ارفع جبينك قَـد تُشْرِقِ الشَّمْسُ أحـياناً مِنَ الغَرْبِ=وَتُوْلـدُ الفَرْحَـةُ الكُبْرَى مِنَ الكَـرْبِ شَمْسُ التَّحَـرُّرِ.. وَافَتْ غَـيْرَ مُنْتَظِرٍ=لا يَعْلَـمُ النَّاسُ مَـا يَأْتِي مِنَ الغَـيْبِ شَمْسٌ بِهَا انْقَشَعَتْ ظُلْمَاتُ أَنْظِمَـــةٍ=ضَلَّتْ.. وَمَـا انْتَظَـمَتْ إِلاّ عَلَى النَّهْبِ حِصََـانُ يََعْـرُبَ.. والقِـرْدَانُ تَنْهَشُهُ=كَيْفَ اسْـتَطَاعَ بُلُـوْغَ المَوْقِعِ الصَّعْبِ! للهِ دَرُّ جَــوَادٍ.. هَــــانَ فَارِسَـهُ=فَــرَدَّهُ سَــالِماً مِنْ لَجَّـةِ الحَرْبِ! **=** حُكَّامُـنَا رَبَطُـوا بِاِلشَّـعْبِ سُـلْطَتَهُمْ=فَإِنْ يَثُرْ شَعْبُهُمْ.. ثَـارُوا عَلَى الشَّعْبِ قَـدْ بَرْهَنُـوا أَنَّهُمْ أَصْـحَابُ مَصْلَحَةٍ=وأَنَّ حُكْمِهُــمُ يُبْنَى عَلَى الكِـــذْبِ صَانُـوا مَصَالِحَهُمْ.. وَالشَّعْبُ خَارِجَهَا=مَـا غَـرَّدُوا أَبَداً مِنْ دَاخِـلِ السِّـرْبِ تَمَلَّكُـوا الوَطَـنَ المَغْلُـوبَ مَزْرَعَـةً=وَالشَّـعْبَ مَاشِــيَةً لِلذََّبْـحِ والحَلْـبِ بَنَـوْا قُصُـوراً بِكُلِّ الأَرْضِ.. مُذْهَـبَةً=وَلِلْمُـوَاطِنِ خَـــازُوقاً مِنَ الصُّـلْبِ كَانُوا جِمَـالاً لَدَى أَسْـيَادِهِمْ.. ذُلُـلاً=بِئْسَ الجِـمَالُ إِذَا كَانُـوا مِنَ الجُـرْبِ هَـذِي المَـلايِيْنُ صَبَّتْ فِي خَزَائِنِهِـمْ=فَأَيْنَ مِنْ مَالِهِـمْ شَــرْعِيَّةُ الكَسْبِ؟! "زَيْنٌ" وَ"حُسْنِي" وَ"قَذّافِي".. وَمَنْ لَحِقُوا=بِرَكْبِهِـمْ.. ثُلَّـةُ الجَـزَّارِ فِي "الصِّرْبِ" عُهْـرُ البَغِيِّ مُعِـيْبٌ عَــارُهُ أَبَــداً=وَسَاسـَةُ العُهْـرِ أَوْلَى مِنْـهُ بِالعَيْبِ **=** إِرْفَـعْ جَبِينَكَ!.. فَالعََلْـيَاءُ مَا ارْتَفَعَتْ=إِلاّ بِأَذْرُعِ شُــــبَّانٍ مِنَ العُـــرْبِ شَـبَابُنَا نَحْـوَ تَغْيِيرِ النِّـظَامِ مَشَـوا=بِلا سـِلاح.. بِلا قَــتْلٍ.. وَلا ضَـرْبِ قَدْ هَدَّمُـوا جُـدُرَ الخِـذْلانِ.. فَانْفَتَحَتْ=سُجُونُ أَرْوَاحِنَا نَحْـوَ الفَضَـا الرَّحْبِ لَمْ تَعْـرِفِ الخَوْفَ مُذْ كَانَتْ قُلُوبُهُـمُ=وَكَانَ تَصْمِيـمُهُمْ ذَوْبَــاً مِنَ الحُـبِّ أَجْسـَامُهُمْ.. إِنْ بَدَتْ شَـتّى.. فَإِنَّهُـمُ=جِسْـمٌ كَثِيرُ الخَـلايَا.. مُفْــرَدُ القَلْبِ صَاغُوا مِنَ السِّـلْمِ كَالزِلْزَالِ أُغْنِــيَةً=وَرَدّدُوهَـا بِصَـوْتٍ سَـاحِرٍ عَــذْبِ "الشَّعْبُ يَطْلُبُ إِسْــقَاطَ النِّظَامِ".. فَيَا=لِمَطْلَـبٍ نِصْـفُهُ يُــوْدِي إِلَى النَّحْبِ! مَا عَـابَ ثُوْرَتَكُمْ.. أَنْ حَــاوَلَتْ أُمَمٌ=تَلْطِيـخَ غَـايَتِـهَا بِالشَّـكِّ.. وَالرَّيْبِ العَيْبُ فِي ثَــوْرَةٍ.. لا رَأْسَ يَحْكُمُـهَا=وَالجِسْـمُ يَخْلُـصُ دُوْنَ الرَّأْسِ لِلسَّلْبِ فَجَنِّـبُوا ثَــوْرَةً أَطْــمَاعَ مُنْتَهِــزٍ =وَأَبْعِـدُوهَا عَـنِ التَّجْيـِيرِ وَالْغَصْـبِ! **=** رَبّاهُ! كَيْفَ اسْـتَكَنَّا فِي الخُنُوعِ.. وَمَا=ثُرْنَا عَلَى الظُّـلْمِ كَالشُّـبَّانِ.. يَا رَبِّي! خُفْـنَا.. فَزِعْـنَا.. وَلَمْ نَعْلَـمْ بِأَنِّ قِوَى=تِلْكَ الطَّـوَاغِيْتِ أَوْهَى مِنْ قِوَى الكَلْبِ ضَاعَـتْ سُنُونٌ.. وَيَا لَهْفِي عَلَى زَمَنٍ=عِشْـنَاهُ تَحْتَ حِــذَاءِ القَهْرِ وَالرُّعْبِ! مَهْـمَا اسْـتَعَنّا بِأَعْــــذَارٍ مُلَفَّقَـةٍ=فَلَيْسَ يُنْقِــذُنَا التّـَبْرِيرُ مِنْ عَــتْبِ **=** ذَنْبٌ عَلَـيْنَا.. بِأَنَّـا لَـمْ نَثِـقْ أَبَــداً=بِاليَافِعِـينَ.. وَهَــذَا أَعْظَــمُ الذَّنْبِ قَـدْ عَلَّمُـونَا بِأَنَّ الأُلْفَــةَ انْتَصَـرَتْ=عَلَى الطَّـوَاغِيتِ.. فَانْهَارَتْ بِلا عَقْبِ وَأَنَّ قَافِــلَةَ الإِصْــرَارِ إِنْ عَـزَمَتْ=لَمْ يَثْنِهَا الخَـوْفُ وَالتَّرْهِيبُ عَنْ دَرْبِ قَـدْ يَكْسَـبُ العِلْـمَ مِنْ أَبْنَائِهِ رَجُـلٌ=وَوَاهِـمٌ مَنْ أَنَـاطَ العِلْـمَ بِالشَّـيْبِ ***** *** * 22/2/2011 نبيه محمود السعدي