الغاية الأخيرة!
========
إذا أمعنت النظر وتأملت جيدا فستجد أنه ليس هناك غاية فى هذه الحياة . إن قلت أن غايتك الزواج فستمر السنوات وتصبح رجلا ذا قدرة على الزواج . والبنات (على قفا من يشيل) كما يقول المثل العامى . إن قلت تريد أن تتعلم وتتبوأ منصبا مرموقا فالمعاهد والجامعات مهيأةٌ لذلك . وإن كانت هوايتك جمع المال لتصير رجل أعمال فذلك يعتمد على حسن تخطيطك وتدبيرك والفرصة مهياةٌ أمامك . ولكن لا تنس أن الزمن لن يتوقف بعد أن تصل إلى هدفك . ستمر السنين والعقود بعد أن تتزوج ثم تجد نفسك أبا ثم جدا . وبعد أن تصير موظفا مرموقا سيأتى زمن فيه تحال إلى المعاش وتجلس على كرسىٍ خارج بيتك . وكذلك الحال إن صرت رجل أعمال ، ولم تتعرض للإفلاس ، فسيصيبك الكبر وتؤول إلى الراحة والمعاش . وفى كل الحالات ستكتشف أن ما كنت سعيت لتحقيقه إنما كان مجرد محطة فى الطريق ولم يكن غاية . وتنظر أمامك وتكتشف أن الطريق الطويل أمامك ينبئك عن غايةٍ نهائية ستستقر عندها . إذن هى الغاية الكبرى . ونخرج بنتيجةٍ هامة أن الغاية الكبرى لا يمكن أن تكون فى الحياة . الإنسان فى شبابه لا يصدق ما جاء به الرسل من أن الغاية الكبرى من الخلق تأتى بعد الموت وليس أثناء الحياة . حسنا ، إن لم نصدق ذلك أيام الشباب فسيأتى زمنٌ نكتشفه فيه بأنفسنا دونما حاجةٍ إلى رسولٍ يخبرنا به !