|
|
|
|
" صراخ جنون الروح
- 7 -
الموسم السابع |
|
|
|
|
مثقل رأسي على هيئة جمال
مثقلة هي على هيئة جلال
مثقلة هي على هيئة جبال
ومن الجبال :
الخميس 2/رجب/1411 هـ الموافق 17/كانو الثاني / 1991 م
قال مجمع ابن مجمل : بعد أن أكد علي أن أكتب هذا التاريخ حدثني فقال :
/ الساعة الثانية صباحا../
( على الرغم من انه طفل وديع لكنه قاس جدا ....)
تهيأت للنوم الساعة الثانية عشرة منتصف الليل ، بعد ما أخذت بنصيحة الطبيب بعدم اخذ حبوب مهدئة ، التي غالبا ما تعطى مفعولا عكسيا لأمثالي : فقد نصحني بصحن فول مع رأس بصل قبل النوم بنصف ساعة ، وقال لي : تهيأ للنوم جيدا واسترخ وحاول إن تنام على ظهرك . وبعد ما حاورته عن طبيعة نومي وكثرة تقلبي ما بين اليمين واليسار ، قال لي لا باس إن شعرت بتعب شديد أن تميل إلى جانبك الأيمن ، وسررت بمثل هذه الرخصة إذا أنام بفوضى ولا يهمني كثيرا على إي جانب أصحو ، لم أفكر من قبل ان انتبه لهذه النقطة الهامة وبدأت تقلقني... واستطرد الطبيب قالا : حاول أن تقلع الشاي والقهوة التدخين قبل النوم بساعة . هو يعرف أنني مدمن قهوة عندما شرحت له حالتي – وإذا ما (حنت) فافتع نفسك بأنك لست من المدخنين ، وكانت معاملة الطبيب الحسنة ، الفاعل الأول في عملية تحسين مشروع النوم عندي فقد مازحني – على عادة الاطباء -
أنت ما بدك تنام لو ناوي بتنام ) ومسح على كفتي الأيمن وغادرته مسرورا نعسان .
/الحادية عشرة مساءا / توقيت عن كل شيء يمكن إن يدخل إلى معدتي ،وقمت بإغلاق مسكني بإحكام ، وفصلت التيار الكهربائي خشية جرس مزعج وفاصلت أشياء كثيرة من مصادرها ...ولولا حاجتي للهواء لأغلقت كل منفذ يمكن أن يدخل منه ... أعددت صحن الفول على ضوء شمعة – حتى لا اعرف أنني داخل المسكن ثم أكلته جوعا وحاجة ، تخلله رأس بصل ، ثم اجتهدت و فقمت رأسا أخر مثل حبة ألوز حامضة..شعرت بحاجة ألكاس من شاي وسيكارة لكن فات الوقت.. اكتفيت بشيء من الماء . وكان علي لازما إن أوقف الساعة إذ إن الصوت ( تك . تك . تك ) يؤذي إذني ، وكانت خمس دقائق لي كي أضع جسدي على السرير ، وفعلت....
تمددت على ظهري استرخيت تماما وأقنعت نفسي بنعاس شديد..لني أخذت طويلا وانأ متمدد على ظهري وظهرت ملامح النوم وذلك الخيط الخفي الذي يفصل الإنسان عن العام وينقله الى مملكة لنوم بعدما ملت على يميني قليلا..هناك فقدت نفسي...
ووجدت نفسي ثانية عندما صحوت على بقايا حلم مزعج ، وانتبهت إلى نفيس هذه المرة فإذا بي أحاول إن أستدير إلى جانبي الأيسر ، لكن ثمة جسما صلبا يمنعني من التحول ، فوجدت حلا لذلك الحلم المزعج الذي صحوت على بقاياه وفكرت للحظة قد يكون العائق دون تحولي الوسادة التي احتضنها عندما أريد النوم ، فقد كنت احتضنها إثناء تهيئي للنوم . وانأ مذ طفولتي لا أنام إلا وانأ احتضن وسادة وتذكرت إن اعرف كم من الوقت قد نمت ، مفمددت يدي نحو الولاعة كي اشعل ضوءا خفيفا وانظر الى ساعتي الصغيرة التي تركتها بجانبي ، فاصطدمت يدي بمعشوقتي الوسادة ، فارتعشت من الخوف ، إذن ما هذا الجسم الغريب الذي يمنعني من الحركة ،ويلتصق بي تناسيت ذلك للحظات وصممت : /
الساعة الثانية بعد منتصفا لليل / مع ذلك الصباح والصراخ الذي خرج من الجسم الغريب الملتصق بي ، عندما حاولت معرفة الوقت ..كان وديعا نظرت اله طويلا – مع إن الإضاءة لم تكن كافية اي طفل وديع وسيم ، يقلب عينة في عيني .. من جاء به الى هنا ووضعه الة جنبي ، اي ظالمة هذه تترك طفلها وترميه في سوقي كيف دخلت ووضعه إلى جانبي ؟ المسكن على ما اذكر محكم الإغلاق فكيف جاءا به إلى هنا؟ هذا وانني لا اذكر انني قد تزوجت ا وان عندي طفلا ؟ اسئلة كثيرة تدور ليس لها من اجابة في دهني ، وقلت في نفسي لن استعجل في المعرفة الأمر سيتضح وينجلى ...
