حين تمسكين بالقلم ؛ تجاهلي الحرب وحظر التجوال ونكبة البلاد ، واسكني لحظة خارج حدود الزّمان وبعيدا عن إيقاع المكان الرّتيب ، فلتشتعل بالرّقص أوراقك ، ولتمتلك صرير اسِرّة الحب أقلامك .
كانت هذه الكلمات التي تضرب في خاطرها بوجع ؛ فمنذ نصف ساعة وهي سائرة على غير هدى ، حين غادرت مكتب رئيس التّحرير الذي رفض نشر نصوصَ لها مضيفا :
- إن ّ نصوصك ؛ لها رائحة الجرح ، وملمس الشّوك ، وثمّة خفايا غضب بين السّطور كفتيل ثورة . أكتبي كأنثى مشتهاة ... فالجريدة ليست للغلق .
كان تلافي الإصطدام باحد المارة على الرّصيف هو الخيط الذي انقذها من أصابع الغثيان الملتفة كحبال متشابكة حول جيدها ؛ فكيف لرئيس تحرير إنتدب إسما غائرا في الوطنية لجريدته ؛ يخيرها في الأسبوع الأول لعملها بين ان تكتب كما يشاء ويشاء المحتل ، وبين البحث عن جريدة اخرى ترضى بنشر نصوص ... يشعلها الغضب ؟ لقد جعلها تنتظر طويلا في مكتب سكرتيرته كأنه يعاجلها بقول : مصالحي فوق الوطن ...
بدأ المطر بالإنهمار ، لكنها لم تتمكن من الإستمتاع بمعزوفته ؛ لشدة الضجيج الذي كانت تبعثه مولدات الديزل الصغيرة المنتشرة بانتظام أمام المحلات والمكاتب والتي أصبحت من ضروريات كل بيت ومكتب منذ أن صارت الكهرباء حلما . مضت في سيرها وضجيج المولدات يرهق أعصابها ، تطفو الدموع في عينيها فتتماسك من جديد حتى وصلت إلى مكتبتها المفضلة ، ابتدرها البائع جذلا :
- اهلا عمو ، اشتقت إليك أينسيك العمل عمك ؟
- لا ياعمو ، لم أنسَك ، بل ستجدني كلّ صباح كما تعودت
- والجريدة ؟
- فعل ماض ٍناقص ... كالغضب ، كالمقاومة ،كالنّضال ،ليس من فعل مضارع مستمر الآن غير الخيانة ، ليتها كانت الهزيمة فقط ...
- هذا ماكنت أخشاه عليك ياعمو ...
نظرت إليه تغالب دموعها :
- ها ياعمو ؟ ماأحضرت إلي ّ من كتب ؟
- مثلما اردت ِ ؛ كتبا ليحيى السّماوي ... واقسم بالله هذه المرة ان تقبليها هدية من عمك .
كانت بسمة من عينيها يملؤها الأمتنان حين شكرته مغادرة المكتبة ، وفقت عند الرّصيف بعد ان ابتاعت باقة ورد ولوحت لأول سيارة أجرة قائلة لسائقها :
- خذني حيث أقرأ الفاتحة ، وأضع باقة الورد عند قبر الشهيدة أطوار بهجت
كوكب
التوقيع
ممن اعود ؟ وممن أشتري زمني ؟ = بحفنة من تراب الشعر ياورق؟
حين تمسكين بالقلم ؛ تجاهلي الحرب وحظر التجوال ونكبة البلاد ، واسكني لحظة خارج حدود الزّمان وبعيدا عن إيقاع المكان الرّتيب ، فلتشتعل بالرّقص أوراقك ، ولتمتلك صرير اسِرّة الحب أقلامك .
كانت هذه الكلمات التي تضرب في خاطرها بوجع ؛ فمنذ نصف ساعة وهي سائرة على غير هدى ، حين غادرت مكتب رئيس التّحرير الذي رفض نشر نصوصَ لها مضيفا :
- إن ّ نصوصك ؛ لها رائحة الجرح ، وملمس الشّوك ، وثمّة خفايا غضب بين السّطور كفتيل ثورة . أكتبي كأنثى مشتهاة ... فالجريدة ليست للغلق .
كان تلافي الإصطدام باحد المارة على الرّصيف هو الخيط الذي انقذها من أصابع الغثيان الملتفة كحبال متشابكة حول جيدها ؛ فكيف لرئيس تحرير إنتدب إسما غائرا في الوطنية لجريدته ؛ يخيرها في الأسبوع الأول لعملها بين ان تكتب كما يشاء ويشاء المحتل ، وبين البحث عن جريدة اخرى ترضى بنشر نصوص ... يشعلها الغضب ؟ لقد جعلها تنتظر طويلا في مكتب سكرتيرته كأنه يعاجلها بقول : مصالحي فوق الوطن ...
بدأ المطر بالإنهمار ، لكنها لم تتمكن من الإستمتاع بمعزوفته ؛ لشدة الضجيج الذي كانت تبعثه مولدات الديزل الصغيرة المنتشرة بانتظام أمام المحلات والمكاتب والتي أصبحت من ضروريات كل بيت ومكتب منذ أن صارت الكهرباء حلما . مضت في سيرها وضجيج المولدات يرهق أعصابها ، تطفو الدموع في عينيها فتتماسك من جديد حتى وصلت إلى مكتبتها المفضلة ، ابتدرها البائع جذلا :
- اهلا عمو ، اشتقت إليك أينسيك العمل عمك ؟
- لا ياعمو ، لم أنسَك ، بل ستجدني كلّ صباح كما تعودت
- والجريدة ؟
- فعل ماض ٍناقص ... كالغضب ، كالمقاومة ،كالنّضال ،ليس من فعل مضارع مستمر الآن غير الخيانة ، ليتها كانت الهزيمة فقط ...
- هذا ماكنت أخشاه عليك ياعمو ...
نظرت إليه تغالب دموعها :
- ها ياعمو ؟ ماأحضرت إلي ّ من كتب ؟
- مثلما اردت ِ ؛ كتبا ليحيى السّماوي ... واقسم بالله هذه المرة ان تقبليها هدية من عمك .
كانت بسمة من عينيها يملؤها الأمتنان حين شكرته مغادرة المكتبة ، وفقت عند الرّصيف بعد ان ابتاعت باقة ورد ولوحت لأول سيارة أجرة قائلة لسائقها :
- خذني حيث أقرأ الفاتحة ، وأضع باقة الورد عند قبر الشهيدة أطوار بهجت
كوكب
الله الله يا استاذتنا
ما هذا الربط وهذا التماسك في المعنى من البداية حتى النهاية بمن تمثل الوطنية التي اغتيلت