لا تنم
عاش جدي عمرا ناف عن المئة وعشرة أعوام.. سألته يوما: هل ساورك الندم في يوم من الأيام؟ فأجابني عقب إطراقة صمت طويلة: نعم؛ أندم على كل ساعة نمتها في أيام شبابي!!
يا حبيبي.. لا تنمْ!
لن يدوم الليل إلاّ ساعةً..
بعدها.. يمحو الصباحْ..
وخيوط الفجر.. لذّات الألمْ
(لاتنم )جاءت بصفة الأمر لأهمية النصيحة ,, ولحرص الجد
أن ينفذ ها الحفيد ,, فهو لم يرد أن تكون في قالب عادي ,,
وتقع تحت احتمال التطبيق أو الإهمال
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نبيه السعدي
*****
وجهك الآخر.. يا هذي الحياةْ..
سوف يأتي جامداً.. مثل الصَّنمْ..
فنعاني من تماديه الرَّهيبْ..
عبثََ التَّكْرار في القلبٍ الكئيبْ
وضياعُ الوقت.. يتلوه الندمْ..
يا حبيبي.. لا تنمْ!
يلج الشاعر في تفاصيل هذه النصيحة تحت إيقاع الخبرة
والتجربة التي مر بها الجد ,, يرسم وجه هذه الحياة
وتفاصيلها ,, وينبه من ضياع الوقت ,, فسوف يأتي يوما
يندم ابن آدم على اهداره ,,
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نبيه السعدي
*****
كيف لا نمتصُّ ساعاتِ الغرامْ!
مثلما التربةُ تمتصُّ المطرْ!
مثلما الأزهار تمتصُّ الغمامْ..
سوف نفنى.. ونبيدْ..
دون أن يبقى أثرْ
سوف تستهلكنا أعمارنا
فلماذا هي تستهلكنا؟!
نحفظ الجسم.. فيفنيه الزمنْ!
فلماذا نحن لا نحرقهُ!
كيفما شئنا.. بنارٍ وحممْ!!
يا حبيبي.. لا تنمْ!
هنا يحدد الخطوات التي على الحفيد إتباعها في قالب جميل
من الصور ,, مثل
- كيف لا تمتص ساعات الغرام مثلما التربة
تمتص المطر مثلما الأوهار تمتص الغمام
والأعمار تمضي وعداد الأيام يسجل العد التنازلي فلما لا
تستغل لمصلحة الإنسان في أن يعيشها كما يريد ,,
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نبيه السعدي
*****
ضرباتُ السَّاعة البلهاء تُدمي في الفؤادْ
إنَّها تحمل فأساً قاطعهْ..
بأكفٍّ بارعهْ
حطِّمِ الجسم بحبٍّ.. وودادْ..
بعناقٍ.. واحتراقٍ.. وسهادْ
لا تدعْ قتلي لأنياب المحنْ!
حين لا بدَّ من الموت.. فقمْ..
واعْطني.. يا قاتلي.. موتاً حسنْ
يا حبيبي.. لا تنمْ!
هنا يأكد على أن الموت قادم أكيد وهي النهاية المحتمة فلا تترك
الجسم يهرم بالمرض بل بلاحب والوداد والعناق ...ولا تستسلم
للفشل والمرض والكسل ,,, بل اعمل لأن تترك لك بصمة قبل أن ترحل .
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نبيه السعدي
*****
إنَّما النَّائم ميْتٌ.. وحرامٌ أنْ نموتْ
وحرامٌ أنْ تذوقَ الموتَ أجفانُ الشَّبابْ
فشبابانا لإنعاش الهوى..
لا لموتٍ خُلِقا!
دعْ يدي كالطَّير.. تغدو وتؤوبْ..
قبل أنْ تحرقها نارُ الزمنْ!
دعْ فمي في نشوة الخمر يذوبْ
قبل أنْ يَلْحََفَهُ برْدُ الكفنْ!
ضمَّني.. واعصرْ شبابي.. طالما
لم يسِلْ من جوفه.. ذاك الألمْ!
لا تذرْ للجوع في صدري رسوماًَ ودِمَنْ!
ضمَّني.. آهٍ حبيبي ضمَّني!
خيرُ دربٍ.. للفناءْ..
أن يجيءَ الموت من عشقٍ.. وضمْ.
يا حبيبي.. لا تنمْ!
هو الشباب الذي لا يعوض ولا يرجع أبدا فاستغلاله مهم بكل
ما يسعد الإنسان ,, وهو المرحلة المزهرة من العمر وفيها
المرء يستطيع أن يحقق كل ما يرده ويتمناه ,, حتى لو تعرض
لأي محنة فلا تستلم بل قاوم بقددرتك وقوتك وفكرك الذي
يشتعل طاقة وحيوية
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نبيه السعدي
*****
فغدا.. يدركنا برْقُ المشيبْ
ذلك المنسابُ في ليل المغيبْ
بعده.. يهمي المطرْ
وخيول العمر يُعييها السَّفرْ..
فيصير الصدر قبراً.. وأمانينا حُفرْ..
لا يواسيها القمرْ
أهِ من أيَّامهِ.. ذاك المشيبْ!
إنَّني أسمعه يأمرني..
باكتفاءٍ وحذرْ..
وبقايا تدَّخرْ
لا تخبِّني لهُ!!
واعْتصرْني.. وأنا غصنٌ رطيبْ
لا تدعْ فيَّ مياهاً.. وثمرْ!
واقذفِ الأحشاء في جوف اللهيبْ!
سوف لا أبقي له غير الرِّممْ..
سوف لن يبقى له إلا الرِّممْ
يا حبيبي.. لا تنمْ!
*****
***
*
نبيه السعدي
وأتى الشيب وما يلحقه من وهن وتعب وضعف ومرض ..وخطوة
تلو أخرى يكون الإسان أقرب للقبر والموت والكفن فلا ينفع عندها
الندم ولا يقدر مهما فعل أن يُرجع الى تلك الفترة الحية فترة
الشباب ,, الشاعر الرائع نبيه السعدي :سررت بمروري بهذه
القصيدة التي تحمل أوجه عديدة ,,رأيتها:
- نص فلسفي فيه بعد ورأيتها من علم النفس أقرب حيث غاصت
في بحور النفس هي تأمل عميق في حياة الإنسان ومشاعره ,,
-وجاءت القصيدة إذا نظرنا إليها بشكل مباشر في قالب إجتماعي
تدخل تحت بند النصيحة المباشرة والتوجيه ,, ولفت النظر ,,
بل تعدت إلى الأمر ,,وكانت عبارة عن خبرة الجد ينقلها بحكمة
إلى الحفيد الذي استمع بكل اهتمام ونقل لنا هذه الصور الجميلة
بكل حرفية وبمعاني أوصلت النصيحة بروعة,,
المهم أن يكون شاعرنا قداستفاد من النصيحة جيدا وطبقها ولم
يكتفي بالسمع فقط . دمت شاعرنا بألقك المميز ولقلمك دام البهاء
مودتي الخالصة
سفـــانة
آخر تعديل سفانة بنت ابن الشاطئ يوم 12-21-2010 في 01:13 AM.
(لاتنم )جاءت بصفة الأمر لأهمية النصيحة ,, ولحرص الجد
أن ينفذ ها الحفيد ,, فهو لم يرد أن تكون في قالب عادي ,,
وتقع تحت احتمال التطبيق أو الإهمال
يلج الشاعر في تفاصيل هذه النصيحة تحت إيقاع الخبرة
والتجربة التي مر بها الجد ,, يرسم وجه هذه الحياة
وتفاصيلها ,, وينبه من ضياع الوقت ,, فسوف يأتي يوما
يندم ابن آدم على اهداره ,,
هنا يحدد الخطوات التي على الحفيد إتباعها في قالب جميل
من الصور ,, مثل
- كيف لا تمتص ساعات الغرام مثلما التربة
تمتص المطر مثلما الأوهار تمتص الغمام
والأعمار تمضي وعداد الأيام يسجل العد التنازلي فلما لا
تستغل لمصلحة الإنسان في أن يعيشها كما يريد ,,
هنا يأكد على أن الموت قادم أكيد وهي النهاية المحتمة فلا تترك
الجسم يهرم بالمرض بل بلاحب والوداد والعناق ...ولا تستسلم
للفشل والمرض والكسل ,,, بل اعمل لأن تترك لك بصمة قبل أن ترحل .
