الطباق :
هو الجمع بين لفظين متقابلين في المعنى .
قيمته الفنّية : يحسّن المعنى,ويبرزه بوضوح,ويجعله أكثر تأثيرا" في نفس القارئ. وهو نوعان :
1-طباق إيجاب :وهو إيراد الفظين المتضادين في صيغة الإثبات.
2-طباق سلب : وهو ما اشتمل احد ضديه على مكون النفي.
وقد يكون الطباق بين اسمين أو فعلين أو حرفين ، ونذكر من ذلك ما وقع في الأسلوب القرآني ،
ما كان بين اسمين ؛ قوله تعالى :
(( وما يستوي الأعمى والبصيرُ ، ولا الظلماتُ ولا النُّورُ ، ولا الظِّـِّلُّ ولا الحرورُ وما يستوي الأحياءُ ولا الأمواتُ )) .
_ فقد جمع بين " الأعمى ( ويقصد به الكافر، ويعني في إبعاده الجهل والضلالة وعدم الرؤية) وبين البصير ( ويقصد به "المؤمن" ويعني بع العلم والهدى ووضوح الرؤية ) . وجمع أيضا بين الظلمات : ويقصد بها الضلال . وبين النور : ويقصد بها الهداية . وبين الظل والمراد به نعيم الجنة ، وبين الحرور ، والمراد به عذاب النار . وبين الأحياء والأموات ، وهما المؤمنين والكافرون . وأن لكل ضد من هذه الأضداد التي تتطابق مع بعضها البعض معاني عميقة ، ودقيقة ومتشعبة .
وكذلك قوله تعالى ((قوله تعالى هُو الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ))
و نذكر من الطباق بين فعلين ، قوله تعالى : (( وأنه هو أضحك وأبكى وأنه هو أمات وأحيا )) .
فقد وقع الطباق بين " أضحك وأبكى " وبين أمات وأحيى " . وفي هذين الطباقين معنى دقيق ، وعميق ، يتمثل في أن الله سبحانه وتعالى هو الذي أضحك : أي أدخل السرور والبهجة والمرح والسعادة على النفس البشرية . وهو أيضا الذي أبكى : أي أدخل الحسرة والألم والتعاسة والشقاء على النفس الأخرى . بشكل كامل ومتطابق ، ولذلك لم يقل " أحزن وأرضى " بل جاء بدليل الفرح والسرور بكلمة أضحك ، وبدليل الحزن بكلمة "أبكى" . ويبدو ذلك أيضا واضحا في المطابقة ين " أمات " , "أحيا " ، فالإماتة : لفظ يدل على زوال الحياة وانتهائها زوالا كاملا ، بينما الفعل " أحيا " يرمز للنقيض تماما إذ يبعث الحياة ، ويبثها في كل ما هو جماد ، فيجعله حياً ،يتحرك ، وينطق ، ويحس ، ويصبح صورة متناقضة تماما لصورة الموت والفناء والزوال .
وكذلك قوله تعالى ((وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا))
ومثال التضاد بين حرفين : قوله تعالى : (( لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت )) .
فالجمع بين حرفي : "اللام " في كلمة " لها" ، و"على" في كلمة " عليها" مطابقة . فاللام في "لها " تفيد الملكية المشعرة بالانتفاع . و"على " في عليها ؛ تشعر بالثقل المفيد للتضرر والأذى.
وكذلك كقوله تعالى ((ولهن مثل الذي عليهن))
وقد يكون التضاد بين لفظين مختلفين : ومن أمثلة ذلك ؛ قوله تعالى : (( أو من كان ميتا فأحييناه )) .
فالتضاد هنا وقع بين لفظي " ميتا " : وهو اسم . وبين " أحيينا " : وهو فعل . والمراد بالميت في الآية الكريمة " الضال " . وبـ "أحييناه " أي: هديناه.
وقد يكون بين فعل واسم كقوله تعالى (((وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ))