خُذِ الأنَاملَ منّي ، واتركِ الوَتَرا
فالرُّوحُ - يا دهر - تغني اليوم مَــن عـثرا
تكلم الناس لم تبخلْ محاجرُها
تـحاورُ النورَ ، والعلـيــــاء ، والحــجـــرا
خـذ الأنامل ليس الوهم راحلتي
ولم أكــن حول ظــل الشك مـعـتـمــرا
بل لم تكن لغة الأبطال قاصرةً
كي أرتضي النثر ،أو أستعطفَ الدُّررا
فكل من لازم الماضي على أملٍ
أن يفقه البعض إرثاً ظـــل مُـحـتَـقــرا
فغير لبسٍ خميسُ الحب يغبطه
من مُـقـلـتـيـه يـنـال الخلد والوطــــرا
شتَّان أن يسلك العرفان ذو أدبٍ
يصــوغ من قلبه آيــاتـــــه الـغُـــررا
وبين أن يبتدي الشرقيُّ مغترباً
فينتهي وهو يزجي الوهنَ والهَـــذرا
يا حاديَ الركب : هلّ الفجر واتضحت
كل المســـــالك ، لم ينسَ الضــحى أثــراً
تذكر العهد مـــا جـــادت نسائمه
تـروّح الـنـفـس والأوتــــار والفِـــكَــرا
واحمل أصيصاً به للذكريات صدىً
وفيه يومًا غرســـت الورد مــدكـــــرا
عصراً لعترتنا صانوا مودتنا
وأغرقــونا بوصــلٍ جــاء مـنــهــمــرا
وعُـج على جنّــةٍ وا فرحتي صدحت
فيها العقيق ، تـنـاجـي مَـن بكـى ســـحـرا
وسل محجّــبةً في القاع مـترفة
تستقبل الليلَ بالأشـــواق ، والقــمـــرا
أم ذا عبيرٌ يحجّ المستهام لـــه
متى تــولىّ ..... أذاع الآه مـســـتــتـرا
أمن مدامةِ تـحنانٍ مـعـتـَّقــةٍ
لِـعـلـةٍ يـسـتـقـيــها يـقــتـل الـكــــدرا ؟
أمن لحــونٍ بعَرف الضاد مفعمة
تـعـيد مــن ســالف الإيـقــاع ما انـدثرا ؟
يا حاديَ الركب كاد النقد يقتلني
مــمـن يــضجّ إذا ألـقـمـتـــه حـــجــرا
مــمـن أراهُ بــلا أينٍ بلا جـهـةٍ
يهين جانبه ، أو يـطـعــن الشــــعرا
يشبه الفعل بالمفعول تورية
يخرب اللفظ ، والأسلوب ، والصورا
لا غروَ أن يضحك الواشي ، قد انفصمت
عُـرى الضــمير ، وكـان الفكر مـنحــدرا
الى الحضيض ، فلا بانت مروءته
فــي لـهــوه نــال مـن أصنائه الـقـتـرا
والعذر ينفع لو كان الفتى لبقــاً
أو كان فيما يقول البعض مـعـتـبــــرا
لكــنها سُنَّةُ الأيام ، قافيةٌ
تموت غِــلاًّ ، وأخــرى ترتمي حــذرا
نعم ، وأخرى بما أفضت غلائلها
تغازل النور ، والـتـأريخ ، والـقــدرا
وترتدي الزَّهْــر أفوافاً مقشّــبة
تــعانـق الزُّهـر حــتى تـلـثم الســحرا
بعرســها تـتـخـطى كــل نازلــةٍ
فــلا ترى عــوجــًا فـيـهـا ولا وضـرا
ما زلت أعـزف باليمنى ولا عجبٌ
فـللـخـوارق عــاداتٌ غــدت غـــررا
وللـحـقــيـقـة غنت أطــربت فرحًا
حِـسان شـــوق تـحـيل النـظـم مـزدهـرا
أعـيـذها بالمنى من كل طــارقة
أو همس جـارحـــة تـسـتـنزف العُـمُـرا
ســتذكرون – يمينا – مـا أقول لكم
هيا اجمعــوا الأمـر ثــمّ استنهضوا البشرا