هو الشباب الذي لا يعوض ولا يرجع أبدا فاستغلاله مهم بكل
ما يسعد الإنسان ,, وهو المرحلة المزهرة من العمر وفيها
المرء يستطيع أن يحقق كل ما يرده ويتمناه ,, حتى لو تعرض
لأي محنة فلا تستلم بل قاوم بقددرتك وقوتك وفكرك الذي
يشتعل طاقة وحيوية
وأتى الشيب وما يلحقه من وهن وتعب وضعف ومرض ..وخطوة
تلو أخرى يكون الإسان أقرب للقبر والموت والكفن فلا ينفع عندها
الندم ولا يقدر مهما فعل أن يُرجع الى تلك الفترة الحية فترة
الشباب ,, الشاعر الرائع نبيه السعدي :سررت بمروري بهذه
القصيدة التي تحمل أوجه عديدة ,,رأيتها:
- نص فلسفي فيه بعد ورأيتها من علم النفس أقرب حيث غاصت
في بحور النفس هي تأمل عميق في حياة الإنسان ومشاعره ,,
-وجاءت القصيدة إذا نظرنا إليها بشكل مباشر في قالب إجتماعي
تدخل تحت بند النصيحة المباشرة والتوجيه ,, ولفت النظر ,,
بل تعدت إلى الأمر ,,وكانت عبارة عن خبرة الجد ينقلها بحكمة
إلى الحفيد الذي استمع بكل اهتمام ونقل لنا هذه الصور الجميلة
بكل حرفية وبمعاني أوصلت النصيحة بروعة,,
المهم أن يكون شاعرنا قداستفاد من النصيحة جيدا وطبقها ولم
يكتفي بالسمع فقط . دمت شاعرنا بألقك المميز ولقلمك دام البهاء
مودتي الخالصة
سفـــانة
مرحبا، شاعرتنا المبدعة سفانة
أخذت ردك الجميل هذا إلى عقد من لآلئ أجمل الردود
ليصطف لؤلؤة جميلة مع باقي اللآلئ. هنا
(لاتنم )جاءت بصفة الأمر لأهمية النصيحة ,, ولحرص الجد
أن ينفذ ها الحفيد ,, فهو لم يرد أن تكون في قالب عادي ,,
وتقع تحت احتمال التطبيق أو الإهمال
يلج الشاعر في تفاصيل هذه النصيحة تحت إيقاع الخبرة
والتجربة التي مر بها الجد ,, يرسم وجه هذه الحياة
وتفاصيلها ,, وينبه من ضياع الوقت ,, فسوف يأتي يوما
يندم ابن آدم على اهداره ,,
هنا يحدد الخطوات التي على الحفيد إتباعها في قالب جميل
من الصور ,, مثل
- كيف لا تمتص ساعات الغرام مثلما التربة
تمتص المطر مثلما الأوهار تمتص الغمام
والأعمار تمضي وعداد الأيام يسجل العد التنازلي فلما لا
تستغل لمصلحة الإنسان في أن يعيشها كما يريد ,,
هنا يأكد على أن الموت قادم أكيد وهي النهاية المحتمة فلا تترك
الجسم يهرم بالمرض بل بلاحب والوداد والعناق ...ولا تستسلم
للفشل والمرض والكسل ,,, بل اعمل لأن تترك لك بصمة قبل أن ترحل .
هو الشباب الذي لا يعوض ولا يرجع أبدا فاستغلاله مهم بكل
ما يسعد الإنسان ,, وهو المرحلة المزهرة من العمر وفيها
المرء يستطيع أن يحقق كل ما يرده ويتمناه ,, حتى لو تعرض
لأي محنة فلا تستلم بل قاوم بقددرتك وقوتك وفكرك الذي
يشتعل طاقة وحيوية
وأتى الشيب وما يلحقه من وهن وتعب وضعف ومرض ..وخطوة
تلو أخرى يكون الإسان أقرب للقبر والموت والكفن فلا ينفع عندها
الندم ولا يقدر مهما فعل أن يُرجع الى تلك الفترة الحية فترة
الشباب ,, الشاعر الرائع نبيه السعدي :سررت بمروري بهذه
القصيدة التي تحمل أوجه عديدة ,,رأيتها:
- نص فلسفي فيه بعد ورأيتها من علم النفس أقرب حيث غاصت
في بحور النفس هي تأمل عميق في حياة الإنسان ومشاعره ,,
-وجاءت القصيدة إذا نظرنا إليها بشكل مباشر في قالب إجتماعي
تدخل تحت بند النصيحة المباشرة والتوجيه ,, ولفت النظر ,,
بل تعدت إلى الأمر ,,وكانت عبارة عن خبرة الجد ينقلها بحكمة
إلى الحفيد الذي استمع بكل اهتمام ونقل لنا هذه الصور الجميلة
بكل حرفية وبمعاني أوصلت النصيحة بروعة,,
المهم أن يكون شاعرنا قداستفاد من النصيحة جيدا وطبقها ولم
يكتفي بالسمع فقط . دمت شاعرنا بألقك المميز ولقلمك دام البهاء
مودتي الخالصة
سفـــانة
الأخت الأديبة الشاعرة سفانة: رحم الله تعالى أباك، وحيا أخاك، وأدام ثناك.. امتناني ينبع من القلب على اهتمامك البالغ بموضوع القصيدة، وتحليلك الأدبي الرائع لمفرداتها وأفكارها. عاجز أراني عن الشكر والوفاء افبلي مودتي وتقديري لشخصك الكريم