بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
الزواج ذاك الشطر الثاني من الإيمان ،به يصان الإنسان ، وبه تستمر البشرية،وهو الكنف الذي يأوي اليه الانسان ليحصل على الأمن .
قال تعالى : (وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْأَعْجَبَتْكُمْ) (البقرة : 221) ، وقال تعالى : (عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًامِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَات تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا) (التحريم : 5)
، وقال تعالى : (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) (الأحزاب : 35) .
فإذا رزق الله الانسان الزوجة الصالحة ،فقد حصل على خير كنوز الدنيا التي قال فيها الحبيب المصطفى:"ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله عز وجل خيرا من زوجة صالحة اذا امرها اطاعته،وان نظر اليها اسرته، وان اقسم عليها ابرته ، وان غاب عنها نصحته في نفسها وماله"( رواه ابن ماجة)
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة- رضي الله عنه-:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :-"تنكح المرأة لأربع،لمالها،ولحسبها،ولجمالها، ولدينها،فاظفر بذات الدين تربت يداك"
وكذلك أن تكون حسيبة أي : طيبة الأصل شريفة ، لأن كرم أصلها وكريم أصلها وشمائله سيظهر في ذريته وأبنائه ؛ وعند ابن ماجة بسند حسن من حديث عائشة - رضي الله عنها - مرفوعا (تخيروا لنطفكم،فانكحوا الأكفاء، وأنكحوا إليهم).
وقال صلى الله عليه وآله وسلم : " لا تتزوجوا النساء لحسنهنَّ ، فعسى حسنهنَّ أن يرديهنَّ ، ولا تتزوجوهنَّ لأموالهن فعسى أموالهنَّ أن تطغيهنَّ ، ولكن تزوجوهنَّ على الدين " .
، فقد حذّر ـ بشدّة ـ من اختيار المرأة الحسناء التي نشأت وترعرعت في بيئة فاسدة أو وسط اجتماعي منحرف ، وقد ( قام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خطيباً فقال : " أيُّها الناس ، إياكم وخضراء الدمن ، قيل : يا رسول الله ، وما خضراء الدمن ؟ قال : المرأة الحسناء في منبت السوء "
ومن صفات المرأة الصالحة ما جاء عند النسائي في (السنن الكبرى ) من حديث ابن عباس رضي الله عنه
"نساؤكم من أهل الجنة :الودود،الولود، العؤود على زوجها,التي إذا غضب جاءت حتى تضع يدها في يد زوجها ثم تقول :لا أذوق غمضا حتى ترضى".
ومنها أيضاً : أن تكون ذات عطف وحنان لقوله(ًص) : "خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الْإِبِلَ أَحْنَاهُ عَلَى طِفْلٍ وَأَرْعَاهُ عَلَى زَوْجٍ فِي ذَاتِ يَدِهِ"
ومن صفات المرأة الصالحة أن تكون مطيعة لزوجها لا تخالفه إذا أمر.قال تعالى : (فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله ).
أخرج ابن جرير بسند صحيح عن سفيان الثوري رحمه الله تعالى قال : (قانتات)يعني مطيعات لله ولأزواجهن , ويزيد الآية بياناً قول النبي -صلى الله عليه وسلم- : "إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها فلتدخل من أي أبواب الجنة شاءت"؛
روى أحمد والنسائي عن أبي هريرة- رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-سئل :أي النساء خير؟ قال :"الذي تسره إذا نظر ،وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه فيما يكره في نفسها وماله" .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أربع من السعادة: المرأة الصالحة، والمسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب الهنيء".( الألباني )
«سعادة لابن آدم ثلاث، وشقاوة لابن آدم ثلاث، فمن سعادة ابن آدم: الزوجة الصالحة، والمركب الصالح، والمسكن الواسع، وشقوة لابن آدم ثلاث: المسكن السوء، والمرأة السوء، والمركب السوء» [صحيح الجامع السيوطي / الألباني 3629)].
وفي المصنف (ابن أبي شيبة ) بسند صحيح قال عبد الله بن عمرو- رضى الله عنهما- : " ألا أخبركم بالثلاث الفواقر،....إمام جائر إن أحسنت لم يشكر , وإن أسأت لم يغفر ,وجار سوء إن رأى حسنة غطاها ,وإن رأى سيئة أفشاها، وامرأة السوء إن شهدتها غاضبتك ، وإن غبت عنها خانتك".
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"الدنيا متاع وخير متاعها الزوجة الصالحة "[مسلم والنسائي وابن ماجه]
هذه هي صفات الشريك الصحيح الذي لايبدل ولايغير ،وتستمر به الحياة هنيئة.
والحمد لله أولاً وآخراً