المنتج الابداعي يولدُ من حالة تفاعل مابين الذات المُبدعة للمنتج وبين موضاعاتها الخارجة عنها .. وكلما كانت التجربة الإنسانية متخمرة وغنية والعقل الجمعي المتشكل من معرفة أكثر إدراكا والذاكرة تلتقط الظواهر والأحداث بحواس مُتّقدة .. كلما كان النص ( المنتج الإبداعي ) أقرب للكمال .. وبذات الوقت يكون إنسانيا أكثر .. وأعني بإنساني النص الذي يخاطب أكبر عدد أو شريحة من الناس على اختلاف أعمارهم وأجناسهم وجنسياتهم وأنتماءاتهم العرقية والسياسية والدينية والجغرافية ..
نحن هنا أمام نص يقترب لدرجة كبيرة من الكمال ..
فلماذا ؟؟
النص يناقش فكرة المقومات المادية للمحمول المعنوي ..
وأنا شخصيا من أتباع هذا الفكر .. أو هذه القناعة
الإحساس نتاج الحواس ..والمشاعر نتاج الإحساس .. والعاطفة أو الحب هو من ضمن دائرة المشاعر ..
أصبح لدينا هذه المتوالية .. حواس = إحساس = مشاعر ( عاطفة وحب )
فكلما كانت الحواس الشحمية اللحمية ( البيولوجية ) بحالة صحيحة وسليمة وتتلقى الضاهرة بدقة وأمانة عاليتين كلما نتج عنها إحساس صادق وبالتالي مشاعر حقيقية وصادقة ..
لنعد لنص الأستاذة فاطمة .. بدأ الحب يأقصى طاقاته كحالة من المشاعر الفياضة والجياشة ( ولسنا هنا بصدد تقييم صدقه من كذبه ) فقد يكون صادقا ..
وبعد هذا الحب العظيم نأتي للمحمول والمقومات المادية لهذا الحب .. نتفاجأ بعدم وجود مسكن مادي ليحتضن هذا الحب ..
وعدم وجود إمكانات مادية حتى بأدنى درجة منها فكيف لهذا الحب أن يبقى .. وقد نسفت المنغصات المادية وجوده فلا بد أن يموت وينتهي إلى زوال أكيد ..
قد يتهمني أحدهم بالمادية لا مطلقا لست ماديا وإنما أؤمن بالمنطق العقلي .. وأنا مدرحي
لنأخذ على سبيل المثال الجسد البشري .. المكون من الروح والجسد ( المادة ) الجسد حاضن وبيئة مناسبة لبقاء هذه الروح فلو أصاب هذا الجسد عطل ما مادي جسدي كتوقف القلب أو أي عضو مهم في الجسد سيؤدي لمغادرة الروح بالتأكيد
ومن هذا المثال نؤكد أم للمحمول المعنوي الروحي العاطفي .. حامل مادي جسدي .. لو حدث أي خلل لهذا الحامل المادي فلابد من زوال وتلاشي المحمول المعنوي الروحي .
فالحب حتى ينمو أولا هو بحاجة لروحين متحابين .. وجسدين لتجسيد هذا الحب جسديا ( غرائزيا )
ونجد أن هذين الشرطين تحققا في نص المبدعة فاطمة .. ولكن يبقى البيئة الحاضنة
والمكونة من مسكن وطعام وشراب ولباس .. حتى ولو كانت بأقل الإمكانيات ولكن وجودها ضرورة لازمة لبقاء هذا الحب ونموّه
أتوجه بتحية كبيرة للأستاذة الغالية فاطمة السوسي .. ولهذا النص الرائع والعميق والمنطقي العقلي
\
كريم
التوقيع
أنا شاعرٌ .. أمارس الشعر سلوكا وما أعجز .. أترجمه أحرفا وكلمات لا للتطرف ...حتى في عدم التطرف
ما أحبّ أن نحبّ .. وما أكره أن نكره
كريم سمعون