أحيانا عندما أتأمل العواقب العظيمة التي تتمخض عن صغائر الأمور ..
أميل إلى التفكير في أنه لا وجود لصغائر الأمور
هذه العبارة لبروس بارتون
هل أنت من النوع الذي يتوخى الحذر و تقلقه جدا صغائر الأمور ..
أم أنك تترك الأمور على طبيعتها ولا تلقي لها بالا .. وإذا كنت تتصرف على هذا النحو أخبرني كيف تتلقى المفاجآت؟
وهل ثمة صغائر أدت إلى عواقب من أي نوع ؟
أبعد الله عنك الشر
صباحك رضى وطمأنينة ونرجس ..
ماذا لو قلت لك أنني لا أتفاجأ ..
وهذه الحالة من بعض شقاءات المعرفة ..
ربما لم تتعدى مفاجأتي يوما فارق موعد وصول لحميم غائب أو ربح أكثر بالعمل أو أمور لا تنسب لعنصر المفاجأة حتى ..
وربما أنا لا أتوخى الحذر ولست مصابا بهاجس الحذر ولكنني أتعامل بدقة مطلقة حيال الآتيات من الأمور وأقدم المعطيات بكامل دقتها لتؤدي للنتائج التي أنتظرها .. قد أخطئ أحيانا بنسبة يسيرة ولكن لا أذكر أنني أخطأت خطأً جسيما في تقدير نتائج معطياتي ..
وأعود لبروس بارتون .. ربما ما قاله هو ما أقوله دوما وأردده دوما ولكن بصيغة مختلفة .. هذه العبارة استوقفتني كثيرا وجعلتني أتردد بالإجابة على السؤال لكثرة ما أدهشتني ..
كنت ومنذ زمن بعيد أقول : أنا لا تعنيني عظائم الأمور بل الصغائر لأن العظائم أقدار خارجة عن إرادتنا كبشر ولكن الصغائر بإمكاننا السيطرة عليها وبمقدورنا أن نفعلها أو لا نفعلها .. ولهذا يضايقني موقف بسيط تافه من أحد الأصدقاء كأن يتأخر عن موعد لدقائق قليلة أكثر من موقف كبير جدا كالموت والحوادث الكبيرة وما شابه ..
نعم ربما هناك عدد كبير من المرات التي أدت الصغائر فيها إلى عواقب كبيرة لدي .. وغالبا ما تكون هذه الصغائر كلمة أو عبارة أو تلميحة ما .. والعواقب التي أدعوها عواقب .. خسارة صديق أو حبيبة أو خسارة عمل يجني المال الكثير .. أو مغادرة مكان وهكذا ..
أذكر مرة وكنت صغيرا أنني غادرت منزل أختى في بلدة بعيدة ولا أعرفها لكلمة قالها زوجها مازحا عن أحد أصدقائي .. ومشيت لساعات على ثلج سماكته تقارب المتر بعد منتصف الليل والطريق مقطوعة كليا .. حتى تورمت أقدامي ووصلت إلى مشارف دمشق حيث كانت شرطة السير قد بدأت تزيل الثلج عن الطريق .. فساعدوني للوصول لدمشق .. هههههههه .. هذا ما يدعونه ( الكهن )
أشكرك على المداخلة الرائعة سيدتي
التوقيع
أنا شاعرٌ .. أمارس الشعر سلوكا وما أعجز .. أترجمه أحرفا وكلمات لا للتطرف ...حتى في عدم التطرف
ما أحبّ أن نحبّ .. وما أكره أن نكره
كريم سمعون
أنت أحد المناصرين للمرأة والداعمين لها ككائن إنساني وإبداعي لذلك أجد أنك خير من يجيب على هذا السؤال
هل يخشى الرجل المرأة المبدعة ولِمَ؟
نعم يخشى الرجل من المرأة المبدعة .. والسبب :
أن اهتمامات المرأى أقلّ بكثير من اهتمامات الرجل وخاصة في الشرق .. وهذا ما يجعل ذهنها ينحصر في أشياء وأمور ليست عديدة ..
