القوة الصاروخية السورية والتوازن الإستراتيجي مع إسرائيل
بحلول عام 2003 كانت سوريا تمتلك عدة مئات من صواريخ سكود إس إس 21 البالستية قصيرة المدى(270 كلم).ويعتقد أن بمقدورها تزويد تلك الصواريخ برؤوس كيماوية.وبإمكان هذه الصواريخ الوصول إلى معظم مناطق إسرائيل ، وأجزاء من العراق والأردن وتركيا .
وبتاريخ 13-4-2007 ذكرت صحيفة الجروزاليم بوست الإسرائيلية أن سوريا نشرت حوالي 300 صاروخ سكود قصير المدى شمال المنطقة منزوعة السلاح في الجولان المحتل.
وتشير التقارير الإستخبارية ونشرات المعاهد الإستراتيجية إلى أن سوريا تمتلك ترسانة من صواريخ سكود سي وسكود دي ذات المدى 700 كيلومتر .وهذا بفضل المساعدات الكورية الشمالية والإيرانية .
إذن بإمكان سوريا (نظرياً) إمطار إسرائيل بوابل من صواريخ ذات رؤوس تحمل قوة تدميرية تقدر بنصف طن على الأقل.
كما تشير التقارير أن سوريا عوضت ضعف سلاح جوها بامتلاك شبكات دفاع جوي متطورة تتضمن صواريخ أرض جو من طراز سام 12 .
كما زودت إيران سوريا بمنظومة صواريخ مضادة للسفن وهي النموذج المطور عن الصاروخ الصيني 802 الذي استخدمه حزب الله في ضرب البارجة الإسرائيلية أثناء حرب تموز 2007 .ومنظومة صواريخ مضادة للدروع روسية مطورة.
والسؤال الذي يطرح نفسه :
هل كل تلك المنظومات تكفي لإستخدامها في كسب حرب نظامية؟
والجواب: لا ،للأسباب التالية:
1. منصات إطلاق صواريخ سكود تعتبر هدفاً سهلاً للطيران المتطور مثل إف 16 .وهذا ما لاحظناه أثناء حرب الخليج الثانية عام 1991 ،فبالبرغم من كل أساليب التعمية والإخفاء التي اتبعها الجيش العراقي إلا أن المنصات لم تسلم من التدمير بعد إطلاق أول رشقة من الصواريخ .وقد لاحظنا أنه طيلة فترة الحرب لم يستطع العراق إطلاق سوى 39 صاروخاً على إسرائيل أسفرت عن 5 قتلى وبعض الجرحى وبعض التدمير غير المؤثر في المنشآت المدنية والعسكرية .
لكن الوضع في سوريا يختلف لأن زمن وصول الصواريخ السورية إلى إسرائيل يساوي ربع زمن وصولها من العراق وهذا يقلل من فرص نجاح اعتراضها من قبل منظومات الباتريوت والقبة الفولاذية المضادة للصواريخ ، كما يزيد من قوتها التدميرية لأن رؤوسها تحمل كميات مضاعفة من المتفجرات .
2. منصات السام 12 تستخدم منظومات رادارية يصعب كشفها من قبل الطيران الإسرائيلي ،ولكن ما هي الضمانة الأكيدة على أن الإسرائيليين لم يكشفوا أسرار هذه المنظومات. بحيث يقومون بتدميرها من أول ساعة كما حدث عام 1982 وما بعدها ؟ .فالخوف هنا من المفاجآت التي تكون نتيجتها مأساوية كما حدث عام 1967 (تدمير الطيران العربي على الأرض) وعام 1982 بالمواجهة غير المتكافئة بين الطيران السوري القديم والإسرائلي المتطور .
3. إن تحريك الفرق النظامية أثناء العمليات العسكرية بدون غطاء جوي قد أثبت فشله الذريع .وما غزو العراق عام 2003 عنا ببعيد.
حيث تم تدمير فرق الجيش والحرس الجمهوري فرقة بعد فرقة بعد أن أشغلوها بمعارك تكتيكية جانبية مكنتهم من كشف مواقعها للطيران ،مثلما حصل في معركة المطار وغيرها .
4. قرب العاصمة السورية من الحدود السورية الفلسطينية يجعلها نقطة ضعف في أي مواجهة قادمة .فدمشق تبعد عن الجيش الإسرائيلي مسافة 33 كلم فقط .إذن هي تحت مرمى المدفعية الإسرائيلية الثقيلة ،هذا عدا عن سلاح الطيران المتفوق والصواريخ قصيرة المدى .
5 . الإقتصاد : رغم أن سوريا دولة غير مديونة ولديها شيء من الإكتفاء الذاتي ،إلا أن الإقتصاد السوري ليس بمقدوره الصمود في مواجهة عسكرية طويلة .
إذن ما العمل ؟
على السوريين تجهيز جيشهم لحرب غير نظامية ،وهذا يتطلب التركيز على عمل القوات الخاصة والكوماندوز ,كما عليهم الإستفادة من التجربة القتالية لحزب الله اللبناني إن أرادوا تكبيد الإسرائيليين خسائر فادحة لا يمكنهم تحملها بحيث يطلبون وقف إطلاق النار من طرفهم وهذا لوحده يعتبر هزيمة لإسرائيل تلك الدولة المتغطرسة والتي بدأت منظومة الردع لديها بالتآكل .
وفي حالة حدوث مواجهة عسكرية بين سوريا وإسرائيل فإنه من المتوقع حدوث خسائر فادحة في الأرواح بين الجانبين خصوصاً المدنيين .