كانت مجرد فكرة عابرة
أن تكتبَ قصيدة ، أن تنشرها في صحيفة يومية ، أن تقف أمام جمهور
وتلقيها ، أن تصبح وردة تقدمها لحبيبتك مساء الأربعاء ....
كانت مجرد فكرة ...
أن تصبح القصيدة قصائدا...أن تخرج في ديوان شعر ، وتقتنيه طالبات
الجامعة ومراهقات المدرسة الثانوية ...
كانت مجرد فكرة ...أن تزيّنَ مكتبتك ، شهادات تقدير ودروع وأوسمة
تقديراً لحروف تنفثها ليلا مع لفافة تبغك وليلك الطويل ...
هو الشعر ..كان مجرد فكرة عابرة ، فأصبح هواء تتنفسه ، ويرصده الحالمون
لكن ...كيفَ حولتكَ تلك الفكرة العابرة ، لإنسانٍ مجبول بالإحساس ، رقيقا كنسمة ،
تجرحك كلمة وتخدش كبرياءك ، كما تنشر كلمة داخلك رائحة البهجة والسرور ...
ألم يكن كل ذلك مجرد فكرة عابرة !!
ألم تكن الكتابة كلها محض صدفة غريبة
تنامتْ وكبرتْ مع أول قصيدة حالمة لمحتها بين سطور صحيفة يومية
وأخذتَ تقرأها مرات ومرات ..وتُعيد التأمل في اسمك المطبوع
وحرفك المكتوب ...وتعتريك الدهشة حين يلتقيك العابرون ...ويخبروك ..
أنهم لمحوها ،وكيفَ أصبحتَ ملاذَ الباحثين عن كلماتٍ لمناسبةٍ وشيكة ...
في البدء كانت مجرد فكرة ..وأصبحت الفكرةُ رحلة ...
رحلة مليئة بالسهر والتعب ، تلوكُ ليلَكَ بين الحروف ، وكثيرا ما باغتك الفجرُ
وأنتَ تحت ظلال قصيدة أو قصة أو كلمات ...
وبقايا سجائرك تملأ الوعاء ...وهواء حجرتك ملوث من دخانها المتطاير ...
وحين تقف على شرفة منزلك والفجر يغزل خيوطه الأولى ...يدهشكَ منظرُ عامل النظافة
في الحي الذي تسكنه ، ها هو يبدأ يومه بنشاط ، نام ليل كله ، وركل زوجته ، وشرب قهوته
وها هو يستنشقُ هواءً نقياً ...وأنتَ الأديبُ والشاعر ...احدودبَ ظهرُكْ ، وستنام النهار ..
تعويضا عن سهر الليل ....فتجدها ساعات حامضة ...لا تعوضُ عن ساعة نوم مبكرة في ليل
هاديء ....ماذا لو كانت الفكرة ، أن تكون عامل نظافة ...تعيشُ ليلكَ كما تشاء ، تنامُ مبكرا ،
تفيقُ نشيطاً ، تتنفسُ هواءً نقيا ...لا تخدش كبرياءك كلمة ...ولا تُتعبُك عبارة ...
لسفر السفرجل ....محطات
الوليد
آخر تعديل الوليد دويكات يوم 01-11-2012 في 12:03 AM.
نعم أستاذي ..
ذاك الليل الساهر على ضفة أقصوصة صغيرة
وقلم احدودب ظهره وبات يئن من شدة الارهاق
حكاية تكاد تتشابه في كل الفصول وكل الأمكنـة
حتى إن انبلج فجر جديد .. تكاسلت الأجفان
وأغمضت نوافذها ...
دعني أعلقها في صدر الصفحـات
فهي تستحق أكثر من ذلك
كل التحايا لهذا القلم ..
التوقيع
وإذا أتتكَ مذمَتي من ناقصٍ .. فهي الشهادةُ لي بأنيَ كاملُ
نعم أستاذي ..
ذاك الليل الساهر على ضفة أقصوصة صغيرة
وقلم احدودب ظهره وبات يئن من شدة الارهاق
حكاية تكاد تتشابه في كل الفصول وكل الأمكنـة
حتى إن انبلج فجر جديد .. تكاسلت الأجفان
وأغمضت نوافذها ...
دعني أعلقها في صدر الصفحـات
فهي تستحق أكثر من ذلك
كل التحايا لهذا القلم ..
الرائعة / ديزيريه
مرورك على هذه المحطة إضافة جميلة لها
وزادها بهاء وتألقا ، كيف لا وقلمك الرائع جالَ بين
سطورها ..سعدتُ باهتمامك وحضورك وروعة قلمك