أُنثى يؤثِّثُها الضياعُ
النص الحاصل على المركز الاول في مسابقة وزارة المراة عام 2012
أُنْثَى تُحَدِقُ بالندَى ، تَرْجُو وُرُوْدَهْ
لكنَّها شَاخَتْ وَما قَطَفَتْ .. عُهُوْدَهْ
راحتْ : تفتشُ عن ملامحِ عُمرِها
مَا بينَ أسوارِ المتاهاتِ البعيدَةْ
في صَوتِها .. نبتَتْ قبائِلُ غربةٍ
الحزنُ أربكَ سَيْرَهَا .. فَنَأتْ وَحِيْدَةْ
وصلاةُ عِينيهَا تَمرُّ حزينة
وَتئنُّ من عطشٍ ، وأوجاعٍ شريدَةْ
كَانتْ : بذاكرةِ الزمانِ قصيدةً
سمراءَ ، يكتبُها بسنبُّلَةٍ سعيدَةْ
كانتْ لها في كلِّ زاويةٍ من الأيامِ
حُلماً أخضراً ، ومُنىً وليدَةْ
كَانتْ : حروفَ اللهِ في شفةِ الصبا
فَتبعثَرتْ وذوت على خدِّ ( الجَرِيدَةْ )
كِيْ يقرؤوهَا باحتساءِ الشايْ
حَتى يَشعروا يوماً بأوجاعِ القَصِيدَةْ
لَنْ يَشعروا بِذبُولِهَا ، والعمرُ تَحتَ
أصابعِ النعناعِ قد شرِبوا رَغِيدَهْ
لن يَسْمَعُوا .. فلقدْ تَبَعْثَرَ صُوْتُهَا
فِيْ الريحِ ، واحترقتْ نِداءاتٍ عديدَةْ ؟
والأمنياتُ أكلْنَ خبْزَ دعائِها
وشربْنَ طعمَ غيابهِ ، وحرقنَ عودَهْ
وَورودُ خدِّيها يؤرِّقُهَا الجفا
والماءُ فارقَها .. وقدْ أبْدَى صُدُوْدَةْ
ولقد صدا نبضُ الحياةِ بنخلةٍ
من ذا - يبلِّلُ ثغرَها حتى - يُعيدَهْ ؟!
وإذا يعودُ بها الزمانُ فهلْ
يُلَمْلِمُ ما تبقَّى مِنْ أنوثتِها الوئيدَةْ ؟!
يازهرةَ الأشواقِ ها همْ أجهضوا :
أحلامَكِ الخضراءَ ، فانكسرتْ شَهيدَةْ
الفقرُ أغرقَ مقلتيكِ ولمْ يزلْ ....
في موطنٍ لمْ تَحصُدِي .. الا جحودَهْ
والعمر تَنثرهُ السنينُ لفائفاً
بفمِ الرياحِ بقسوةٍ .. فأرَقْنَ عيدَهْ
فتمسَّكي بالشَّمسِ يشرقْ كوكبٌ
للحبِّ ، مبتسماً ومبتكراً خلودَهْ
ولتكسرِي .. وهمَ الخريفِ بضحكَةٍ
ولتثأرِيْ .. للوردِ في لُغَةٍ عنيدَةْ
لتمزقي ، وتبعثرِي لَحظاتَكِ
السوداءَ في ليلِّ المَحطاتِ البعيدَةْ
........