مما يمنحها القدرة على التركيز فيما تريد أكثر من الرجل .. ( لدينا مثل بالعامية يقول أنت لا تنسى شيئا مثل البدوي ) فالبدوي لا يختلف بيولوجيا عن الحضري وإنما لقلّة مايرى فما يراه ينحصر برمال الصحراء وماشيته والمراعي والأشياء التي يعتم بها من هنا تبقى ذاكرته متقدة وليست مشوشة فيتذكر كل مايراه
أيضا والأخطر من هذا أن ذهن المرأة لقلة عراكها في المجتمع والحياة اليومية ( غالبا في الشرق ) يشبه ذهن الطفل .. والطفل هو الكائن الوحيد القادر على المجيء بالجديد .. أما الكبار فهم أشبه بالمحنطات والمومياءات التي تكرر وتمج نفسها ولا جديد لديها ..
الأمثلة التي ذكرت ليست للتقليل من شأن المرأة كما يقول الجهلاء .. على العكس ..
ومن هنا قال أحد الكتاب المشهورين جملة شهيرة .. وأنا أضعها على صورة غلاف صفحتي في الفيس بوك .. ( لأن نكتب نحتاج للبراءة ) الحاجة للبراءة ليست لطهر الكاتب ولا ليكون ملاكا عديم الخطأ مطلقا فلو تسنى للكاتب أو الشاعر أن يبقى بريئا ويكون ابن عاهرة فلا يقلل هذا من قيمه نتاجه الإبداعي .. ( ولكن البراءة تقتضي أن يكون إنسانا نقيا ومثاليا )
بل الحاجة للبراءة وهي مستلزمة من مستلزمات الكتابة لأنها فقط تمحنا الجديد .. وأكثر ما يأتي بالمادة الإبداعية الخام والجديدة هم الأطفال والأبرياء و البلهاء والمجانين ولهذا قالو ا خذوا الحكمة من أفواه المجانين ..
أنا لا أقارن ولا أشبه المرأة بكل هذا .. ولكن ما عنيته أن المرأة غالبا تمتلك ما فقد الرجل .. وهو .. البراءة كما يمتلكها الطفل والمجنون وووو
فحين يعود الرجل ليبحث عن براءته ليتمكن من استعادة تركيزه تكون قد ذهبت أدراج هموم الحياة .. فيستنجد بالذاكرة الانتقائية لكنس المعلومات اللا قيمة لها بهذه المرحلة ويصبح كثير النزق والبعد عن الأحاديث والجلسات التي لا تتناسب واهتماماته .. ولكن يبقى الفطري البكر أفضل من المعاد تأهيله
ربما شطحت هنا ولكن للحديث بقية .. وعلى فكرة أكثر الشعراء والكتاب نجاحا ووصولا لقلب المتلقي هم الذين حافظوا على طفولتهم وأبقوها خارج مضمار الماديات وصراع المكاسب ..
تقديري الكبير لروحك الحلوة سولاف ..
التوقيع
أنا شاعرٌ .. أمارس الشعر سلوكا وما أعجز .. أترجمه أحرفا وكلمات لا للتطرف ...حتى في عدم التطرف
ما أحبّ أن نحبّ .. وما أكره أن نكره
كريم سمعون
أقسمت أن
أقسمت أن:
وأنا على علم اليقينْ
أقسمت أن أنسى صلاة الخائفينْ
إلا بمحراب الهوى
فانا إمام العاشقينْ
أقسمت أن :
أرتاد حبّك والضلالهْ
أقسمت أن :
من كل كأس ٍأُترعت ألما وعشقاً
أرتوي حتى الثمالهْ
أحبيبتي.. والعمر يقضمنا معاً
والدهر سيّاف يجيد الرسم في هذا الجبينْ
هيا اخرجي وتوشَّحي بالياسمينْ
وتدثَّري بمدامعي
وتوسَّدي
شريان بوحي والأنينْ
فرعاءُ.. أضرمتِ الفؤاد من الجوى
وتوضأ الياقوت من جمر الشفاه الراعشاتِ
فأتقن اللون المرافق للحنينْ
أنتِ السّوادُ لمقلتي !
