سجل إذا ما تعافى ..فلقد فارق الحياة .. ******************** فكم هو موجع أن تطرق الأنوار قلوبنا بهذا السخاء ويشملنا الله تعالى بعطفه ويبسط أمامنا أنواره لنغسل قلوبنا من ظلامها ثم نعرض عن كل هذا العطاء .. ونجري وراء قلامات ترصف أحجارا صماء على قلوبنا لتموت نبضا ..فنبضا إلى أن ترتضي العتمة خدنا .. وتعرض عن نور منه تعالى يغسل وجوهنا كل صباح بماء الإبتلاء..ونعمة الإختبار