الشجرة تحافظ على نسلها
*****************
الشجرة التي جلبت الإنتباه وشدت الأنظار ، والتي سنتحدث عنها هي شجرة اليوسفي ، ولمن لا يعرف هذه الشجرة فهي من الأشجار التي تنبت في الصين واليابان وقد نبتت منذ حوالي 3000 عام، ومن خلال تجارة طريق الحرير وصلت فاكهة اليوسفي إلى بلدان وقارات العالم .وهي ذات فاكهة حمضية بشكل معتدل وحلوة للغاية، تحتوي على بذور أو تكون دون بذور، ويحتوي كل يوسفي على 10-12 قطعة تنفصل بسهولة عن بعضها، وتحتوي على لب داخل أغشية رقيقة، وفي المناطق الأكثر برودة يتحول لون اللب من البرتقالي إلى البرتقالي الأحمر.
هذه الشجرة تحافظ على نسلها كبقية الأشجار والتي حدثتنا عنها إحدى الأستاذات المتخصصات في الزراعة وهي إحدى المتخرجات من المعهد الوطني للعلوم الفلاحية بالحراش بالجزائر العاصمة ، والتي تمارس نشاطها المهني بالمعهد الوطني للتكوينات البيئية أنذاك ، وذلك في إطار ملتقى تكويني بالمعهد الوطني للتكوين العالي لشبه الطبي بالمسيلة ، الذي نظم لفائدة موظفي التربية والصحة والبيئة والإدارة وغير ذلك من المؤسسات التي مثلت حضورها تحت إشراف مديرية البيئة .
تقول الأستاذة المؤطرة من خلال حوار جرى بينها وبين المشاركين في الملتقى حول إثمار الأشجار : (كنت أمرّ على شارع طرابلس بحسين داي وكان ينتابني منظر شجرة من أشجار اليوسفي التي صفت على أرصفة الطريق منظر شجرة هرمة مجردة من لحائها توشك على نهايتها ، ومن خلال شكلها يبدو أنها معمرة ، لكن الغريب في الأمر أن هذه الشجرة كانت أفضل من أترابها من حيث الإزهار ،وكثافة الأوراق والثمار، مما أثار عجبي وفضولي الذي بقي يراودني مدة من الزمن ، إلى أن حانت لحظة الإكتشاف ومعرفة السر عندما كنت مسافرة في القطار ومع طول المسافة أخرجت كتابا حول النبات لمطالعته ، فوقفت على معلومة تفسر لي حالة الشجرة ، ومفادها أن الشجرة عندما يحين أجلها تجهد نفسها لتثمر أكثر وبما أوتيت من قوة لأجل الحفاظ على نسلها .)
ومهما يكن فالشجرة باعتبارها كائن حيّ فإنها تحافظ على نفسها ، وتحافظ على نسلها خاصة إذا وجدت من يحافظ عليها ، ويعتني بها ويعرف أسرارها وخبايها .
****
بقلم / تواتيت نصرالدين
التوقيع
لا يكفي أن تكون في النور لكي ترى بل ينبغي أن يكون في النور ما تراه
آخر تعديل تواتيت نصرالدين يوم 04-02-2024 في 12:27 AM.