لن تذروك الرياح الهوج أيها المتأمل في حراك الفعل المتسارع في حيواتنا ,,
دهماء ليل ,وظلماء كدر ,ووعوثة رمل ,ومخيال في دروب الوله ,,
بين حاء مبحوحة ,وهاء تهيم بنا نحو ضفاف هلامية الملامح ,رافضة كل نوء ,,
شهرزاد أنسك في البعاد ,,
والغربة حيف مرير ,,
خيالك وأحلامك اقتباس من آي الحكيم ,,
وأنت بلغتك السلسة تبني جمال القصيدة ,وأنت جمالها ,,
لك ماتشتهي ياصاحبي ,,
أبعد الله عنك الهموم والنكد ,وأسرّك بما يسعدك,,
مودتي والمنى ,,
أخي البهي كمال أبو سلمى
أسعد الله صباحك و جميع أوقاتك بكل الخير
سعدت بقراءتك الجميلة للقصيدة و تجاوبك النثري الجميل معها و قد سبرت أغوار الكلمات ببراعة
فلله درك شكرا لك من القلب
ألف أهلا و سهلا بك أستاذي الفاضل جمال
و بحروفك التي نثرت الجمال في كل اتجاه من القصيدة
فأينما ولينا بصرنا كانت لنا صورة رائعة الرسم أبدع أستاذي بتوظيفها في قصيدته الموغلة بالحزن و الهم، إلا من بعض أمل
هذه الحيرة التي انتابت شاعرنا متسائلا في مطلع القصيدة : من أين أبتدئ القصيدة...
- لأن قلمه ما عاد ينز سوى حروف من أنين و بأنينه قد قض نوم الصفحة البيضاء...
- و الجراح تخضب الأوراق
- الأسى ينداح صباحا
- الأحلام تُغتال مساءً عندما يفترش المساء القصيدة المنفية حلما بعد حلم
كمية من الأحزان ابتدأ بها أستاذي جمال قصيدته جعلتنا نشعر بحزن الشاعر...
و كأني بها قد حملت عنوان -في كل اتجاه - لكثرة ما توزع الحزن فيها هنا في كل اتجاه
مِن أَينَ أَبتَدِئُ القَصِيدَةَ
و اليَرَاعُ يَقُضُّ نَومَ الصَّفحَةِ البَيضَاءِ
ثم يتوجه بالعتاب للشعر الذي ما عاد يريح أستاذي، بل أنه صار يتهمه بأنه قد أشقاه
متهما إياه بأنه كم قد ظمأ فلم يمد له يدا لا بكأس حليب و لا برغيف خبز فقط ما عجنته دموع الشاعر عندما اغتالت السنين أمانيه...
و كأن شاعرنا في ساعات الحزن يعترف أن الشعر ما عاد قادرا على تغيير الحال و ها هو يعترف بأنه كم قد زرع لكنه لم يحصد سوى القتاد و سكاكين الجحود
أنا أمام صور غاية في الروعة و الجمال رغم أنه قد ألبسها ثياب الحزن و الألم :
يا شِعرُ قَد أَشقَيتَنِي
و ظَمِئتُ ـ يَا مَا قَد ظَمِئتُ ـ فَلَم تَمُدَّ يَداً
و هنا كأن حزن الشاعر كله يتجلى بهذه الـ "أواه" يا عين القصيدة ...
فهنا تعبير عن ألم عميق ينتاب شاعرنا فيتأوه مخاطبا عين القصيدة متسائلا عمن سيمسح دمعها الذي سكبته عين الشاعر...
و هنا غاية الإبداع أن نرى أن الدمع المسكوب من عينيه هو ذاته دمع عين القصيدة ؛
إذن عين القصيدة دمعها مسكوب من شاعرنا في دلالة على أنه يضع نفسه كلها بما تعتريه من مشاعر و أحاسيس في القصيدة فتصير القصيدة هو،
كذلك عندما يربط بين عينيه و عين القصيدة بقوله في آخر المقطع متسائلا من سيزرع فيها زرقاء اليمامة لتدلها على الطريق فبالتالي ينزع نظارته السوداء :
ثم يعود شاعرنا و يحدث نفسه حديثا أقرب للعتاب و استهجان الحال حتى أنه يعاتب نفسه متسائلا ماذا قد حصل قلبه غير بيت شعر بناه على أطراف بلاده ؛
و متسائلا باستنكار : هل ستسكنه بعد أن صار المدى ضيقا في عيني كسم الخياط ...
