آخر 10 مشاركات
العلة في العروض(علل الزيادة) (الكاتـب : - )           »          الزحاف الجاري مجرى العلة في القصيدة (الكاتـب : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          دمـوعٌ خـرســــــــــاء .. !!!!! (الكاتـب : - )           »          محبك في ضيق..وعفوك اوسع ... (الكاتـب : - )           »          الزحاف المركب ( المزدوج) في العروض (الكاتـب : - )           »          الزحاف المفرد في العروض (الكاتـب : - )           »          أسماء القافية باعتبار حركات ما بين ساكنيها (الكاتـب : - )           »          في السماء بلا حدود (الكاتـب : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الأدب العربي والفكر النقدي > السرد > القصة القصيرة , الرواية,المسرحية .الحكاية

الملاحظات

الإهداءات
عواطف عبداللطيف من أهلا وسهلا : بالشاعر خالد صبر سالم على ضفاف النبع يامرحبا منوبية كامل الغضباني من من عمق القلب : سنسجّل عودة الشاعر الكبير خالد صبر سالم الى منتدانا ************فمرحبا بالغائبين العائدين الذين نفتقدهم هنا في نبع المحبّة والوفاء وتحية لشاعرنا على تلبية الدّعوة

 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 04-22-2010, 08:08 PM   رقم المشاركة : 1
شاعرة
 
الصورة الرمزية كوكب البدري






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :كوكب البدري غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي جمرة أول الأربعين

جمرة أول الأربعين


الإهداء : إلى بهيجة ....


تتسلق الظلال جدران الأزقة وسطوح المنازل ، تنتشر رائحة الغروب ، ويتلون قلبها بألوان السنوات التي مرّت خاطفة ؛ والتي تلمحها مع ركضات الأطفال ودراجات صبية الزقاق وهم يتسابقون العودة لمنازلهم قبيل مواعيد حظر التجوال ، بينما تحسب هي خطوات عودتها لغرفتها ؛ تجر أذيال أنوثتها المنكسرة من جديد ... وابتسامة حزينة أنها حتى الأمس ؛ قد آمنت بليلى ...!

كانت في كل تلك الأعوام الماضية تعود لمأواها مساء ً ، تسهر عند قدمي أمها التي أورثها الزمان أمراض شيخوخة البلاد ، ثم ّودعتها وحيدة وهي راضية مرضية عليها ..

أتقنت الانتظار عند أعتاب كل فجر علّ النّهار يأتي بخبر جديد عن ذاك الذي غاب وراء الحدود منذ أعوام خمس غاب بها من غاب عن البلاد وعاد من عاد ، وأحب من يكره ، وهجر من يحب ، وتبدلت مواسم ونظريات ، طفت هتافات وانطفأت أخرى ..شيدت دار هنا وهُدِمتْ عشر ٌ أمثالها هناك ، حتى جيء بالجرح شاهدا على نفسه بأنه قد غار في خاصرة الوطن أكثر مما تحتمل مجرة ..!
لكنها اليوم عادت لغرفتها ؛ والأربعون عاما غابة قاتمة من الوحدة ، وتشرد بين بياض شعر آت ٍ وهالتي حزن بني عند حدود جفنين لطالما انتظراه ؛ فلقد فرَّ نجاة من وطن ٍ قاتل سقيم ...!

قال لها : "سيعود" ،

وانتظرته .. متشرنقة بملامحه هو .. هو وحده ، لا رجل آخر . حاكت على أوراقها حكايات وقصائد مثلَّجة بالصمت ، تراءت أحلامها دوما بجب ٍّ وصبي وجناحي ملاك وصدى أسئلة تتردد في زوايا وثواني وحدتها :
يوسف أيّها البريء ؛
ما بال الأيام تتلو على قلبي أبجدية الجمر ؟
وما بال الكلمات اللاتي هاجرن لرسائل َ بعيدة ؟
تراها ستخلد لصمت ؛ أقسى من جدران البئر على صفحات جليد أيامي ؟
يوسف أيّها البريء ؛
أأخطأت ُ يوم آمنت ُ بليلى ؟
****
حين قالوا لها :

- " لقد التقطه حضن أشقر ؛ ناهد ، ووجه لم ترهق ْ ابتسامةُ حزن ٍ ملامحه يوما " ...

- " هاربون..! " .

هذا كل ما قالته يومها لرفيقتها باكية ، لكن عينيها أكملتا : "... إنّهم يتركون الجرح لنا والانتظار... والوطن ،ثم يلوذون في أقرب حضن – أشقر تناله أيديهم " !.
كانت موقنة بأنه لن يعود تماما كأمها التي لن تعود .
حدثت نفسها :
- " انتظرته طويلا ، هو وأمي والغياب ؛ ثلاثية أخذت ما أخذت من تفاصيل عمري ، منحت ُ أمي شبابي كأضحية ، وكتب َ اخوتي "الرّجال" مرسوم قدري كعمر ٍ ثان لها وهربوا ؛ كل لحضنه ، وحين ماتت ، منحوني وحدة بلا جدران تكتم أنّات ورغبات عمر ٍ ..لأنثى على مشارف الأربعين ؛ تعيش الانتظار .. "

*****
في جمرة الصّبح الأول بعد الأربعين ، أفاقت على رؤيا الجب والصبي وجناحي الملاك من جديد ، كانت الظلال تنحدر هذه المرة عن الجدران ويتعالى ضجيج الصباح .. وصخب الصبية وأحمال حقائبهم ، ووقع خطى فتيات تنم ّ ثيابهن وملامحهن عن تفاصيل أنوثة متقنة لأسرار لعبة الحياة ..كان كل ما حولها يمضي متسارعا حين ابتسمت بحزن ساخر ، لتعلن انتفاضة حبر في أوراقها ، فينهمر حزن الأربعين عاما مضمخا بأسئلة :
أتساءل إن كانت الأماني مباحة لي كامرأة .. في صبحها الأول بعد الأربعين ؟، كنت اكتب الحب وأهيم بتضحية ليلى ، كيف كانت مثالا لي ؟ لم َ صدّقت رؤيا قصيدة شوقي:
أهلا بليلى بالحجا والجمال والأدب
عشت وقيسا فقد نوهتما بالعرب ؟
لم َعشت عمرا مؤمنة بردّها على رسول الأمير؟ وأنها لا تريد للظنون أن تتسربل إلى حجابها ؟
أأ خطأت ؟ أأخطأت يوم آمنت ُ بليلى ؛ بأن التضحية اجمل أسرار الحياة ؟
ثم
ما شأني وقبيلة لم تدافع عني ؟ لم يحمني إخوتي ، لم يحملوا أوجاع أمي معي ؟ ألبسوني نقابا رغما عني واحتموا به من ..الدشاديش القصيرة ...!!
لماذا كنت ُسكة ً عبرت ْمن خلالها القوافل آمنة ... ولم تلتفت إلي من جديد ؟
أه يا يوسف أيها البريء ، أما زال هنالك بقية من شِعْر ومن عمر لأشهدك : بأني منذ اليوم لست ليلى ،وأني مثل ليلى ؛ لن أكون ؛ تلك التي تزوج رجال قبيلتها بألف مومس ، وشرّدوها في ظل الخيام ؛ وحيدة ...!


كوكب












التوقيع

ممن اعود ؟ وممن أشتري زمني ؟ = بحفنة من تراب الشعر ياورق؟

اسماعيل حقي

https://tajalyasamina.blogspot.com/
  رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:05 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::