رد: مسابقة عبدالرسول معله في علوم اللغة العربية لشهر رمضان المبارك لهذا العام -2011م-1432هـ
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شاكر السلمان
عَسَى
فعلٌ غير متصرّف، من أفعال الرجاء. ولها وجهان: الأول: ناقصة تعمل عمل [كان]، سواء اتّصلت بضمير، نحو: [عساه عساكم] إلخ... أو لم تتّصل به، نحو: [عسى خالدٌ...]. ويكون خبرُها فعلاً مضارعاً - قولاً واحداً - مسبوقاً بـ [أَنْ]، أو غير مسبوقٍ بها، نحو: [عسى خالدٌ يسافر = عسى خالدٌ أنْ يسافر = عساهُ أن يسافر](1). والثاني:تامة ترفع فاعلاً، وذلك إذا تجرَّدَت من اسم لها، ظاهر أو مضمر، نحو: [عسى أن نسافر]، فيكون المصدر المؤوّل مِن [أنْ والفعل المضارع بعدها]، هو الفاعل. تنبيه: جاءت [عسى] بمعنى [لعلّ] عاملةً عملها: ناصبةً للاسم رافعة للخبر.
ومنه قول صخر بن جعد:
·]فعسى اللهُ أن يأتيَ بالفتح[ (المائدة 5/52)
[عسى]: في الآية ناقصة، عاملة عمل [كان].
ولفظ الجلالة اسمها، وخبرها المصدر المؤوّل من [أنْ] والفعل المضارع [يأتيَ].
·]قال عسى ربّي أنْ يَهْدِيَنيْ سواءَ السبيل[ (القَصص 28/22)
[عسى]: ناقصة، عاملة عمل [كان]. و[ربّي] اسمها، وخبرها المصدر المؤوّل من [أنْ] والفعل المضارع [يهديَ].
·قال الشاعر:
عسى الكَرْبُ الذي أمسيتَ فيهِ = يكونُ وراءَهُ فَرَجٌ قريبُ
[عسى] في البيت ناقصة عاملة عمل [كان].
و[الكربُ] اسمها مرفوع.
ويلاحظ هنا أنّ الفعل المضارع [يكون] غير مسبوق بـ [أنْ]، وينشأ عنه أنّ خبر [عسى] في هذه الحال هو جملة الفعل المضارع: [يكون وراءه فرجٌ].
·]وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبّوا شيئاً وهو شرٌّ لكم[
(البقرة 2/216)
تكررت [عسى] في الآية مرتين، وهي في كلتيهما فعلٌ تامّ لا يطلب اسماً وخبراً، بل يطلب فاعلاً.
وذلك أنها تجرّدت من اسم لها ظاهرٍ أو مضمر.
وتلاها [أن] وفعلٌ مضارع منصوب بها: [تكرهوا، تحبوا]، ومتى كان ذلك (أي: متى تجرّدت من اسم لها، وتلاها أنْ وفعل مضارع) كانت تامة، وكان فاعلُها المصدرَ المؤوّل من [أنْ] والفعل المضارع.
ومثل ذلك قولُه تعالى:
·]عسى أنْ يبعثكَ ربُّكَ مقاماً محموداً[ (الإسراء 17/ 79)
فهي هنا تامة، والمصدر المؤوّل من [أنْ يبعثك ربُّك] هو الفاعل.
وذلك كثير في القرآن، ومنه أيضاً:
·]لا يَسخَرْ قومٌ من قومٍ عسى أن يكونوا خيراً منهم[ (الحجرات 49/11)
فإنّ [عسى] هنا تامّة، فاعلها المصدر المؤوّل من [أن يكونوا...].
·]قال هل عسيتم إنْ كُتِب عليكمُ القتال ألاّ تقاتلوا[(البقرة 2/246)
[عسيتم]: عسى في الآية ناقصة ترفع الاسم وتنصب الخبر.
وذلك أنها اتّصلت بضمير، ومتى اتّصلت به كان هو اسمَها ودليلَ نقصانها.
وأما خبرها فهو المصدر المؤوّل من [أنْ] و [تقاتلوا]. ومثل ذلك طِبقاً قولُه تعالى:
·]فهل عسيتم إنْ تولَّيتُمْ أنْ تُفسدوا في الأرض[ (محمّد 47/22)
فضمير المخاطب المتّصل بها هو اسمُها ودليلُ نقصانها.
وأما خبرها فهو المصدر المؤوّل من [أنْ] و [تفسدوا].
القدير شاكر السلمان
أشكرك على هذه الإجابة المفصلة والماتعة في نفس اللحظة , والتي يتبين من خلالها أن عسى فعلٌ .. نعم !
ولكن ملاحظتي عليك هي نفس الملاحظة على العزيزة سحر علي وهو أن الاستدلال على فعليتها لم يكن واضحاً ومقنّنًا إلا أن يكون مفهومًا من خلال السياق فقط ..
لك التحية وكل التقدير
ودمت بخير
سعيدة بتفاعلك ومشاركتك
بوركت
التوقيع
ما أطيب الدّنيا إذا رفرفتَ ياشعرُ
تسري بكَ الأشياءُ من عيدٍ إلى عيدِ
الموتُ فيكَ فضيلةٌ تحيا إلى الأبدِ
والعشقُ فيكَ روايةٌ مبرودةُ الجيدِ !
/
عطاف سالم