هل أملكُ الجرأة أن أستحضرك هذا المساء
ربما أدركُ أنّني في هذه اللحظة خارج اهتمامك
هي رغبة أن أقتربَ من كلّ شيء فيك ، قبل أن
تغادريني إلى الأبد ..
موجعة جدا كانَتْ معرفتي بك ، فيها الكثير من الدموع
والأشواق ، اللقاء والجفاء ...
ماذا لو كنتِ الآنَ معي !!
في هذه الحجرة الواسعة المليئة بالأحلام ، المكتظة بالحكايات ..
باردةٌ وفارغةٌ هي بدونك ...
في منزلٍ مسكونٌ بأحلامي ، بطفولتي ، ورغباتي التي مرّتْ على عجلْ
ماذا لو كنتِ معي ...
في هذا المساء الماطر ..
حتى أبوحَ لك ببوحٍ لم أعرفه من قبل ، ولدنوتُ منكِ وبقيت إلى جوارك ..
لماذا تنتابني هذه الرغبة ، ويجتاحني شعور الفقد والغياب ، ويملأ المكان
رغبة لك ..
لماذا أريد أن أشاركك رقصة المساء ، وتأملكِ حدّ الألم ..
لماذا أنتِ التي أريد أن أنفرد بها وأختصر نساء الدنيا ..
وأنا الذي لم يشغل بالي نظرات النساء التي ترمقني ..
وتبالغ في البحث عن المفردات الأنيقة حين يدور بيننا حديث عابر ...
كنتُ بارعا في تجاهلهن ...
لستُ أدري إن كان تصرفي عن قناعة أم حماقة !!
هل كان من الصواب أن أمنح قلبي للعابرات ...وأذهب معهن إلى ما هو أبعد
من اهتمامهن بي ، أم كانَ عليَّ أن أبقى في الليل مع شمعة ، أشعلتها ، وسهرتُ
معها كي أكتبَ لك ..كي أحبك على طريقتي ..دعيني أحبك على طريقتي ..
ماذا لو كنت معي الآن ...
أقرأ لك قصيدتي الجديدة ، وأتأملُ ملامحكِ ، وأشاطركِ أحلامي وحديثك المشتهى ..
أزيل عنك خوفك وقلقك وتوترك ..وضيقك من كل شيء ..
كم جميل هو المساء حين تكونين فيه
وكم هو رائع الصباح حين يبدأ بك ...
ربما ستخونني الجرأة في استحضارك هذا المساء
وستفشلُ كلُّ محاولاتي في البقاء جوارك ...
سلاما لروحك ..
لقلبٍ ينام في صدرك ...
لموسيقى كانت تستهويك وتدعوك للرقص ...
لمقعدٍ لا زال يذكر حين جلستِ ووضعتِ ساقاً فوقَ ساق ..
لقميصكِ الأزرق ..
لوجهكِ المليء بالملامح التي لا تشبه غيرك
ليدكِ التي لها لمسةٌ تشعلُ الحروف ..وتغري القصيدة بالغناء ...
سلاماُ لكِ ..
حين اختصرتِ النساء
وملأتِ قلبي شوقا لك ...