عنوسة مضجع عمر مصلح فارس ============= الدكتورة إنعام الهاشمي ابتداء بالعنوان : عنوسة مضجع ارتبط مفهوم العنوسة بالأنوثة ... ورغم أن مفهوم العنوسة يعني تقدم العمر دون زواج لكل من الذكر والأنثى ولكننا لا نسمع تعبير رجل عانس مهما تقدم به العمر ... كما لا يقال رجل أشمط مثلما يقال امرأة شمطاء ، رغم ان المفهوم يعني اختلاط البياض بالسواد في شعر الرأس! هنا وقد أنسن الشاعر المضجع، هل اعتبره مؤنثاً أم مذكرا ؟ أم هل أبعد مفهوم العنوسة عن مفهوم التزاوج وتعداه ليعني الاقتران؟ أجد في هذا جواب تساؤلي، أن الشاعر قد حوّل معنى العنوسة ليعني التقدم بالعمر دون الاقتران بالقرين الطبيعي بغض النظر عن الانوثة والذكورة أي نفي الزواج والتزاوج بين ذكر وأنثى ... وهنا أعطى الشاعر مفهوماً جديداً للعنوسة يتجاوز المفهوم التقليدي ، وفي هذا أرى تطويراً للغة ويأتي السؤال الثاني: ترى من القرين الذي طال انتظار المضجع له والذي يتحرق شوقاً لرؤياه والاقتران به؟ يذكرني هذا التحرَّق والانتظار بقول ديك الجن: قولي لطيفك ينثني عن مضجعي وقت المنام ... كي استريح وتنطفي نارٌ تأجَّجُ في العظام إذاً القرين الطبيعي هو النوم والراحة ... المضجع يقترن بالنوم ... والعنوسة هنا هي الأرق... أليس في هذا المعنى الجديد تطويرٌ للغة؟ ترى هل ستعترض "جندرمة اللغة" وتقدم الشاعر للمحاكمة بتهمة التلاعب والتآمر على تدمير اللغة؟ والسؤال الثالث: ترى من الذي عنَّس مضجع الشاعر؟ ربما نجد الجواب فيما بعد؛ الصحو أجده هنا من علائم عنوسة المضجع... وليس مرادفاً تماما لها إلا إذا اقترن بالتمادي في دفع النعاس وإبعاده عن المضجع... النعاس سلاح الشاعر الذي يشهره في وجه الصحو ليقرب القرين "النوم" للمضجع بقوله: (قتلتُ الصحو .. رمياً بالنعاس) وبحضور القرين (ذات نوم) ... يعود الشاعر لأنسنة القرين والقرين ... بإدخال مفردات الضفائر والرقاب ... ضفائر العروس وجيدها وغزل العرس! ثم الحلم ... ودفء نار الشتاء وصاحب الحلم يؤجج رؤيا هذا العرس بالحلم . ولكن: (ألليل مازال غضاً سماواتي مثخنة بالنجوم فتسرب أنينها مرتجفا ... من خصاص نوافذه) ترى هل أنين السماوات يمثل احتجاجاً على اقتران النوم بالمضجع وهي الساهرة و "المثخنة بالنجوم" ؟ كما لو أنها تقول: "إن يكن قلبُكَ لا يسمعُ لحني... فلمن يا فتنةَ الروحِ أغني؟" ومن الناحية الأخرى أرى هذا التعبير السماوات "مثخنة بالنجوم" هو المدخل لجزء آخر في النص حيث الأوجاع والألم ... الفرِح يرى السماء "مطرزة بالنجوم" ويحتفي بالحب في هذا الجو الجميل و"الليل" غض، ومن أثقلت قلبه الهموم يراها "مثخنة بالنجوم" وكأنه يقول قلبي "مثخن بالجراح" فهو يأخذ صورة المفروض فيها أن تكون مبهجة ليحولها بمنظار المتحدث المعتم إلى العكس تماماً . عند هذا يتوقف لديّ الاسترسال مع النص و بقوله : (فكرهتُ .. كره الفحم للمدفأة) اشعر أن هناك نقصاً في هذا القول وكأن شطراً قد حذف ؛. كرهت ماذا؟ اين المفعول به؟ هل المفعول به كره الفحم للمدفأة؟ لا أظن ذلك ، إنما هو يشبّه كرهه لشيء ما بكره الفحم للمدفأة لأن فيها احتراقه ... ترى ما الذي فيه احتراق المتحدث؟ ذلك الشيء الذي كرهه؟ الجواب في قلب الشاعر! السؤال الذي تبادر لذهني في البداية: من الذي عنَّسَ المضجع أجده في الأشطر الأخيرة... الفجيعة... الذكريات ...المخدع الذي أثلجه الحرمان .... وما الخلاص ؟ الضباب الذي يلف الذكريات، والمواجع التي حين تفوق الاحتمال يحل محلها الخدر... والنفوس يطهرها الألم فتهجع... وتخبو نار الحدقات .... ويتم الاقتران ... النص يحتوي على رمزية وغموض محبب باسلوب حداثي ... فهو لا يغرق في الرمزية لحد الهذيان ولا هو في المباشرة التي تشبه الأحاديث اليومية والمواعظ بل انه يترك الكثير للمتلقي كي ينسج حوله من فكره وتفسيراته؛ ورغم قصر النص إلا أنه يحوي الكثير من الصورالمتخيلة تم التعبير عنها بلغة واضحة رغم رمزيتها.. تحياتي للشاعرعمر مصلح فارس، وتمنياتي لحرفه بالازدهار ودوام الألق
قراءة جميلة
فيها من الاستفسارات والتوقفات
ما جعلني أعيد قراءة النص من جديد لأصل الى تلك الرؤى وهذه المدلولات فيه
تحية للدكتورة إنعام الهاشمي
على هذه القراءة الراقية
سيدتي الأغلى .. تحية وطن
للأستاذة الهاشمي زوايا نادرة ترى من خلالها النصوص
وتمتلك خبرة قرائية هائلة، كونها أستاذة في النقد الأدبي في أكبر الجامعات في العالم
لذا اتشرف بمرورها على حرفي، والآن تشرفت بكرم مرورك أيتها الشاعرة المبهرة
سعادتي كبيرة بقراءة نصي سيدتي الشاعرة عواطف عبداللطيف.
لك محبتي، وبالغ امتناني.
الأستاذ القدير عمر مصلح
قراءة رائعة حقا
تحية وتقدير للدكتورة إنعام الهاشمي
لي رأي أرجو أن تتقبله معلمي
هذا النص أكبر من أن يتناوله ناقد من زاوية واحدة
فهو نص كبير وخطير
أتمنى أن يخضع يوما للتحليل
لك ولها كل التقدير
الأستاذ القدير عمر مصلح
قراءة رائعة حقا
تحية وتقدير للدكتورة إنعام الهاشمي
لي رأي أرجو أن تتقبله معلمي
هذا النص أكبر من أن يتناوله ناقد من زاوية واحدة
فهو نص كبير وخطير
أتمنى أن يخضع يوما للتحليل
لك ولها كل التقدير
لكل ناقد أو أديب وجهة نظر، ووقفة عند النص المقروء والأستاذة الرائعة الهاشمي قراته من زاوية اعتقدتها هي الأهم وأنا ممتن لها على تبرعها ببعض وقتها، والكتابة عن نص من نصوصي وشهادتك للنص تبهجني جداً لأنكِ اسم ادبي مهم، ورأيك كبير فأنا واثق من أن تحليلك سيكون شاملاً لكل زواياه ومنعطفاته تقبلي وافر تقديري، وعظيم امتناني