وأنا البياضُ ألفّهُ
فحذارِ أن تتمرَّدي
وأنا السهولُ المستفيضةُ
والروابي الخضر والغاب الحزينْ !
وأنا الجداول عارماتُ العشق
واللّهب الدفين ْ
هيّا اخلعي ثوب التمنّع
وامتطي صهوات حبي حرّةً من كل تزييفٍ ومَينْ
قومي كعنقاء الرماد
و حطّمي صَنَم الرجولة
لا تتيهي في الشمال أو اليمينْ !
كيف الأماني الذابلات ستتكي شغفاً على كتفِ الهوى
وتعود تشرق بالمفاهيم التي صدقت
وقالت كلَّ كرات الدهور
بأنني العشق المبينْ
تسترجع الأزمان خطفا خلف أقنعةِ السنينْ
أقسمت أن:
وأنا على علم اليقين
أقسمت أن أنسى صلاة الخاشعين
إلا بمحراب الهوى
فانا إمام العاشقينْ
كريم سمعون 1/8/2008
أشكر لفتتك الأكثر من رائعة صديقتي الغالية
هذه كانت سبب لقبي إمام العاشقين ..
التوقيع
أنا شاعرٌ .. أمارس الشعر سلوكا وما أعجز .. أترجمه أحرفا وكلمات لا للتطرف ...حتى في عدم التطرف
ما أحبّ أن نحبّ .. وما أكره أن نكره
كريم سمعون
العزيز عبد الكريم..حقيقة اشعر بقرب فكري اليك
ولذا سأكون في حواري معك خارج المألوف...
العقل هو من يفسر الظواهر ويفك غموض الاشياء في الكون،ولكنه تحكمه بيئة وتكوين مجتمعي،فأذ ما خرج عن المألوف اتهم بالجنون
والشعوذة،وشكسبير اعطانا درسا في هذه الجدلية حينما وضع لهاملت رؤياه في شبح ابيه وحيرته في اقناع الاخرين به،ومن ثم وضعنا في
الرؤيا للعقل الجمعي المشوش من خلال تهمة الجنون له ،لا اريد ان استرسل فيما فعل هاملت من مسرحية لكشف الحقيقة..
لكني هنا اريد ان اصل ان العقل حين يكون في موضع الماكنة في التفسير والأستقصاء والرؤيا ذات البعد التي يتجاوز محدودية العقل الجمعي
ويختلف معها في التفسير،قطعا سيتهم بالجنون،هل الجنون هو جنوح العقل الى المعرفة الفائقة..وما هي الشعرة التي تفصل جنون العقل وعقل الجنون
اي بمعنى ادق الفارق بين ذهاب العقل في غياهب جب الخيال الا واقعي وبين ذهاب العقل للتفسير المختلف والرؤيا ذات الخيال المخفي للجمع..
ربما ذهبت بعيدا..ولكني طموحا في جنونك صديقي ...واستثمر ليلك الطائر فيه لا خلوة النهار...فائق تقديري
في أحد حواراتك ذكرت ما يلي :
قد أقول أو أكتب قصيدة لسائق تاكسي وأنساها لكنني مؤمن أنها أدت رسالتها المرجوة وفق الحالة التي كنت بها بذاك الوقت
أبدا لا يعنيني نشر تلك القصيدة في صحيفة أو أن أتقاضى عليها مئة دولار لقاء استكتابها لا ولا ولا الأمر مختلف جدا
لحاء الشجر المتساقط هل يعاتب اللحاء الجديد الوليد .. هل يحاسبه على غياب أحرف أسماء العشاق التي كانت تملأه ؟ بالتأكيد لا
وهكذا شعري صديقتي
تأملتك طويلا كريم وازددت اعجابا بك
لكن أخبرني بصدق إذا لم يكن المتحدث هو أنت .. كيف سيكون تقييمك لهذا الشخص .. وهل ستلصق به صفة الجنون ولماذا ؟
وهل أستنتج مما ذكرته أن هنالك العديد من القصائد التي أدت غرضها يوما ما قد ذهبت دون رجعة ؟
وجميعهم
ربحوا وهاذي خسارتي
فوزٌ هي لتفردي
لا يوحشنّي في طريقي وحدتي
ماذنبُ فجري أن أُحاسبهُ بما خَسِرَ المساءْ
فحبيبتي سَئمَتْ تكاليفَ القضاءْ
باتَت تُراودُ نبرتي
وتقول :صوتك جنتي
وحديثكَ كحكايتي ..
وتقضُّ أضغاثَ الملامح في الهواءْ
لا الريحُ تحملُ نفحةً فيها عبيرُ مواسمي
أو عطرها
ما نفعها
والبحر أرّقهُ الغيابْ
ملَّ انتظار العاشقينْ
وتبادل الزفرات و القبل الطويلة والأنينْ
وتسامحٍ من بعد ثرثرة العتابْ
كلُّ الدكاكين الصغيرة أقفلت أبوابها الحمراء في وجه الضياءْ
حيثُ ابتياع ملامحي وثمالة الوجد المَجونْ
وجوارحي..
برصيف أحلام المُحالْ
شاختْ حروف قصائدي
تلك التي لم تقرأينْ
دُثِرتْ كما الإمضاء في خد الرمالْ
وحواف ثغري قد تلاشتْ بالسؤال
\
كريم
ما ذنب فجري أن أحاسبه بما خسر المساء ..
وماذنب اللحاء الجديد أن يعاتبه القديم المتساقط . .
أنا جديد سولاف في كل فجر جديد .. أحتفظ بالجمال والذاكرة الحسنة وأكنس ما تبقى من ساحة ذاكرتي ..
نعم يا صديقتي هناك العديد من القصائد للعابرين ولم أدونها ولم أنشرها أهتم بجمع ما أكتب سوى مما يقارب الخمسة عشرة عاما وما بعد ..
القصيدة أو الكلمة الطيبة .. كأي صدقة نقوم بها فليس من الضرورة أن نسجلها بل تحتسب في ميزان حسناتنا ..
والفعل الحسن والمعروف والطيب مع الناس هو ليس لهم بل لله ولنا .. لنا لأننا نشعر بأننا بحال أفضل حين نقوم بفعل خيير .. ونشعر بقوة في داخلنا .. ونصبح أكثر حضورا وتزداد قوة (الكاريزما ) لدينا .. ولو لم يكن القول لي لن أقول عن قائله مجنون بل سأقول نبيلا فارسا .. لأنه وهب من معرفته وموهبته وعلمه دون أي مقابل .. سوى رضاه عن ذاته .. ومضى لفعل نبيل آخر ..
ولكن كوني أنا القائل سأقول مجنون هههههه
على فكرة شكرا لزيادة إعجابك .. وأنا أزداد به ألقا وحبا ..
تحياتي لك وعبق الخزامى
التوقيع
أنا شاعرٌ .. أمارس الشعر سلوكا وما أعجز .. أترجمه أحرفا وكلمات لا للتطرف ...حتى في عدم التطرف
ما أحبّ أن نحبّ .. وما أكره أن نكره
كريم سمعون
آخر تعديل عبد الكريم سمعون يوم 12-24-2014 في 10:07 PM.
لماذا ومن أجل ماذا يكتب كريم سمعون؟
وماذا يمثل الشعر بالنسبة له ؟
لماذا .. لتفريغ فائض المخزون المتراكم في العقل الباطن ..
من أجل ماذا .. ليقرأ شخص ما ما أكتب فيتعلم شيئا أيا كان ضئيلا ما تعلمه ولكن تنتشي روحي بهذا .. ( أجعل لذاتي رسلا من كلمات فأهدي الكائنات إلى جنوني هههه )
ماذا يمثل الشعر لي .. الشعر حياتي وحياتي الشعر .. أنا لا شيء سوى شاعر .. لو تخليت عن كوني شاعر سأكون لا شيء يذكر ..
لك المحبة والشعر
التوقيع
أنا شاعرٌ .. أمارس الشعر سلوكا وما أعجز .. أترجمه أحرفا وكلمات لا للتطرف ...حتى في عدم التطرف
ما أحبّ أن نحبّ .. وما أكره أن نكره
كريم سمعون
إذا طلبت منك أن تصف لي الجنون وأن تزينه لي لتغريني به فماذا تقول ؟
الجنون هو العيش وفق نواظم البعد الرابع لكل شخص .. وهو مغايرة الشرائع والأعراف والتقاليد .. ولو أردتي أن أزينه لك لأغريك ِ به سأقول لك : بالتأكيد إني مجنون .. فهل أكثر من ذلك زينة وإغراء .. ههههههه ..
