سلوى رياض شحيمي
لبنانية مثقفة وناشطة في بلاد الإغتراب
حاورها : حسين أحمد سليم
شاء الله تعالى أن يجعل في الأرض خليفة, فخلق آدم وخلق له من نفسه حوّاء, وجعل بينهما مودّة ورحمةً ليتكامل بها وتتكامل به... وكرّم الله المرأة بالحملِ والإنجاب والأمومة, وزاد في تكريمها فخصّص لها في القرآن سورةً تحملّ اسم "النّساء"... وعلى المرأة مسؤوليّة تكليفيّة كبرى في تربية وإنشاء الأجيال, وهي تتناصف والرّجل حركة فِعلِ الإستمرار... وانطلاقاً من الرّؤى التي نحملً قناعةً بدور المرأة الرّيادي في المجتمع, كان لنا هذا الحوار مع السّيدة الجليلة سلوى رياض شحيمي, من بلدة سعدنايل قضاء زحلة في البقاع الأوسط, وهي ناشطة اجتماعيّة ومُثقّفة تُقيم في كندا...
ما هي رؤيتكِ لدور المرأة الفاعل في المجتمع العصري؟
أن نشأة الأجيال, أول ما تنشأ, إنما تكون في أحضان النساء، وبه يتبين أهمية ما يجب على المرأة في إصلاح المجتمع...
بنسبة لدور المرأة في المجتمع هي بالحقيقة اساس المجتمع من حيث بناء المجتمعات المتحضرة هذة المرأة التي زاد فيها الله بقوله الجنة تحت اقدام الام هذة الام او المرأة التي ما سهرت وتعبت وعملت
والام مدرسة ان اعددتها اعددت شعبا طيب الاعراق...
هل الشبكة العنكبوتية أو ما يسمى بالشبكة العالمية للمعلومات "النت" ساعدت المرأة في الإنعتاق من القيود المفروضة عليها في مجتمعها؟
بالتاكيد, الشبكة العنكبوتية ساعدت المراة في بعض المجتمعات...الانطلاق من القوقعة المفروضة عليها, بحكم ظروف اجتماعية وتقاليد وعادات...
فكانت النافذة المشرعة, التي نظرت منها الى الخرج, لترى نور الحقيقة ويكون لها رأيها المميز...
بين السّرّ والعلانية في رحاب أروقة ومواقع وصحافة ومدونات "النت" أين تجدين نفسك وما هي المؤثرات إيجابا وسلباً؟
عندما يكون للانسان, عقيدة او راي معين, وصفاء فكري, يجد لنفسه ميزانا حسّاسا, لوزن الامور وغربلتها, واختيار ما يناسب... هذا اعتقادي ورايي...
بين الوضوح والمغمور أو الترميز للشخصية الأخرى في "النت" كيف تتعاملين وعلى أي قواعد تقيمين علاقاتك الثابتة؟
كأم لها اولادها واحفادها ومسؤلياتها الخاصة, لا بد ات تحد من الحرية المطلقة, لمعالجة شؤو ن الاخرين...
كثيرا ما تتعرّض المرأة لضغوطات المجتمع عليها, حفاظا على الأعراف والتقاليد فكيف تتعاملين مع هذه الحالات؟ وهل الأعراف والتقاليد ترسم فعالية المرأة؟
لا يستطيع احد انكار الاعراف والتقاليد, منها الايجابي ومنها السلبي, والتعامل معها يحتاج الى نوع من الديبلوماسية والذكاء, لاستدراك ردة فعل قد تكون لها اثر كبير على فعالية المراة,
وقد ترسم فعالية المراة الى حد ما, وذلك حسب نوعية وشخصية هذه المراة...
إذا فاجأك أحدهم بموقفٍ مُحرجٍ لكِ فكيف تتعاملين مع هذا الموقف؟
اذا كان للانسان فكر واعتقاد معين... فالمواقف المحرجة أتخلص منها واتعامل معها بما يمليه عليّ اعتقادي وفكري, باخلاص ووضوح بدون تنكر لشخصيتي
كيف تفهمين الحب والعشق؟
الحب علاقة مقدسة بشكل عام, وتزداد قوة اذا بنيت على الاحترام المتبادل والثقة والصدق.