ها هو النوم يود ع جسدي هذه الليلة ، وضعت الوسادة خلف ظهري وسحبت شيئا من جسدي إلى الخلف ووضعت ظهري إلى طرف السرير ، فأصبح نصفي خارج الغطاء والأخر تحته ، وأخذت أقصى اليمين واتكأت على يمناي كي لا أزعج الطفل ، ورحت أفكر بمشروع صحوة بعد نوم عميق ، دام على الأقل ساعة ...! وكان علي إن أكثف الإضاءة قبل إن أقوم وأوصل ما قد قطعت من مصادر طاقة وإزعاج.. فأشعلت شمعة أخرى ، وبما إنني قد بدأت يوما جديدا فالسيارة مشروعة وكذلك فنجان القهوة ، لكنه اي فنجان القهوة بعيد ألان ، فاكتفيت بمشروع تدخين ، بحثت عن بقايا ماء في كاسي التي تركتها إلى جانبي ، فوجدت ما مقداره سبع نقاط من بحسبتي الخاصة ، وكن كافيا ت للبد بمشروع التدخين .
وبدا يتطاير الدخان في مسكني مثل غبار بعلو أشجار نخيل ....
انتهيت بعدها ان بجانبي طفلا قد يؤذيه التدخين فاكتفيت بسبع سيكارات , كل سيكارة بسبع نفخات ..وفكرت في أمر الطفل وما يخبئ القدر لنا ثم اكتشفت إن هناك وقتا كافيا للتفكير قبل إن أقدم على أية خطوة فيها ( س + ج ) . فالساعة ألان تشير إلى
/ ما قبل الثالثة ببضع دقائق /...نهضت من فراشي بحذر وألقيت بالغطاء على الطفل وأسبلت شعره وتركته يأخذ قسطا من النوم واصلت مصادر الطاقة والإزعاج ..في مسكني وضبطت ساعة ( تك . تك . تك )وغيرها..أعددت حليبا لضيفي كي يكون جاهزا عند حاجتي له ، فقد يصحو هذا الضيف جائعا ، أعدت النفسي فنجان قهوة وأخذت احتسه وأدخن بعيدا عن مرمى أنفاس الطفل وأطرقت مفتشا عن حل..
/ الرابعة صباحا /
انفجرت قنبلة الصباح والصراخ أ أ أ أ أسرعت صوب السرير كي أتدبر أمر ضيفي حضنته بيدي ومال برأسه إلى جانبي الأيسر ، وأخذت أسبل شعره وادعة كي أطفئ صراخه فاستجاب ، لكنه بدا يتململ في حضني فقلت طلب الطعام ، لم أكن تستعدا لمثل هذه المفاجأة ولم يخطر لي ببال ، ولم اشعر في يوم من الأيام بحاجة إلى رضاعة أطفال ، مع ذلك فقد حاولت أرضاعة بملعقة صغيرة وأنجزت نجاحا لا باس بة .
انظر اليه وهو يحتسي الحليب ويراودني إحساس غريب لم اشعر بة من قبل ( أأقول له بابا ،بابا يا ابني ...)؟! قد يكون لأبوين عاهرين مع ذلك فقد أكرمت براء ته وقلتها بدموع ثكلى...
!؟ اقتربت الساعة من / الخامسة / والطفل مازال مستقرا في سوقي وانأ حائر في إيجاد حل ألهذا الضيف الصعب ، كيف سأقنع الناس ..إنني أحكمت إغلاق مسكني ثم صحوت ووجدته يرقد جانبي ؟ وددت لو اني اساله ؟! ولكن كيف اكلم من كأم في المهد صبيا ؟ فداعبت يده ليسرى جانب ألحيتي الأيسر ، وقلت انتظر شروق الشمس عل حلا يشرق معها .
/ السادسة صباحا / أشرقت الشمس مع صوت جرس الباب المزعج ، وأسرعت إلى الباب – على عير عادتي – كي افتحه / وإذا بجاري ؟
- صباح الخير
- صباح النور , تفضل ...
- أسف للإزعاج فقط أردت اتاكد من إنني ( إنا ) سأعود إليك بعد دقائق.. أسرع جاري خارجا من عندي على غير عادته ثم عاد ودخل دونما استئذان ، جلس على الكرسي المجاور إلى السرير ، وانتفض مثل طير مذبوح عندما نظر إلى السرير وقال لي : أتي بهذا الطفل إلى هنا ، لقد تركته في المنزل ...
- اهو لك أنت غير متزوج ...
- اسمع القصة لقد صحوت الساعة
/ الرابعة صباحا /
- كيف...؟
انتفض الطفل قائلا : أنتما مذ هذا اليوم مجانين ، فقط مجرد مجانين ..وتبخر فجاة ..صراخ وجنون فقط ...
ملحوظة : ماتت ناس كثيرة بين الرمال ، ويبدو الصراخ قد كبر كثيرا داخلهم ....