7-5-2013
كثيرا ما يلح صغيري ان اريه الدب
لكثرة ولعه بافلام كارتون..
ذات مساء قررت ان امارس طفولتي معه
واسطحبته لمتنزه المدينةوحديقة الحيوان فيها
كانت زحّمة المتنزه تثير حنقي فأنسللت منها
لاجلس على مصطبة بعيدة قليلا عن الزحّمة
بعد ان ارشيت الصغير بقطعة من البوظا
كانت تتلفت يمينا وشمالا وهي تنسل من جموع
الزحمة..لا يتجاوز عمرها السنتين او اكثر بقليل
قادتها قدماها لتكون قبالتنا..للوهلة الاولى ضننت
ان بوظة صغيري هي من جذبها ..ولكني ادركت
ان الصغيرة ظلت الطريق من اهلها
جميلة ترتدي فستان بنفسجي وشعرها رتب باناقة
لا ادري كيف جمعت تصفيفة شعرها ولون فستانها
وقسمات وجهها ..لتستفز ذاكرتي بوجه كاني اعرفه. .ابتسمت لها..وربما ابتسامتي اعطتها رسالة اطمأنان..اقتربت منا ..نهضت لاسحبها بحنان ابوي لاجلسها قربي..ما اسمك صغيرتي.. لم تجب ولكنها ردت علي بوضع اصبعها في فمها ..لتداري بعض من حيرتها احساس غريب تملكني..فقسمات وجهها ارث لقسمات لم تزل في ذاكرتي رغم عشرات السنين نظرت الى الوجوه في الزحمة لعلي اجد عمن يبحث عنها ولكني لم افلح.. سمعت الاذاعة الداخلية وهي تعلن..عن فقدان طفلة عمرها سنتان ترتدي... قفزت من مكاني وقدت الصغيرين واسرعت الخطى لمركز السيطرة.. عندما اقتربت من المركز افلتت الصغيرة يديها من يدي واسرعت باتجاه امرأة وعلى بعد امتار قليلة كانت تقف تسمرت مكاني ..كانت هي.. وهي فاتحة ذراعيها لطفلتها كانت عيناها قد عانقت عيناي.. انقبض صدري حتى شعرت بانفاسي تختنق وقدماي تكاد لا تحملاني كانت تنظر الي بعينين خجلتين ووجه خلا من التعبير ولكن علامات الدهشة لم تستطع ان تخفيها كان يقف بجانبها رجل لم اتبين ملامحه..تقدم نحوي ولكني استدرت وصوت الرجل خلفي...ينادي.. يا رجل..قف لنشكرك..لوحت له بيدي وانا احث الخطى لاختفي في الزحمة
قصّة بصفائها ونقائها وطهرها استدعانا كاتبها أحمد العابر لندخل زواياه وقد حرّكتها ذات يوم طفلة ضاعت لتفتح ما ظلّ مكتوما ومطوّقا ....
والمكتوم فينا تحرّكه مشاهد في اتّجاه الى ماض سحيق وحكاية تطرّز الوله .....
براعة الكاتب هنا هو هذا التّلاحق الرّهيب للمشاهد والأحداث ...
حتّى كأنّها تشكلّت بعفوية لترصد ما ترصد ولتكشف دون اضمار ولا ترصّد ما خفي وما حمل صدر وقلب ووجدان....
وما زاد القصّة تعبيريّة وجمالا هو تعامل الكاتب أحمد العابر بعفويّة مع صدى سواكنه وخوالج نفسه وتفاعلاته مع البنيّة التّائهة لتبجس عناصر بناء قصّته بهذه البراعة...وكيفيّة تحكّمها
أحمد العابر
لا تقل شهادتك في قصّتي مجروحة فانت أخي فعلا ولكنّك أيضا قاص يمتلك فنيات الحكي الجميل المشوّق...
تقديري يا أخيّ أحمد العابر
قصّة بصفائها ونقائها وطهرها استدعانا كاتبها أحمد العابر لندخل زواياه وقد حرّكتها ذات يوم طفلة ضاعت لتفتح ما ظلّ مكتوما ومطوّقا ....
والمكتوم فينا تحرّكه مشاهد في اتّجاه الى ماض سحيق وحكاية تطرّز الوله .....
براعة الكاتب هنا هو هذا التّلاحق الرّهيب للمشاهد والأحداث ...
حتّى كأنّها تشكلّت بعفوية لترصد ما ترصد ولتكشف دون اضمار ولا ترصّد ما خفي وما حمل صدر وقلب ووجدان....
وما زاد القصّة تعبيريّة وجمالا هو تعامل الكاتب أحمد العابر بعفويّة مع صدى سواكنه وخوالج نفسه وتفاعلاته مع البنيّة التّائهة لتبجس عناصر بناء قصّته بهذه البراعة...وكيفيّة تحكّمها
أحمد العابر
لا تقل شهادتك في قصّتي مجروحة فانت أخي فعلا ولكنّك أيضا قاص يمتلك فنيات الحكي الجميل المشوّق...
تقديري يا أخيّ أحمد العابر
ومن قال انك غير اخيتي فعلا..اخيتي والف اخيتي انت
شكرا اليك لتحليلك الرائع وانت المتذوقة الرائعة
دمت اخية لي