الجنون الراحة من النواظم التقليدية المتعبة ..
فهلمي بنا إلى عالم الجنون ..
التوقيع
أنا شاعرٌ .. أمارس الشعر سلوكا وما أعجز .. أترجمه أحرفا وكلمات لا للتطرف ...حتى في عدم التطرف
ما أحبّ أن نحبّ .. وما أكره أن نكره
كريم سمعون
وجدت هذا المقطع من نص رائع
بعد ساعة ما من الزمن
طفل متمرد سيغدو أطفالا متمردين
بعد ساعة ما من الزمن
أجساد ممتلئة متخمة بيضاء معطرة
ستغدو جيفا نتنة
بعد ساعة ما من الزمن
قطعة فحم ستغدو ماسة
وبعد مئة وخمسين عاما
سأذكر نفسي
واربح الرهان
------------------
برغم الألم فيه رائحة عشبة جلجامش وانكيدو بسر الخلود..
عبد الكريم سمعون...طاقة شعرية وادبية تبحث عن مدار غير مدار الأرض..تبحث كيفية النفاذ من الثقب الاسود
للعبور لمجرة اخرى لعل فيها الخلود...
اهاجس الخلود لديك ...ما يؤرقك...
العزيز عبد الكريم..حقيقة اشعر بقرب فكري اليك
ولذا سأكون في حواري معك خارج المألوف...
العقل هو من يفسر الظواهر ويفك غموض الاشياء في الكون،ولكنه تحكمه بيئة وتكوين مجتمعي،فأذ ما خرج عن المألوف اتهم بالجنون
والشعوذة،وشكسبير اعطانا درسا في هذه الجدلية حينما وضع لهاملت رؤياه في شبح ابيه وحيرته في اقناع الاخرين به،ومن ثم وضعنا في
الرؤيا للعقل الجمعي المشوش من خلال تهمة الجنون له ،لا اريد ان استرسل فيما فعل هاملت من مسرحية لكشف الحقيقة..
لكني هنا اريد ان اصل ان العقل حين يكون في موضع الماكنة في التفسير والأستقصاء والرؤيا ذات البعد التي يتجاوز محدودية العقل الجمعي
ويختلف معها في التفسير،قطعا سيتهم بالجنون،هل الجنون هو جنوح العقل الى المعرفة الفائقة..وما هي الشعرة التي تفصل جنون العقل وعقل الجنون
اي بمعنى ادق الفارق بين ذهاب العقل في غياهب جب الخيال اللا واقعي وبين ذهاب العقل للتفسير المختلف والرؤيا ذات الخيال المخفي للجمع..
ربما ذهبت بعيدا..ولكني طموحا في جنونك صديقي ...واستثمر ليلك الطائر فيه لا خلوة النهار...فائق تقديري
متى يُفني جنوني قيد عقلـــــي ..ويغدو الفكر حرّا في الخيالِ
إذا اجتمعت سلاطين النواهـــــي.. فكيف أفـــــرّ منها للمعالي
وكيف أروم ذاتي في عُلاهــــــا .. وقد حجبت شرائعهم وصالي
بأسفار ولاءاتٍ وســــــــــــــــيفٍ ..وكرســيٌ يعزُّ عن المنـال
فـ ذي النون المغاضب حين جنّت ..ليالي العشق نادى لا مبالي
دع القلق المولدُ كــــــــــل شكٍ .. يزيح الوهم عن سرد المقالِ
كقيدٍ في رؤوس الخلــــق شرقا .. يؤطر رأسهم رمـــــز العقالِ
هي الظلمات تطلقُ أسر ذاتي .. وتعصف بالمداركِ عن مجالي
كذا ربي تجلّى عـــــــن شبيهٍ .. وأدرى مــن ضميري كنه حالي
سلام كبير وتحية سماوية لشخصك النبيل .. وأكرر التهنئة بالإشراف يا صديقي فأنت جدير بكل معنى الكلمة .. وقد تجلّت روعتك في مشاركاتك الأكثر من رائعة في الحوارات وهذا الحوار .. فكنت مؤجج الفكر ومحرض القول وسيد الكلمة .. أمّا بعد :
تعال لنسير بخطوات العقل منذ يكون طفلا وحتى يصبح بأقى دراته سموا .. الجنون المدروس أو الخيال الواعي .. أو ماشئت سمه فلا مشكلة ..
الطفل في سنواته الأولى وبعد تشكل حواسه وتشكل الأنا الأعلى .. يبدأ العقل بالتشكل لديه من الحواس ..
فحين يلمس مدفأة مشتعلى يتألم ويعي أنها تحرق .. فلا يكرر ذلك وتكون هذه مقدارا صغيرا من العقل قد تشكل لديه .. وهكذا ينمو ويزداد مما ينتقل إله من الحواس فيدركه ويضاف لرصيده العقلي ...
وحين يبلغ هذا العقل مرحلة من التخمر المرحلي ولا علاقة للعمر الزمني فيها مطلقا ..
يشكل هذا العقل مرحلة ما بعد العقل وهي الخيال .. وهذا الخيال هو المنتج للإبداع ..
وهنا أصبحنا أمام ثلاث مراحل .. الحسي العقلي الخيالي ..
لا خيال من دون عقل .. ولا خيال إلا من واقع ..
ومن أهم شروط عمل الخيال هو تعطيل عمل الحواس فالحواس تشوش على الخيال .. مثلا لو أردت أن تتخيل صورة إنسان تعرفه وجب عليك أن تغمض عينيك وتترك للخيال جولته فكأنك ترى الشخص أمامك حقا ..
ونعود للحواس فكلما كانت متقدّة وذات مقدرة على نقل الموضوعات كان العقل سليما .. كلما كان العقل سليما كلما كان الخيال نقيا وسريع الاستجابة ..
.. وأما الخيال المنتج فهو من التراكم الحسي في الساحة العقلية ..
مثلا الكثير من المشاهد نراها ولا ندقق بها أو نكون بحالة شرود ( الشرود تخيل ) أو أصوات نسمعها ولا تعيها آنيا .. هذه تبقى محفوظة في العقل لتضاف لرصيد المخيال ..
فالخيال المنتج هو القادر على تخيل مالم يراه أو يسمعه أو يلمسه أو يشمه أو يتذوقه من قبل ... كالرسام الذي يرسم بورتريهات للشعراء القدامى والذين لم تصل إلينا صورهم ..
فهذه محض خيال حين يرسم المتنبي مثلا ولكن كيف استطاع تخيل شكل المتنبي ورسمه .. طبعا من الكم الجمعي المعرفي من الصفات البشرية وأشكالها .. وليس من فراغ محض .. ( والفراغ المحض لا موجود باعتقادي )
ومن التراكم المعرفي الجمعي العقلي يبدع الخيال منتجه الابداعي ويكون المحرض الأول حسي .. كأن نرى أو نسمع فنكتب قصيدة أو نرسم لوحة أو أو
وللخيال هذا شطحات اذا تمرد واستلم سدة الإدارة وتسيير أمور الشخصية وألغى دور العقل .. وأصبح المتصرف بكل شيء .. حينا قد نطلق على الشخص كلمة مجنون .. مثلا تقول لشخص ما السلام عليكم ويكون خياله يعمل في العصر العباسي فيقول لك اهلا يابن الرومي هههههه أو يا أبا نواس .. فتقول هذا الشخص فقد عقله ..
ولبعض الأدباء والفنانين رحلات طويلة بالعيش بالخيال .. فنكاد نتهمهم بالجنون لولا عودتهم بين حين وآخر لرباط العقل .. لو رأيت شخصا ما سكرانا سيكون قد كسر قيد العقل ويقال بالعامية ( طق عقله ) ومن هنا جائت كلمة عقل أي ربط والعقال هو رباط الرأس كي لا يتحرر الشخص من عقله ههههههه
فحين تخاطبه مثلا عن أمر ما سيكون مختط عنده سحة الشعور واللاشعور أو العقل والخيال فقد يجيبك لاشعوريا جوابا مضحكا أو مستفزا فتقول فقد عقله ..
