رابط النّص للقديرة هيام النجار
[url]https://www.nabee-awatf.com/vb/showthread.php?t=21115[/url]
متاهة على مذبح الجرح
كم ذا يخاطبُني بكلِّ حنانهِ رمْشٌ لطيفْ
ويسائلُ الآهاتِ عن عبَقِ الأملْ
وجَعي أنا جرْحي الثّخينْ
رمشٌ تضمّخَ بالسّؤالْ
ويكادُ يخطفُني إلى بعْضِ المُحالْ
بعْضي هنا
وأنا هناكَ أحاورُ القلقَ اللّعينْ
فالصّمتُ أحمقُ كادَ يقتلُني هنا
وأراوِدُ العقْلَ العنيدْ
هل من مَخاضٍ في تفاسيرِ الخبرْ؟
أو في تضاعيفِ العمُرْ ؟
هل تورقُ الأغصانُ أهاتِ الزَّهَر؟
هل تعجنُ الخبزَ الجموعْ
أو تغمسُ الروحُ الأنينْ؟
هل أمضغُ الصّبرَ الثقيلَ هنا على كتفٍ القدرْ؟
مُمتدّة قربي مساحاتُ الضياعْ
وأصيخُ سمْعي للأمانيِّ العِذابْ
فتضيعُ في تيهِ الضبابْ..
حقلُ التّرقّب يقحم الزّمنَ الرّتيبْ
أو بعضَ بارقةِ الضياءْ
يا رعشةَ العينينِ أقربُ للتجهّدِ والخشوعْ
فلمَ الرُّكوعْ ؟
تغشى مساراتي لضوءِ الرّوح في يوم ارتشافكَ من جديدْ
يتعثّرُ الشّريانُ يحضنُ حائراً
أو تائهاً
أو خائراً
إنّي سأبْحثُ عن دَمي
وألوبُ من وجعِ السنينْ
أو بعضِ وخزٍ من حنينْ
لأكونَ قُربَك في حياةٍ مُمكنةْ
أتفيّأُ الفرحَ الضّحوكْ
وأكونُ سيّدةً بتاجِ الممْلكة
دعْني تعرشُ فوق قافيتي حروفٌ من صداكْ
قد تاهَ ظلّي في هواكْ
ورفيفُ أجْنحتي تقلّصَ في رؤاكْ
يا أنتَ قلْ لي منْ أنا؟
أأنا من الآتي البعيدْ؟
من عمقِ أعماقِ الوريدْ؟
غيثٌ كئيبٌ قد يوشحُني الشذا
وملاءتي
حيْرى ونبحثُ عن مُعينْ
وأروحُ أرسمُ صورةً
من بعض إسمكَ والحنانْ
قلْ لي : بحبلِ النّارِ كيف نجرُّ قافلة الصقيع ؟
أم نرسمُ المأساةَ من لونِ النّجيعْ ؟
قلبي يئنُّ بجرحهِ
وهمومُنا تُرخي العذابْ
يمتدُّ بينَ الغيمِ والغاباتِ رعبْ
الوشمُ متبوعٌ بأسرابِ اليمامْ
هذا اسْمها المكتوبُ بالخرز الملّونِ والنشيدْ
هذا اسْمُها نقشتهُ في عشقِ الترابْ
كم يستباحُ الياسمينْ
اليومَ أعرفُ كمْ أهاجرُ في الجُنونْ
وتغادرُ الآفاقَ تأتأتي وخوفي والعَناءْ .
هيام صبحي نجار
قراءة في العنوان
فالعنوان وكما عرّفه النّقاد والدّارسون هو نصّ محيط وعتبة من عتبات النّص وبهو ندلف منه الى عمق المعاني والمضامين
والمتأمل في هذا العنوان يلاحظ قوّة المفردات التي توزّع دلالات دقيقة ستتناسل منها معاني ومضامين النّص لاحقا
فمتاهة وجمعها متاهات توحي بالتّيه والضّياع
والمذبح هو موضع الذّبح والنّحر.....