كيف تُفسّرين المودّة والرّحمة بين الذّكر والأنثى؟
قال الله تعالى في كتابه العزيز "وجعل بينكم مودة ورحمة" اذا خمدت نيران المودة, فالرحمة هي الزيت لملء سيراج المودة, لاستمرار اللهب الى اجل بعيد...
ماذا تعني لك الحريّة؟
هي الهواء النقي, الذي لا يمكن العيش بدونه, ولكن اذا تسلل الى هذا الهواء غازات سامة او ضارة فقد نضطر, لحبس التنفس, لمنع الضرر الاكبر ولكل شئ حدود...
هل للمرأة أن تملك زمام نفسها وأمورها بمعزل عن السّلطة الذّكورية؟
يرتبط امتلاك المراة لزمام نفسها وامورها, بمعزل عن السلطة الذكورية بعدة عوامل...اولها تركيب شخصية المراة الاجتماعي, وثانيا...ارتبطاتها بمن حولها, وثالثا...البيئة التي تعيشها المراة بجغرافيتها وعاداتها وتقاليدها...
هل من صداقة شفيفة بين الأنثى والذّكر تدوم؟
تدوم الصداقة ما دامت شفيفة.
كيف تتعاملين مع بروز السّلطة الذّكوريّة اعتراضيّا على نشاطك؟؟
اذا كان الاعتراض مبني على الجهل فاهمله , وان كان فيه نوع من الايجابية بشكل او اخر فآخذه بعين الاعتبار...
هل تستطيعين البوح معالجة وتحليلا وكتابة ونشرا بجرأة في قضايا معقّدة بين المرأة والرّجل؟
هناك مشاكل خاصة ومشاكل عامة, ولكل مشكلة لها طريقة خاصة للتحليل والمعالجة, او الكتابة والنشر حسب معطيات الظروف, وعلى الانسان ان يتوخى النتائج الايجابية في اي عمل يقوم به...
لماذا يُحمّل المجتمع تبِعات الخطأ فقط للأنثى؟ وهل الذّكر في عِصمةٍ من الخطأ أو مشاركة الخطأ للأنثى؟ وربّما هو من ارتكب الخطأ؟
تحميل الخطاّ للاثنين, او للذكر بدون دليل عقلي ومنطقي, شئ غير مقبول, والحقيقة اني لا اراه سائر في اي مجتمع, الا المجتمع الجاهل, الذي ينظر للامور من جهة واحدة فقط...
الممنوعات على الأنثى والمسموحات لها, لا تتطابق مع الممنوعات (اذا وجدت) للرجل والمسموحات له؟ فهل هي عدالة وعي وحق؟ أم ماذا؟
العدالة والحق بان يؤدي الانسان واجبه, سواء كان ذكرا ام انثى...حتى يستطيع المطالبة بحقه... فالممنوع والمسموح هو عائد الى عدة عوامل في المجتمع, منها الدين والعقيدة ... العادات والتقاليد ... والقانون والظروف الاجتماعية... وما سواه كلام فارغ...
هل تشعرين بحرج ما, وطفلكِ أو طفلتكِ, يسألونكِ أسئلة مغايرة, تتّصل بوجوديّتهم, وجنسهم, وكيف تتعاملين معهم؟
قد يكون بعض الاحراج في الاجوبة المباشرة للطفل او الطفلة, ولكن الحكمة ان يكون الجواب حسب عمر الطفل ... وكثيرا يضطر الانسان ان يستعمل جوابا غير مباشر, لتقريب المعنى حسب ادراك الطفل للقضايا المحيطة به...
هل تُساعدك الشّجاعة والجرأة والموقف, على تجاوز تربّص فئات وشرائح المجتمع, انعكاسا من جرّاء جرأة البوح التي تملكين وكيف؟
الشجاعة والجراة والموقف, وقودها كلمة الحق والفكر الصحيح, والتصرف العقلاني...فاذا كنت مؤمنة بما اقول او اعمل .. والتربص من فئات المجتمع, يكون مبني على اساس ما... اذا اراد ان يجعل الحق باطلا والباطل حق...
