سأنطقها ,, مع كل أسف
اشتقتك
ولست وحدي من اشتاقك
بل و مرآتي هذا الصباح
حين التقت بعيناي
وتشابك انعكاسها بنظراتي
بل واشتاقكِ نفسي
حين نظرت اليها عميقا
وقرأتك من بينها ,, وبينها
فوجدتكِ اسما"محفورا"
على جدرانها
وقد أقض ذلك صوتكِ
عذباً ,و شجياً
حين سمعتك تناديني
بنداء ,, قاتم الإحساس كغابة مظلمه
تنذر بعاصفة هوجاء
ولكني علمت ,, احساساً ,, أن
ذلك الصوت يرويني رغم قسوته
فما بي إلا أن أبتسم
في وجه إعصارك
لأني علمت مسبقاً ,,
ما هي نقطة ضعفك
,:,
نعم ,, غاليتي اشتقتك
هذا المساء ,, حين أغمضت عيناي
في نية اسدال ستار وجودي
عن كون ,, لستِ فيه
وبتُّ بالنسبة إليك خيالا"
فوجدتني ,, أجلس
على تلك الأريكة التي أفتقدها
وتخيلت اني أنثر
أحمر الورود ,, بين يديك
كعادتي ,, حين كنتِ معي
ورأيت أني أحادثك
عن ذاك الفؤاد
الشقي القابع بين أضلعي
و تلك الحبوات ,, التي
يتاتى الى سمعي ,, همساً
ليوجد بها إزاراً فضفاضاً
من أمل قد تعتق بي
ولكنه ,, اتقن الخيبة مرارا
ثم ابحث ,, في خيالي
عن رسائل كنت أتقن كتابتها
إليك كل ليله ,, وكنت
أخبئها في صندوقي الأحمر
ذاك الذي أهديتنيه ذات سفر
أما أخبرتك بأنه قلبك
فها هو قد امتلأ
بقصاصات الورق الهائمة بك
,:,
نعم اشتاقك ,,
وفجراً ,, حين تلبدت السماء
بغيوم رمادية داكنة
وبسطت الأرض ذراعيها
لزخات حزنها القارس
وأصبح هواءها البارد لقلبي
يجر رائحتك ,, ممزوجة
برائحة الأرض المبللة
اشتقتكِ ,, ولست وحدي
من يشتاقك
,:,
اشتقتك..
وليست المرة الأولى
بل هي عادتي في كل حين..
وحده الاشتياق قادر خلق الحياة من رحم الغياب
يزرع الورد في حدائقنا المقفرة
ويجهض المطر من رحم غيمة لا تنجب
يبتلع رائحة القسوة في رحيلهم
ويلون في أحداقنا رماد الحياة
لازلت تملك زمام الإنفراد بالعنان
وبالخيال الخصب في مؤثرات
ومحسنات لفظية وبديعية
همساتٌ وألحان ٌ من الشوق
تضرب على أوتار القلب
لتنبت زهرة العشق
من قيثارة انفاسك
...
سيدي الكريم يحيى مراد
شكرا لك على جمال النص والمضمون
احترامي وكل التقدير
وحده الاشتياق قادر خلق الحياة من رحم الغياب
يزرع الورد في حدائقنا المقفرة
ويجهض المطر من رحم غيمة لا تنجب
يبتلع رائحة القسوة في رحيلهم
ويلون في أحداقنا رماد الحياة