والرّبط بين المذبح والجرح مقصودة لتمرير جهامة الوجع وفداحته
2جواهر المعاني في النّص
بأمعان النّظر في هذا النّص الشّعري نلاحظاحتداد الذّات الكاتبة بالقق والحيرة والمعاناة
كم ذا يخاطبُني بكلِّ حنانهِ رمْشٌ لطيفْ
ويسائلُ الآهاتِ عن عبَقِ الأملْ
فهذا المقطع الأول من النّص بدا الأقوى حضورا منذ البدء فهو يجيئ معاضدا مستنبطا الذّات كوابيسها ومعاناتها ليشكّل إيقاعه الحزين في ما لحق من الكلام هنا
وجَعي أنا جرْحي الثّخينْ
رمشٌ تضمّخَ بالسّؤالْ
ويكادُ يخطفُني إلى بعْضِ المُحالْ
بعْضي هنا
وأنا هناكَ أحاورُ القلقَ اللّعينْ
فالصّمتُ أحمقُ كادَ يقتلُني هنا
وأراوِدُ العقْلَ العنيدْ
فالمعاضدة في بناء الدلالة بين المقطع الأول المشار إليه والثّاني شكّلت المنظور الذي يفرضه قدرة واقتدار مبدعتنا الهيام في توجيه المتلقي الى نبض نصّها وزجّه بطريقة دقيقة وسريعة ومباشرة في تراتيل الأنين عبر خطابها الشّعري.
وقد اضطلعت اللّغة بدورها على امتداد جسد النّص في تشخيص آلام الذّات وأوجاعها وتشظيها فجاءت محمّلة بالإختناق والضّيق والتّبرّم (وجعي أنا ...جرحي الثّخين...يخطفني...أحاور القلق اللّعين...أراود العقل العنيد )
ثمّ أنّ طغيان ياء المتكلّم على الأفعال والاسماء في هذا النّص يحيلنا على الجدل الذي تقيمه الشاعرة مع نفسها عبر حوارها الذي تقيمه مع اللّغة بهذا الزّخم من الاسئلة والتّساؤل
هل من مَخاضٍ في تفاسيرِ الخبرْ؟
أو في تضاعيفِ العمُرْ ؟
هل تورقُ الأغصانُ أهاتِ الزَّهَر؟
هل تعجنُ الخبزَ الجموعْ
أو تغمسُ الروحُ الأنينْ؟
هل أمضغُ الصّبرَ الثقيلَ هنا على كتفٍ القدرْ؟
وتتطوّر الكتابة في لاحق النّص الى أحرف من اللإستبصار في محاولة للكشف عن جوهر الأشياء
مُمتدّة قربي مساحاتُ الضياعْ
وأصيخُ سمْعي للأمانيِّ العِذابْ
فتضيعُ في تيهِ الضبابْ..
حقلُ التّرقّب يقحم الزّمنَ الرّتيبْ
أو بعضَ بارقةِ الضياءْ
يا رعشةَ العينينِ أقربُ للتجهّدِ والخشوعْ
فلمَ الرُّكوعْ ؟
تغشى مساراتي لضوءِ الرّوح في يوم ارتشافكَ من جديدْ
يتعثّرُ الشّريانُ يحضنُ حائراً
أو تائهاً
أو خائراً
وكأني بمبدعتنا تصيخ لنداء تتلقّفه من عمق أعماقها لتمنح الكلام ثبوته
إنّي سأبْحثُ عن دَمي
وألوبُ من وجعِ السنينْ
أو بعضِ وخزٍ من حنينْ
لأكونَ قُربَك في حياةٍ مُمكنةْ
أتفيّأُ الفرحَ الضّحوكْ
وأكونُ سيّدةً بتاجِ الممْلكة
دعْني تعرشُ فوق قافيتي حروفٌ من صداكْ
قد تاهَ ظلّي في هواكْ
ورفيفُ أجْنحتي تقلّصَ في رؤاكْ
فتتآزر الإرادة لتبني ما يمنح المتلقي إنطباعا بالإنفراج وتنمو نقطة بيضاءلتتوّج الهيام نفسها ملكة تتفيأ الفرح المستعصي وتبحث عن دمها وهو ما منح نصّها في نهايته إشعاعا خاصّا به اكتملت إشراقته
فقد وفّقت هيام في توظيف الأسلوب اللاّزم والمعجم اللّغوي الدّقيق بما حقّق التّرابط بين المعاني والمكوّنات الإنفعالية في نصّ ضجّ بإدراك راق وأحاسيس ذات أبعاد وجدانية تأمليّة انبنت على معاناة واعية .
لك التّقدير يا الهيام لهذه الجماليّة والبذاخة في الكتابة...راجية أن تعذريني إن نأيت عن تحليل أعمق لمضامين نصّك الرّائع...
التوقيع
لِنَذْهَبَ كما نَحْنُ:
سيِّدةً حُرَّةً
وصديقاً وفيّاً’
لنذهبْ معاً في طريقَيْنِ مُخْتَلِفَيْن
لنذهَبْ كما نحنُ مُتَّحِدَيْن
ومُنْفَصِلَيْن’
ولا شيءَ يُوجِعُنا
درويش
آخر تعديل منوبية كامل الغضباني يوم 12-03-2014 في 10:20 PM.