تَمَادَتْ في الْخَيالِ ، فَقُلْتُ أَكْثَرْ فَقَدْ كانَ الْخَيالُ عَليْكِ أَصْبَرْ أَراكِ زَعَمْتِ أنَّكِ أَنْتِ رِيحٌ إذا مَسَّتْ سَحابَ الْجَدْبِ أَمْطَرْ وإنْ هَبَّتْ عَلى قَلبٍ عَنِيدٍ لهَبَّتْ مِثْلَ عَاصِفَةٍ وَصَرْصَرْ خَيَالُكِ جامِحٌ يا أَنْتِ جِدًّا إذا أَسْمَعْتِهِ مَيْتًا ، تَأَثَّرْ وَلَوْ يُحْكَى لِمَجْنُونٍ عَتِيدٍ لَعَضَّ عَلَى الْجُنُونِ ومَا تَحَسَّرْ فَزِيدِينيْ ، لَعَمْرُكِ لَسْتُ أَدْرِي لِماذا في جُنونِكِ أنْتِ سُكَّرْ !! وَيَسْحَرني خَيَالُكِ حِينَ يَسْرِي إلَيَّ وأَنْتَشِي حَقًّا وَأَسْكَرْ أُحِبُّكِ يا فَتَاةَ الْوَهْمِ لَمَّا أراكِ وأنْتِ بُرْكانًا تَفَجَّرْ لإقْنَاعِيْ بِأَنَّكِ غَيْر حَوَّا وأنَّ دِمَاكِ مِنْ مِسْكٍ وَعَنْبَرْ أَكُلّ النّاسِ من لحْمٍ ودَمٍّ وأنتِ خُلِقْتِ منْ عَاجٍ ومَرْمَرْ ؟!!! أَلَا ثُورِي ، فَمَا أحْلاكِ عِنْدي وأنْتِ تَرَيْنَ نَفْسَكِ بِنْت قَيْصَرْ أَخافُ عليكِ سَيِّدَتِي إذا مَا تَلاشى الوهْمُ هَٰذا أوْ تَكَسَّرْ فَلا تَنْسَيْ بِأَنَّكِ بِنْت حَوَّا وحَوَّا طَوْعُ أَمْرِي حِينَ تُؤْمَرْ وأَنِّي مَنْ جَعَلْتُكِ أَيَّ شَئٍ تَقَدَّمَ فِي حَيَاتِكِ أوْ تَأَخَّرْ فَإنْ أَصْبَحْتِ سَيِّدَةً بِقَصْرِي فَذَاكَ لِأَنَّنِي مَلِكٌ وَأَفْخَرْ أَلَا اعْتَرِفِي بِأَنَّكِ أنْتِ مِنِّي وأنَّكِ مَا أَشَاءُ وَلَيْسَ أَكْثَرْ