بارك الله فيكم
يا سيدي هناك آراء مختلفة في هذا الموضوع
لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَٰذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ق 22
رواية لا أذكر مصدرها تقول: حين يموت الإنسان وقبل أن يُدفن يرى موقعه من الجنة أو من النار.. فصاحب النار يرى بدايةً الجنه فيفرح بها لكن يجاب بأنه لو كان من المؤمنين لكانت له بعدها يرى جهنم والعياذ بالله فيحزن.. وبعكسه المؤمن يرى موقعه من النار فيخاف جداً فيجاب بأن هذا مقعده من النار لو كان عاصياً ثم يرى موقعه من الجنة فيفرح.. هذا يطابق حديث رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه وهو يخاطب سيدنا الإمام علي ومن خلاله يكون الخطاب لأمته.. يا علي ثلاث لاتؤخرها، الصلاة اذا وجبت والجنازة اذا حضرت والأيم اذا أتاها الكفوء.. وبخصوص الجنازة يقول أسرعوا بها فإن صاحبها يرى مقعدة من الجنة أو من النار فإذا كان من أهل النار فشرٌ أقذفوه من أكتافكم.. واذا كان من أهل الجنة فأسرعوا به لشوقه اليها.. أو كما قال المصطفى.. ولكل إنسان مقعدين أحدها في الجنة والآخر في النار فمن يذهب الى النار يترك مقعداً فارغاً لأهل الجنة وبالعكس.. والآية ولمن خاف مقام ربه جنتان..يعني مقعده المخصص له ومقعد آخر متروك..
يقول الطبري رحمه الله.. (وَعَلَى هَذَا التَّأْوِيل الَّذِي قَالَهُ اِبْن زَيْد يَجِب أَنْ يَكُون هَذَا الْكَلَام خِطَابًا مِنْ اللَّه لِرَسُولِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ فِي غَفْلَة فِي الْجَاهِلِيَّة مِنْ هَذَا الدِّين الَّذِي بَعَثَهُ بِهِ , فَكَشَفَ عَنْهُ غِطَاءَهُ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ فِي الْجَاهِلِيَّة , فَنَفَذَ بَصَره بِالْإِيمَانِ وَتَبَيَّنَهُ حَتَّى تَقَرَّرَ ذَلِكَ عِنْده , فَصَارَ حَادّ الْبَصَر بِهِ ).
والقرطبي: ({ فبصرك اليوم حديد} قيل : يراد به. بصر القلب كما يقال هو بصير بالفقه؛ فبصر القلب وبصيرته تبصرته شواهد الأفكار ونتائج الاعتبار، كما تبصر العين ما قابلها من الأشخاص والأجسام. وقيل : المراد به بصر العين وهو الظاهر أي بصر عينك اليوم حديد؛ أي قوي نافذ يرى ما كان محجوبا عنك. قال مجاهد { فبصرك اليوم حديد} يعني نظرك إلى لسان ميزانك حين توزن سيئاتك وحسناتك. وقال الضحاك. وقيل : يعاين ما يصير إليه من ثواب وعقاب. وهو معنى قول ابن عباس. وقيل : يعني أن الكافر يحشر وبصره حديد ثم يزرق ويعمى).
وآخرين كُثُر من المفسرين يقولون كما ذكر جنابكم في نص موضوعك الجميل.. شكرا لك