ثم يحمل نفسه ما لا طاقة له به من حمل (الدين)
متسائلا من سيحمله إذا استقر فيما بعد مقبورا بين الضلوع...
من أحلى مقاطع القصيدة المزدحمة بالصور البديعة رغم كل الأسى و إحساسه بالظلم كما وقع على سيدنا يوسف من امرأة العزيز...
و لكن صاحبَي شاعرنا هنا في سجنه هما خياله و الجنون ...
و يستمر مستعيرا الصور و القصص من قصة سيدنا يوسف و ما وقع عليه من ظلم في دلالة على يأس كبير يصيب شاعرنا جراء كل ما يحدث من حوله:
مَن ذَا يُفَسِّرُ حُلمَكَ الأَزَلِيَّ
و الصِّدِّيقُ قَد أَلقَاهُ أِخوَتُهُ بِجُبٍّ
فِي كُلِّ اْتِّجَاهْ .
إذن فعنوان الجميلة جدا هذه ( في كل اتجاه) قد كان مما ختم به أستاذي قصيدته ...
أعتذر إليك أستاذي جمال، فجميلتك هذه تستحق من يسبر فيها عميقا لأنها تحمل نفس شاعر متمكن من كل أدوات الشعر و قد أبدعت في الاستعارات و التشبيه و قد جاءت مزدحمة بالعديد من الصور الفنية التي رسمتها بريشة من ألق.
و أعتذر إن قد راق لنا جدا حزنك الجاثم بين السطور، مع دعواتي بألا يجد الحزن لك دربا...
لك و لحرفك الجميل تحياتي و تقديري.
أختي الكريمة الشاعرة القديرة وطن النمراوي
ما شاء الله تبارك الله
أراك هنا ترتدين ثوب الناقد القدير المبدع الذي سبر أغوار القصيدة بأدوات السباح الماهر
فكانت قراءتك بهية بكل المعايير حيث لم تتركي صغيرة و لا كبيرة في القصيدة إلا وضعت إصبعك عليها
كل كلمات الشكر لا توفيك حقك
أقول فقط أنك بهذه القراءة الجميلة تسيرين في اتجاه نقدي عالي جنبا إلى جنب مع خط الشعر الذي ترتقين أسبابه أيضا
دمت بخير و رضا
و لك الشكر
شكرا لك أخي الشاعر محمود عثمان مرورك البهي
و أنتهزها فرصة لأشكر الأخت الشاعرة وطن النمراوي مرة أخرى على قراءتها العميقة للقصيدة و كذلك نقلها لرد أخي الحبيب عبد الرسول معله للردود المميزة
دمت بخير
جئت متأخرا ففاضت نفسي ببعض الحروف علها تكون شافعة لرضاك
تحياتي ومودتي
على أيِّ اتجاهٍ شئْتَ فاسرِ = وخذ روحي فأمرُكَ مثلُ أمري
تعذبُكَ الليالي؟ وهيَ عندي = مَريراتٌ وقد أحرقـْنَ عمري
أتيْتُكَ أستقي عذبا فراتاً = وجدتُ معذباً بالقلب يفري
يَضيقُ فؤادُهُ حيناً وحيناً = يبوحُ يَراعُهُ في كلِّ سَطْر
ويفضي للحروف بكلِّ همٍّ = فيسحرُني لأطلق فيه شعري
يفيضُ عذوبةً في كلِّ حَرْفٍ = كأنَّ جـِنانَهُ يُنْبوعُ سِحْر
عرفْتُ مِدادَهُ شهْداً مصفـّى = وأن حُروفَهُ للروحِ تُغري
أنِسْتُ لبوحِهِ فرِحاً حَزيناً =فما أحلاهُ من حُلوٍ ومرِّ
أمرُّ ببيتِهِ ألقاهُ دوحاً = ويصدحُ وسطه رُوّادُ فكر
