في مكاتب الخطوط الجوية , حجوزات تُؤَكَّد ، وتذاكر تُقطع ، ومبالغ تُدفع
أكدتُ الحجز وفي الوقت المحدد وصلت قاعة المطار .. معي أهلي وأحبتي ، ألكل يتدافع من كل الأعمار ، وأنا معهم .. أجر حقيبتي ، نحاول الوصول بما نحمله من حقائب لإتمام عملية الوزن ضمن المقرر والمسموح لكل درجة ,, يسارع البعض بفتح الحقائب من جديد للإستغناء عما يزيد عن ذلك أو الركض إلى المحاسب من أجل الدفع حسب الأجور المعتمدة وفي داخله ألم لهذه الزيادة .
يعلن مكبر الصوت في القاعة .. ألنداءالأخير للمسافرين على طائرة الخطوط ..... رحلة رقم !! ألمتوجهة إلى !!
ألتوجه إلى الطائرة عبر البوابة رقم !!!
مع تمنياتنا للجميع برحلة ممتعة
لحظات صعبة تمر ، قبلات وآهات وأحضان ودموع لمن يودع , ولحظات جميلة لمن يقف على بوابة اللقاء وهو في شوق ولهفة ، ودعتهم ولم أستطع الإلتفات بعد لأرى الوجوه وهي تغرق بالدموع واصفرار وجه أمي وهو يرتجف وشفتاها تردد الدعاء .
بدأ المسافرين بالتوجهه إلى قاعة الانتظار وهم يتسابقون للظفر بمقعد فيها يستطيع امتصاص القلق الذي يعتري النفوس ... ألأطفال يتراكضون هنا وهناك وأصوات صراخ البعض منهم يملأ المكان .. هذا يدحرج كرة والثاني يريد أن يشرب وآخر يطلب من والدته أن تحمله ، والبعض الآخر يجلس بهدوء يتطلع إلى كتاب في يده أو إلى جهاز الحاسوب أو الهاتف النقال ليلقي آخر كلمات الوداع ، وعاملات المطار يخترقن الصفوف بسرعة واحدة تدفع سيدة كبيرة بالسن وأخرى تدفع رجل معوق ليقفن في المقدمة.
ألدقائق تمر بصعوبة .. ألكل ينتظر ، وعيونه شاخصة على بوابة الدخول ، وإلى المضيفة التي تقف هناك حاملة سجل المسافرين .. وينظر إلى ساعته بملل وكأن الدقائق دهر ..
تنادي المضيفة بمكبر الصوت بالتوجه إلى الطائرة عبر المدرج رقم !!!
على أن يتقدم أصحاب الدرجة الأولى أولاً
ثم كبار السن والمعوقيين والأطفال وعوائلهم
ثم بقية ركاب الدرجة السياحية
ألكل يتدافع للدخول بسرعة حسب الإعلان , وكل واحد يتمنى أن يكون في البداية ويمر بسلام .. يعيش عالمه وأفكاره تحلق بعيداً , هذا يرمي بقنينة الماء الفارغة إلى سله المهملات والثاني يطفيء سيكارته والآخر يتخلص مما في يده من طعام وهو يتدافع , وأعصابي تتفنن في الإعلان عن ما أحسه في هذه اللحظة من خوف وحزن وقلق وأنا أنتظر دوري تاركة ذكريات عُمْر ، وصوراً ، وأماكن ، ودمعة في قلب أمي لأعبر إلى مجهول لا أعلم كيف سيكون !! تمتد يد لتساعدني في دفع حقيبتي التي أسحبها معي ، يد لشاب عزَّ عليه حالي ..
تطلعت من زجاج النافذة إلى السماء المملوءة بالغيوم البيضاء وأنا أردد بصمت .....
الدنيا ما زالت بخير
ياترى كيف ستكون رحلتنا الأخيرة!!!!!!
وإلى أية بوابة سنتوجه!!!!!!
ومن سيكون في المقدمة!!!!!!!
عندما يفرد الميزان كفتيه ساعة الحساب.
1\10\2012
التوقيع
آخر تعديل عواطف عبداللطيف يوم 10-04-2012 في 03:11 PM.
طلعت من زجاج النافذة إلى السماء المملوءة بالغيوم البيضاء وأنا أردد بصمت .....
الدنيا ما زالت بخير
ياترى كيف ستكون رحلتنا الأخيرة!!!!!!
وإلى أية بوابة سنتوجه!!!!!!
ومن سيكون في المقدمة!!!!!!!
عندما يفرد الميزان كفتيه ساعة الحساب.
السيدة الرائعة الصادقة عواطف
حروفك احرقت قلبي و ابكتني
في مكاتب الخطوط الجوية , حجوزات تُؤَكَّد ، وتذاكر تُقطع ، ومبالغ تُدفع
أكدتُ الحجز وفي الوقت المحدد وصلت قاعة المطار .. معي أهلي وأحبتي ، ألكل يتدافع من كل الأعمار ، وأنا معهم .. أجر حقيبتي ، نحاول الوصول بما نحمله من حقائب لإتمام عملية الوزن ضمن المقرر والمسموح لكل درجة ,, يسارع البعض بفتح الحقائب من جديد للإستغناء عما يزيد عن ذلك أو الركض إلى المحاسب من أجل الدفع حسب الأجور المعتمدة وفي داخله ألم لهذه الزيادة .
يعلن مكبر الصوت في القاعة .. ألنداءالأخير للمسافرين على طائرة الخطوط ..... رحلة رقم !! ألمتوجهة إلى !!
ألتوجه إلى الطائرة عبر البوابة رقم !!!
مع تمنياتنا للجميع برحلة ممتعة
لحظات صعبة تمر ، قبلات وآهات وأحضان ودموع لمن يودع , ولحظات جميلة لمن يقف على بوابة اللقاء وهو في شوق ولهفة ، ودعتهم ولم أستطع الإلتفات بعد لأرى الوجوه وهي تغرق بالدموع واصفرار وجه أمي وهو يرتجف وشفتاها تردد الدعاء .
بدأ المسافرين بالتوجهه إلى قاعة الانتظار وهم يتسابقون للظفر بمقعد فيها يستطيع امتصاص القلق الذي يعتري النفوس ... ألأطفال يتراكضون هنا وهناك وأصوات صراخ البعض منهم يملأ المكان .. هذا يدحرج كرة والثاني يريد أن يشرب وآخر يطلب من والدته أن تحمله ، والبعض الآخر يجلس بهدوء يتطلع إلى كتاب في يده أو إلى جهاز الحاسوب أو الهاتف النقال ليلقي آخر كلمات الوداع ، وعاملات المطار يخترقن الصفوف بسرعة واحدة تدفع سيدة كبيرة بالسن وأخرى تدفع رجل معوق ليقفن في المقدمة.
ألدقائق تمر بصعوبة .. ألكل ينتظر ، وعيونه شاخصة على بوابة الدخول ، وإلى المضيفة التي تقف هناك حاملة سجل المسافرين .. وينظر إلى ساعته بملل وكأن الدقائق دهر ..
تنادي المضيفة بمكبر الصوت بالتوجه إلى الطائرة عبر المدرج رقم !!!
على أن يتقدم أصحاب الدرجة الأولى أولاً
ثم كبار السن والمعوقيين والأطفال وعوائلهم
ثم بقية ركاب الدرجة السياحية
ألكل يتدافع للدخول بسرعة حسب الإعلان , وكل واحد يتمنى أن يكون في البداية ويمر بسلام .. يعيش عالمه وأفكاره تحلق بعيداً , هذا يرمي بقنينة الماء الفارغة إلى سله المهملات والثاني يطفيء سيكارته والآخر يتخلص مما في يده من طعام وهو يتدافع , وأعصابي تتفنن في الإعلان عن ما أحسه في هذه اللحظة من خوف وحزن وقلق وأنا أنتظر دوري تاركة ذكريات عُمْر ، وصوراً ، وأماكن ، ودمعة في قلب أمي لأعبر إلى مجهول لا أعلم كيف سيكون !! تمتد يد لتساعدني في دفع حقيبتي التي أسحبها معي ، يد لشاب عزَّ عليه حالي ..
تطلعت من زجاج النافذة إلى السماء المملوءة بالغيوم البيضاء وأنا أردد بصمت .....
الدنيا ما زالت بخير
ياترى كيف ستكون رحلتنا الأخيرة!!!!!!
وإلى أية بوابة سنتوجه!!!!!!
ومن سيكون في المقدمة!!!!!!!
عندما يفرد الميزان كفتيه ساعة الحساب.
1\10\2012
كَيف ؟!.
GATE1
أَية ؟!.
GATE2
مَنْ ؟!.
GATE3
كلهن بوّابات للمغادرين .. يتدافع عليها أناس سكارى ، وماهم بسكارى
ولكن .. عراق .. متجه نحو بوابة لا تفضي إلا إلى ( ليش ؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!! ).
راعية الكل المتألقة ابدا عواطف عبداللطيف..
مابين مكاتب الحجوزات حتى ساعة الاقلاع ، ونظرتك عبر زجاج النافذة..
انتِ لم تكتبي نصا وحسب ،بل عرضتِ لنا شريطا سينمائياّ..
تجلت فيه قدرتكِ على التصوير..
اما سطور الخاتمة ، أعني الاسئلة ..فهي الموسيقى التصويرية التي سترددها الايام على مسامعنا..
حتى تزف ساعة الحساب ، ويفرد الميزان كفتيه
دمت راعية للجمال..محبتي حامد شنون
تطمح الكاتبة من خلال أسئلتها إلى إيجاد نوع من التلاحم بين رحلتها والرحلة الأخيرة التي سنودع من خلالها الحياة والفرق شاسع بين هذه الرحلة وتلك وهناك فرق كبير أيضا بين هذا الميزان وذاك
لا مغادر ولا قادم إلا بميزان هنا يزنون الممتلئ ونغرم وهناك يزنون القادم ونكافأ
إذا هو ليس نص للتعبير عن مزاج الكاتبة أثناء الرحلة التي ودعت من خلالها ذكرياتها وأهلها وصور طفولتها ووو
بل هو وقفة مع الذات.
ربما يأخذنا المشهد إلى أجواء المطار ،إلى التدافع من أجل الحصول على مقعد في طيارة أو قد يأخذنا إلى الواقع الذي نعيشه بكل ملابساته ،بالخوف الذي يعترينا من مجهول لا نعرف ماذا يخبئ لنا في قادم الأيام
ولكن ...
أي المجهولَين أشد وطأة على النفس؟ مجهول الحياة في الموت،أم مجهول الموت في الحياة ؟
وهنا تكمن المفارقة عندما تسقط الكاتبة رحلتها على الرحلة الأخيرة من خلال السؤال والسؤال
ياترى كيف ستكون رحلتنا الأخيرة!!!!!!
ومن سيكون في المقدمة!!!!!!!
الأديبة القديرة عواطف عبد اللطيف
كنت رائعة جدا في هذه القصة
وما زال السؤال يرن في أذني
ترى من سيكون في المقدمة ؟
أحييك وأشد على يديك
دمت بخير غاليتي
باركك الله في الدنيا وفي الآخرة