تعتادُني وأَنا أَحِنُّ إليكِ=ذكرايَ عن ماضٍ غفا بيدَيكِ
وتشدُّني للأُمسياتِ الماضياتِ خيوطُ دفءِ الشمسِ في عَينيكِ=
وأتوهُ في طولِ الغياب كأَنَّني=دمعٌ تناثرَ في رُبى خدَّيكِ
يا ليتَ أنَّا لم نزل نحيا معاً=لأَفِرَّ مِنكِ -إذا فررتُ- إليكِ
1998
تفانٍ
هذا أنا يا كامِلَ الأوصافِ=رأسي يحنُّ إليك يا سيّافي
والحسنُ فيكَ يشدُّني ويقولُ لي:=أينعتُ يا هذا وحانَ قِطافي
أنعِمْ على قلبي الخليِّ بنظرةٍ=النهر يعشقُ نظرة الصفصافِ
10/11/1997
تناقض
هل بداتِ الطريقَ أم أنهيتِ=جاوِبيني بالصوتِ أو بالصمتِ
فإذا كان الصمتُ يعني فراقاً=فاصرُخي في مسامِعي ما استطعتِ
وإذا كان في كلامِكِ هجرٌ=بينَنا ما أحلاكِ من دونِ صوتِ
21/8/1999
تنويه
لا تشعُري بالنصرِ نصرُك زائفٌ=ولديَّ سلطانُ الحقيقةِ فاسمعي
إنِّي أتيتُكِ مثلَ صيادٍ لهُ=في كل يومٍ ألفُ بحرٍ واسعِ
تركَ البحار تعُجُّ في أسماكِها=وأتى لكَي يصطادَ في المستنقعِ
20/11/1996
حقوق
دخلتُ إلى بلادِ الحب مغلوباً على أمري
وبتُّ أصارعُ الأحلامَ ..
بينَ المدِّ والجزرِ
لكي آتي
بأنهارٍ من الشعرِ
بها حاولتُ أن أحظى بحَقِّي ..
في النجاةِ بحبي المجنونِ في صدري
ولكنْ ..
في قوانين الغرامِ جميعِها ...
ما كان لي إلا
حقوقُ الطبع والنشرِ
6/3/1996
حين تلقين
حينَ تُلقِينَ على حزني السلاما
تُصبحُ البسمةُ في وجهي شتاءاً
ويصيرُ النبض في قلبي كلاما
حينَ تبكينَ ..
يَفِرُّ الورقُ الأصفرُ من أغصانهِ
ثم يعودْ
بسمةً فوق الخدودْ
حين تمشين على دربي ..
يذوبُ الوقتُ شوقاً لخطاهْ
حينَ ترتَدِّينَ عنْ قلبي يموتْ
ولهذا
فأنا ما زلتُ يا محبوبتي أهوى الحياهْ
ثارَتْ على صمتي وقد قالت:=أتحبني؟ ودموعُها سالت
أتحبني مثلَ الذين على =ريحِ الحنينِ قلوبهم مالتْ
أو كالذين تشوَّقوا فبكَوا=من شوقهم وهمومُهم طالت
وتعشَّقوا ونفوسُهم صبَرَتْ=وهيَ التي حلُمت وما نالتْ
قلْ لي أحبٌّ سارَ في دمِنا؟=أم أن أوهاماً بنا جالتْ
يا حلوتي لا تسألي أبداً=عن قصةٍ بقلوبنا اختالت
أنتِ السؤالُ وأنت غايتُهُ=وإليكِ أسرارُ الهوى آلتْ
فإذا أردتِّ بنيتِه وطناً=وإذا أردتِّ صروحُه انهالتْ
أنت التي في صوتِها أسرَتْ=قلبي وسودُ عيونِها اغتالتْ
قولي أحبٌّ سار في دمنا؟=أم أن أوهاما ًبه جالت؟
أم أنَّ رغبتنا ونحنُ معاً=ثارتْ بإسم الحبِّ واحتالتْ
حواءُ أغوَتْ نفسَ آدَمِها=والنار في جسدَيهما صالتْ
إذْ سولت نفساهُما لهُما=أن ينهلا من لهفةٍ غالتْ
يا حلوتي لو كان في يدِنا=بقيَت جنائِننُا وما زالتْ
هيَ غربةٌ جمعتْ مشاعِرنا=بين السؤالِ وردهِّ حالتْ
أبياضُ خدِّكِ ذا الذي زالا=مِن مقلتي أم دمعُها سالا
أَم أنَّ خدَّكِ ثار مِن خَجَلٍ=فاحمرَّ دمعُ العينِ همَّالا
لا لستِ قُربي يا مُعذِّبَتي=لا لا ولَستِ بعيدَةً لا لا
أَنتِ الكواكبُ في تباعُدِها=والنورُ منكِ إلي قد آلا
والقلبُ أنتِ بقُربِ موضِعهِ=واختارَ عنِّي اليومَ تَرحالا
فَرَسانِ أنتِ وصوتُ قافِيَتي=هل كنتُ للفَرَسَينِ خيَّالا
لا تحسَبي الأوراقَ قد مُلأتْ=وزناً وإعلالاً وإبدالا
سطَّرتُ أشعاراً فرحتُ بِها=ليصيرَ قَولي عنكِ أفعالا
***
أبياضُ خدِّك ذا الذي زالا=مِن مُقلَتي أم دمعُها سالا
أم مقلَتي جفَّتْ وقد حَزِنَتْ=مِن بُعدِنا هذا الذي طالا
فتَعَطَّشتْ حتَّى خطرتِ لها=فجرى عليها الماءُ سَلسالا
هل أجعلُ النِّسيانَ لي ثمناً=وأنا الذي لا أعشقُ المالا
أم أقتُلُ الحبَّ الذي بِدَمي=لأكونَ فظَّ القلبِ قتَّالا
أأقولُ لي حُلمٌ فيأسِرُني=أم أنتهي عنهُ لأُغتالا
حيَّرتِني واللهِ يا وجَعاً=أمسى لأحوالِ الهوى حالا
يا ليتَني ما كُنتُ متَّخِذاً=حُبًّا بصفوةِ خافِقي صالا
وإذَنْ لَما جاعَتْ عروقُ دَمي=وغَدوتُ للأوهامِ أكَّالا
***
أبياضُ خدِّكِ ذا الذي زالا=مِن مقلتي أم دمعُها سالا
أم أنَّ عيني اليومَ ما لَمَحَتْ=نوراً بِخَدِّكِ هلَّ واختالا
فاغبرَّ وجهي مِن تَكَدُّرِهِ=والدمعُ طاف عليهِ غسَّالا
ما كانَ لي بيتٌ ألوذُ بِهِ=وملأتُ بيتَ الشِّعر أطلالا
شِبنا بِحُزنِ الذكرياتِ وما=زِلنا بمَهدِ الحبِّ أطفالا
ما بالُ حِبري لا يُطاوِعُني=هلْ لونُ عَينِكِ مِنهُ قد زالا؟