هل تشعرين بشيء من دونيّة ما, على طرف نظرة الرّجل العربي للمرأة؟
طبعا لا...
الإسلام كرّم المرأة على الرّجل في سورة قرآنيّة واسعة, تكتنز بكلّ ما يتعلّق بحالات المرأة, هل القوانين الوضعيّة المعاصرة استطاعت أن ترقى لهذا المستوى؟
العلاقة الزوجية في الاسلام, ليست مسافدة حيوانية, بين ذكر وانثى على الاطلاق, وبواعث الرغبة والاشتهاء الغريزي بين جنس النوع البشري, تتغير اذا قامت كوابح الاداب وضوابط الشرائع والعقائد, ومن اياته "ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنو اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ...
وايضا في سورة النساء المراة المسلمة معززة مكرمة في كافة نواحي الحياة, ولكنها اليوم مخدوعة مع الاسف ببريق الحضارة الغربي الزائف, الذي يتقمص فيه شباب هذا اليوم...
الشّبكة العالميّة للمعلومات "النّت" غابة ممتدّة الفلتان, ألا تخافين على وجوديّتك من ممارسة اللصوصيّة بحقّكِ والتّطاول عليكِ والتّشهير بكِ؟
ان المتعاملين باللعب على الاخرين واسغلالهم طبعا, موجودين وقابلت الكثير منهم... والحمدلله باني احساسي وبهذه الحالة استعمل ذكائي لكشف هذا الشخص ... وان المساحة الوسخة والملوثة امتدت كثيرا لهم ومعروفة اين يتواجدون ... واتمنى من الاخوة والاخوات بالحذر الشديد ولا يجمعون عددا كبيرا من الاصدقاء على صفحتهم وهي ليست بجمع الاسماء...
وكثيرا من هذا الركام والذي هو اشبه بالمشي على حقل الغام...اما بالنسبة لي اتفهم جيدا الشخص ومن الجهة الثانية اولا واعرف كثير من المعلومات واقرر بعدها ان كان لصا ام لا...
وأنت في غمار السّيل الهادر من روّاد "النّت" وصفحاته, منهم المغمور ومنهم المكشوف, منهم من يتعامل بأسماء وهميّة ومنهم من يتسوّل, ومنهم من يستخدم الحقيقة, فكيف تتعاملين مع مثل هذه الأصناف؟
طبعا اخاف ,لانني سمعت الكثير, حصلت معهم مشاكل عديدة وكثيرة, ومن وقعن في حالات الشذوذ ووصلت بهم لتشتت عوائل كثيرة وتفككها عن بعضها...لذلك اكون شديدة الحرص بمن موجود على قائمة الاسماء عندي...
هل ترين جدوى من خلال "النّت", بالصّداقة, الأخوّة, التّكامل, التّعاون, الحبّ, العلاقة... وكيف يكون هذا؟
ان العلاقات مختلفة ومتعددة, مثل علاقة او صديق...او رفيق في العمل, وكل يدفعك بان تبني علاقة, ليس انها غلط, ولكن بشرط ان تبنى وتكون خالية من الشهوات, فعلا تصادفت مع اخوة في الله كثيرة ونعم الاخوة, ومن عدة مواقع على النت او غير النت... وارجع واقول لك سيدي يجب على المراة بان تكون مفتحة العينين والفؤاد والعقل بحياتها, ان كانت في بيتها او عملها او على النت ...
هل من كلمة اختياريّة ختاميّة تودّين الحديث بها, لكِ ملء الحرّيّة بالبوح بها؟
كلمة اخيرة اود أن اوجهها الى الاخوات التي يعملن على النت وغيرها ....بان تثقف نفسها جيدا في شرع الله, لان بهذا تحفظ حقوقا شرعا, وتضمن بتربيه عائلة عريقة, لان المراة ام ومدرسة وتعد شعبا طيب الاعراق... اسرتك بحاجة لك اولا وعملك ثانيا لانك مسؤولة من هذا الطفل الذي وجد على هذا الوجود, اهتمي بنفسك جيدا لان المراة عنصر مهم جدا في الحياة... واتمنى التوفيق لكل الأمهات والزوجات في العالم... والحياة المليئة بالحب والسعادة الاسرية...