الأستاذ القدير صلاح الدين سلطان ابن عراقنا الحبيب
دعنا نتباسط قليلا لأذكر لك عبارة خطرت على بالي الآن وهذه العبارة يرددها أصحاب المهن التي تحتاج إلى إتقان وبراعة في تنفيذ الفكرة أو العمل " أهم من الشغل ضبط الشغل" وهذه العبارة لها دلالة كبيرة والذي ينطق بها يلزم نفسه ومن يعمل معه بلوغ أعلى درجات الجودة.
الجميع يحلم .. حتى القطط تحلم أما ذلك الذي يدعي أنه لا يحلم هو في الواقع يحلم لكنه لا يستطيع أن يتذكر تفاصيل أحلامه.
هناك أناس لا تحكي أحلامها لأسباب شتى قد تتعلق بمتلق لا يفقه شيئا عن حقيقة الأحلام وآخر يجدها مجرد هلوسات نوم ومنهم من يسخر أو يضحك طويلا ويختم فاصل سخريته بأن يقول العبارة الشهيرة " متأكد انك كنت متغطي وانت نايم؟"
الأحلام .. هذه الهبة العظيمة يستهين بها جاهل أو غافل !
أحلامنا دواخلنا .. ارهاصاتنا .. وبعض ترسبات تركها الماضي في ذاكرة تأبى أن تجرف تلك المخلفات التي تظهر بين آونة وأخرى على هيئة حلم دون أن ندرك المغزى من ظهورها وكثيرا ما تكرر الأحلام نفسها في حال عدم التقاطنا للإشارة أوعندما نهمل قراءة الرسائل التي تأتينا من أعماق ذواتنا.. وما بين سخرية أو دهشة أو حيرة أيضا يضيع إبداع اللاوعي فينا .. وتذهب جهوده سدى هذا المترجم الذي يترجم مخاوفنا ويدفع أزماتنا القابعة في قاع سحيق من النفس نحو السطح.
في داخلنا مبدع كبير ينسج من وحي أفكارنا قصص أحلامنا .. يحبكها .. يشابك خيوطها ..يحل عقدة ويترك أخرى مغلفة برسالة تلح عليك وتجبرك على فك رموزها وعندما تبدأ بفك رموز الحلم عندها فقط تدرك ما كان يدور في داخلك وأن ثمة أزمة كانت تتطلب تدخلا سريعا قام به هذا المبدع المدرك لكل ما يدور في الداخل و الخارج .
أطلت الحديث ولا أعرف لم .. بل أعرف
قرأت نصك ليلة أمس وأشفقت عليك سامحني
وتأثرت به جدا لكني التزمت الصمت من شدة الدهشة .. الصور المتلاحقة جعلت النبض يتسارع وأظن أن قلبي قفز إلى الجزيرة وكنت أرجو أن لا يلتهمه تمساح أحلامك.
القديرصلاح الدين سلطان ... كنت رائعا بارعا في تقديم وجبة إبداعية دسمة للقارئ ومن حسن حظي أني حصلت على هذه الوجبة والتهمتها بالكامل .
دعني أردد العبارة التي ذكرتها في أول الحديث ولكن بصيغة أخرى " أهم من الحلم صياغة الحلم "
وأنت أبدعت و أبدعت ثم أبدعت
تحياتي و تقديري الكبير