إن أول ما يجذب ُ القاريء في أسلوبية الأديبة المبدعة / منية الحسن ويسيطر على حضوركَ في مجمل نصوصها الأدبية عنصرا "الشكل والمضمون" لما فيهما من جمالية خاصة تتمثل في بساطة التوظيف للألفاظ والمفردات على مستوى الدلالة والمعنى، وهذا يُدعمه الوضوح في تراكيب الصورة الشعرية وانسيابها المتسلسل بصورة بعيدة عن الحشو ، وهذا نلمحه منذ بداية النص الأدبي الذي تكتبه وحتى نهايته بيسر وبساطة بعيدا عن الطلسمات اللغوية والتعقيدات في البنية الشعرية مما يساعد المتلقي "أي متلقي" على الدخول إلى مساحات نصوصها الجميلة وفضاءاتها بسهولة دون تعب أو جهد. وهذا الأمر لا نجده عند الكثير من الأدباء الذين يغرقون في بحور الحداثة والتجديد وهم بعيدون عنها مسافة القمر من الأرض .
فنجد نصوصهم غارقة في عالم من الغموض والطلاسم الخرساء التي تختنق بها ذائقة المتلقي ، وتسبب الضيق والإختناق لمخيلته حتى يخرج من القراءة مصابا بحالة كراهية للشعر أو النص الأدبي ومن يكتبه . ومن أسباب ذلك ميل المعظم منهم لتقديم استعراض في اللغة والبيان دون توظيف لائق بها .
لكن الأديبة منية الحسن في تعاملها مع النص الأدبي ( شعرا أو نثرا ) مغاير لهؤلاء المهرولين على موائد الأبجدية ، لذلك كان قلمها دائما يملك مغناطيسا فيه القدرة الكافية لجذب ذائقتنا ورصدنا لحرفها وتتبعه .
من هنا نجد أنفسنا في حضرة كاتبة متمرسة في الكتابة لها لغتها وأدواتها وقاموسها الأدبي البديع ،أديبة تمتلك أدوات وأسلوبا ً متفردا تركت بصمتها عليها واضحة ، لهذا كنت دائما أحب أن أقرأ أعمالها بهدوء ورويّة وأحاول الإقتراب أكثر من أبجديتها وقدرتها على تشكيل المفردات ورسم الصور الجميلة ...
محبتي
الوليد
غبت أنا كثيرا عن حصر هذا الزلال، وغبت أنت كما غاب الأصدقاء..
ياله من غياب وياله من عبور
ورغم الغياب الطويل، وجب الشكر شلال ضوء
أرسله على أجنحة الزواجل لتقطع سماء الغياب بخيوط النور...
أتمناك بخير شاعرنا الوليد
تحياتي والبيلسان