- تربكني أصوات الثكالى.. حين أتريث بالمواجع
قالها الموت.. ذات مرور بوطني
لهذا النص المكثف اكثر من بعد وتضمين ولكي لا افسد على المتلقي لذة من حقه اكتفي بهذا البعد :
الحكاية هنا تروي عن كائن يوازي الحياة وهو " الموت " وكائن يسكن الأعماق وهو الوجدان وكائن بشري / مُستَضْعَف ومُسْتَضْعِف /
انصف الكاتب بحنكته وفكره النير " الموت " مستخدما أسلوب التضمين وترتيب الكلمات بأسلوب بسيط لأنه منح " الموت " هنا صفة إنسانية تحمل عنصر الوجدان والنفس اللوامة وهو يحاسب نفسه ويعترف بان أصوات الثكالى تربكه والارتباك بحد ذاته هو الم غريزي غير مصطنع بتفسيره البيولوجي وحتى الفلسفي :
( - تربكني أصوات الثكالى.. )
وأراد الكاتب هنا بمنح الموت هذه الصفة أن يسجل موقفا يتركه للتاريخ من طغاة العالم واصطلحنا عليهم " مُسْتَضْعِفين " لأن المقارنة بينهم هنا وبين " الموت " الذي اربكه صوت الثكالى لكن الطغاة لم يربكهم صوت ثكلى ولا يتيم ولا فقير ولا مظلوم لنعترف مع ان الموت أرحم من حكم الطغاة ولأن الغيرة تمنع الإنسان من أن يؤخذ ويموت بذل فعليه ان يقاوم ذلك الذل والطغيان حد " الموت المشرف "
شكرا لك أيها الأديب الراقي " أمتعتني بهذا النص
تقديري
التوقيع
الدكتور نجم السراجي
مدير ومؤسس مجلة ضفاف الدجلتين ( 2008 )