فغرّدْ يا رفيقَ الدرب إنِّي = أرى شعراً به أثلجتَ صدري
لقد ظفرتْ ببغيتِها عيوني = وكان سميرها في الليل بدْري
فدا عينيكَ كل سنين عمري=و قلبٌ لم يزل حيّاً بصدري
رأيتك مثلَ دجلة فيه ترسو= و في أعراقِهِ كالنيل تجري
كأنك نبضه و دماك فيهِ=تضخ به الحياةَ بكل طهرِ
هي الأرواح يا ما قد تلاقت=على حبٍّ يؤاخيها و خيرِ
يؤلف بينها ربٌّ رحيمٌ=و يربطها .. على بُعدٍ .. بسرِّ
فيا ابن عراق أمجادٍ سيبقى=مناراً للسراةِ بكل عصرِ
لقد توجتني تاجاً عظيماً=مرصعةً جوانبه بدُرِّ
فقل بالله كيف أرد دَيناً=علىَّ ، و قد تثاقلَ فوق ظهري
:
:
أخي الحبيب و صديقي الجميل عبد الرسول معله
لست أدري و ربي ماذا أقول أمام كل هذا الفيض من المشاعر الأخوية الصادقة التي انطلقت منك شعراً بهيا شاركتني فيها كل اتجاهات القصيدة و أحزانها .. و كيف لي أن أجاري فارساً من فرسان الشعر و النثر فيما خطه بيده الكريمة فأضفى السعادة على قلبي و البهجة على روحي
أنعم بك و أكرم بما كتبت
بارك الله فيك و جعله في ميزان حسناته
و أحبك في الله
الحمد لله على السلامة بعد طول غياب افتقدتك فيه كثيرا هنا و هناك
مع تقديري و اشتياقي
أستاذي الفاضل عبد الرسول، مرحبا
ردك الجميل هذا أخذته لعقد من لآلئ أجمل الردود
فاستقر لؤلؤة كبيرة هنا
بوركت أختي القديرة وطن
و شكرا لك نقل رد الريس الشعري لأنه بالفعل رد آسر سلبتني عقلي و كل كلمات الشكر لا توفي أخي عبد الرسول على صنيعه
شكرا لك عودتك مرة ثانية أخت وطن
و أهلا بك دائما
أختي القديرة سفانة
السلام عليكم
بداية أعتذر عن تأخري كثيرا في الرد
قرأتك أديبة متألقة في القصة و الخاطرة و اليوم أقرؤك ناقدة بارعة للشعر
فقد قرأتِ القصيدة و أبحرت فيها ببراعة بأدوات بحار ماهر فكانت قراءتك العميقة و الدقيقة من أجمل قراءات القصيدة التي سبرتِ بها الأغوار و طرقتِ بها باب الدار فدخلتها من أوسع أبوابها لتسلطي الضوء على كل جزء فيها
فلله درك شكرا لك من القلب
بارك الله فيك و لك تلك الموهبة
و دمت بكل الخير و الألق
د. جمال مرسي : أمسية سعيدة وليلة طيبة
يسعدني رأيك الجميل في قراءاتي عموما,, وخاصة القراءة التي
قدمتها على قصيدتك الجميلة ( في كل إتجاه ) فهي تستحق الغوص
في أعماقها,, وخلف حروفها ,, واكثر ما اسعدني متابعتك لردودي في
مختلف الأقسام ,, هذا إن دل على شيئ فهو يدل على متابعتك الرائعة ,,
واهتمامك لما نقدمه على الساحة الأدبية وتقديرك لكل جميل ,,
كلماتك سرتني كثيرا فهي وسام أعتز به ,, وتدفعني
لتقديم الأفضل,, شكرا أستاذي لكلماتك الرقيقة والمميزة.