أرْختْ أجفانها برهةً.. وأوعزتْ لليلها -الطَّويل احتداماً قبالةَ سُهادها المبرِّحِ- ظنوناً وريبة! اعترضتْها النُّجوم بوميضها! فألقتْ على بادئة الوميضِ أفكارها المتعبةَ، فخسفتْها ذاتَ شرود.. اليراعُ في يدها يئنُّ عنوةً، وينزف تاراتٍ أُخر! والصحائف بُعيدَ بوحها، تترنَّحُ موهومةً بمدادٍ ظنَّتهُ رأماً، كصفحة وجهها الحانيةِ إبَّانَ الأصيل.. * * " أنتَ لا تكتب الغزلَ إلا لمما..! أنت لا تعتقد الحبَّ إلا شائعةً على جدرانِ المسافاتِ الواهيةِ أبعاد الشعور!" * * وعادت لمخيلتها المحمومةِ بآصار العواطفِ المتضوِّعةِ شغفاً واحتراقا تغَبُّ إصرار الحياةِ شطبَها من دواوين التفاؤلِ رويدا! وتلملم بقاياها، تجمع تبعثرُها لاءاتِ الواقعِ المدوِّيةِ في ضميرِها الآزفِ صمتُهُ ربَّما!! * أصداءُ الأشعارِ، كلَّاباتٌ ضمنيَّةٌ تقيِّدُها مشارفَ القصيدِ لا تحتفيها المضامينُ.. فتثورُ غضباً ونزقاً ورعونة.. ونثائر الحروفِ تمسُّ كبرياءها بِوَاهيةِ خيوطها المعبِّرةِ فتظنُّها أماناً لمشاعرها التوَّاقةِ ضمَّ العشقِ ما بين السطور.. * * "الحبُّ إن ما بُحتَ، أوتارٌ بلا قيثارةٍ تلمُّ أنغامَها! لانهائيَّة التَّرانيمِ! مشدودةٌ بلا حوافَ تشذِّبُ أصداءَ معالمِها والتَّقاسيم...!" * * الآمالُ تراقِصها برغم انشغالِ الفكرِ؛ إيقاعاتٍ يخفقها قلبُها نقرةً بخفقةٍ يحتبيها الودُّ ويردِّدها الشُّعور.. وإمضاءُ الرُّؤى يزيِّنُ لها الحرفَ باعاً من منى تتقمَّصها أماناً! فلعلَّهُ آن أوانُ القريرةِ ملوِّحاً تحتفلهُ الرُّوحُ، وتكتنفهُ الأعماقُ مديدَ ابتساماتٍ ودعةٍ وانتشاء...