مليكتي ... سلوى الروح ونبض الفؤاد ، مازلت أتفرس بين الوجوه وأفتش عنك بين ظلال الزيزفون والخمائل ، وأسأل زهر نيسان ومساءات كانون . أوشوش السوسن والشحارير وأهمس لهم باسمك ، أحاول أن ألون وأرسم بريشتي مواسم فرح وقوس قزح ، أتدرين ؟ حتى قهوتي لم تعد تستهويني ! كم كنت أعشق قهوة الصباح معك وينتابني جذل طفولي والعصافير تغرد حولنا ... والكون يلفه خشوع العابدين وصمت العاشقين.
ياأجمل أشعاري وأبهى صباحاتي ، ترنيمة اسمك تبرئ كل أسقامي ، وثغرك الباسم يزيل كل عذاباتي ، واليوم تعلن ريشتي العصيان بعد أن كانت طوع بناني ، وهاهي ترتجف بين أصابعي ومافتأت تسألني ، ألم تنس ؟ ألن تنسى ؟
أتدرين ياصنو الروح ، هي لاتعرف أن الأشجار لو اقتلعت من حضن دافئ وغرست في أرض غريبة ، تذبل أوراقها وتصفر بعد أن كانت خضراء يانعة ، قبلة للناظرين ، تذوي سريعا وتشيخ قبل أوانها !
تمر الأيام ثقيلة ، تخنق الروح ولا أشعر بتغير الفصول ... يمر الخريف ويأتي الربيع ، وكأن كل الأشياء فقدت بريقها . بت أمقت قيثارتي فهي لاتعزف سوى الشجن ، ولم يبق فيها سوى وتر ، بت أخشى فتح صندوق ذكرياتي وتصفح ألبوم صوري المبعثرة في زوايا الغرفة .
يانسيم الصبا مر بديارهم وأرسل سلامي وقل لهم بات عاشقكم ذبيح الهوى ، رفقا بقلب أنهكه النوى . شكوت وجعي إلى حكيم حار في أمري وأردف قائلاً .. ياولدي داؤك ليس له دواء.
السويد – 28 / 03 / 2016
التوقيع
روحي تحلق بعيداً في الفضاء تخترق الاَفاق ، ترنو إلى أحبة حيث الشحرور والحسون يشدو على الخمائل أعذب الألحان . لما رأى الحمام لوعتي وصبابتي رق لحالي وناح على الأيك فهيج أحزاني وأشجاني . أتسكع في أروقة المدينة وأزقتها .. أبحث عن هوية ووطن ! ولا شئ غير الشجن . أليس من الحماقة أن نترك الذئاب ترتع فوق تخوم الوادي ؟