هذه القصيدة في الأعلى كتبتها ردا على الصديق الغالي قاسم فنجان بحوار هنا بالنبع بذات الموضوع تماما ..
وأما الجنون العقلي .. فهو مرض بيولوجي نتيجة تخريب بعض المراكز بالدماغ .. وقد يكون منذ الولادة .. ونشعر أن المجنون ذكيا في بعض المسائل بسبب المعايضة فقط لا لكم المعرفة الموجود عنده ..
كمن فقد حاسة النظر تعوض عنها باقي الحواس فتنمو وتصبح أكثر رهافة وإتقادا ..
لك حبي صديقي
التوقيع
أنا شاعرٌ .. أمارس الشعر سلوكا وما أعجز .. أترجمه أحرفا وكلمات لا للتطرف ...حتى في عدم التطرف
ما أحبّ أن نحبّ .. وما أكره أن نكره
كريم سمعون
وجدت هذا المقطع من نص رائع
بعد ساعة ما من الزمن
طفل متمرد سيغدو أطفالا متمردين
بعد ساعة ما من الزمن
أجساد ممتلئة متخمة بيضاء معطرة
ستغدو جيفا نتنة
بعد ساعة ما من الزمن
قطعة فحم ستغدو ماسة
وبعد مئة وخمسين عاما
سأذكر نفسي
واربح الرهان
------------------
برغم الألم فيه رائحة عشبة جلجامش وانكيدو بسر الخلود..
عبد الكريم سمعون...طاقة شعرية وادبية تبحث عن مدار غير مدار الأرض..تبحث كيفية النفاذ من الثقب الاسود
للعبور لمجرة اخرى لعل فيها الخلود...
اهاجس الخلود لديك ...ما يؤرقك...
صباح شعر وألق صديقي المحاور البارع ..
هذا نص كامل يا سيدي وليس مقطعا من نص بعنوان نبوءة .. هو نص قديم نوعا ما ..
لابد من الجنون ههههه سأجيبك هنا بجنوني لا بعقلي المقيد ..
أنا خالد واستطعت أن أتغلب على جلجامش و رحلة بحثه عن أعشاب الخلود بفترة زمنية قصيرة .. كما أنني استطعت النفاذ من الثقب الأسود وعبرت لأزمنة أخرى .. ولكن كيف ..؟؟
تمكنت من الخلود فكرا عبر فكر ونهج فكري تبعت من أعجبني ممن سبقوني وسيتبعني من أعجبهم ممن سيلحقون بي .. وهذا النص الصغير يؤكد فكرة الخلود فكرا والرهان بيني وبين الفئة الأخرى ذوي الأجساد المتخمة البيضاء . وأعطيتهم برهانا لتوكيد كسبي الرهان .. قطعة الفحم بزمن ما ستتحول إلى ماسة .. وتسقط جميع الرهانات المادية أمام الزمن ويبقى الرهان الفكري الخالد .. وهاهو افلاطون وأرسطو ووو يعيشون بيننا ..
وبذات الوقت بإتصالي بمن سبق ومن لحق أكون قد عبرت الثقب الأسود ..
وأنا يا صديقي أهوى فكر الانعتاق كفكر للتحرر من الأدمغة الأرضية الجوفاء التقليدية وليس الأرض كجرم سماوي للانتقال لمجرة أوسع علما أن الفكرة تروقتني جدا هههههه ..
لروحك المحبة والشكر صديقي الغالي وأستاذنا القدير قصي وأتمنى لو يستمر الحوار يننا في أي مكان كما هو .. فأنت من ذوي العقول النيرة .. والقابلة للجنون ههههه .. كن بخير يا صديقي
التوقيع
أنا شاعرٌ .. أمارس الشعر سلوكا وما أعجز .. أترجمه أحرفا وكلمات لا للتطرف ...حتى في عدم التطرف
ما أحبّ أن نحبّ .. وما أكره أن نكره
كريم سمعون