تقول: أتدري ما تلجلج فـي صـدري؟
وما دار في قلبي من اللهفـة البِكـرِ؟
تسائلنـي والنـار تكـوي ضلوعهـا
أغثني فإني حـرتُ فـي لجّـةِ الأمـرِ
أراها تدير العين فـي الكـون حولهـا
متى صار هذا الكون بحرًا من الخمـرِ؟
وهل للهيب النـار ِ بـردٌ ورعشـةٌ ؟
وريح صباً تجتاح أنسامهـا صـدري؟
صغيرة سنّ ٍ أغمض الوصـل عينهـا
فلم تر أن الليل قـد ذاب فـي الفجـر
تذيـب فـؤادي إذ تـئـن ّ بنـشـوة ٍ
وتشهق جذلى كالعتيـق مـن الأسـر ِ
فقلتُ، وقد أُعييت ُ،: يـا طفلتـي أدري
وأيّ سـؤالٍ ذاك يـا غضـة الفكـرِ!!
عرفت ُ شعور الحبّ مذ كنـتُ برعمًـا
وأ ُشربتُهُ شهدًا يـراق علـى ثغـري
تقلّبـتُ فـي أحوالـه واثـق الخطـى
فإن كان نارًا كنـتُ أُُذكيـه بالجمـر ِ
تقاذفنـي مــوج التـوجّـد عاتـيًـا
فكنت شراعًا لا يهـاب مـدى البحـر
تغالبنـي الأشـواقُ فـي كـلّ مــرّةٍ
ويدهمني الهجـران بالهـمّ والقهـر ِ
تعالَيْ إلى دنيـاي يـا حلـوة اللمـى
تريْ أنّ روح العشق تلهو على حجْري
وأنّ فحـول الشعـر عنـدي مُقامهـم
تنادمهُم روحي بما فاض مـن شعـري
خذي نفحات الشوق من قلب عاشـق ٍ
يفيض علـى كفّيْـك نجـواه كالنهـر ِ
قتيلك ِ أو أنـت القتيلـة فـي الهـوى
حياتكمـا سـرّ التـوقّـدِ والسـحـر ِ
وإن شئت حربًا مـعْ خمـول ٍ وحيـرةٍ
يقودك ِ من نصر ٍ مبين ٍ إلـى نصـر ِ
فتفتـح أبـواب الحـيـاة عريـضـة ً
لتدخلهـا عينـاك بالنهـي والأمــر ِ
تقول: أطلت البوح والشرح يـا فتـى
وأمعنت في مـزج الحقائـق بالفخـر ِ
أحبّـك مخـتـالاً، فـأنـت معلـمـي
وإن جن ّ ليْلي من أناديه: يـا بـدري
فرشـت لـي الدنيـا بهـاءً وروعـة ً
فألفيتُ أيّامـي سريـرًا مـن الزهـر ِ
وأعطيتـك الأحـلام منـي كبـيـرة ً
فحققتها حتى عجـزت ُ عـن الشكـر ِ
فيـا سيّـدي أنـت الحقيقـة أشرقـت
بما شئتُ من دفءٍ، وما حزتُ من خير ِ
ولكن تمهّل! لستُ مـن خلـتَ اننـي
حديثة َُ عهدٍ بالصبابـة ِ فـي عمـري
فمـذ لمحـت عينـاي ظلّـك مقـبـلاً
رسمتُ طريقي كيْ أصيدك في أسـري
مددتُ حبال الوصل مـن نسـج رقتـي
لتسبـر أغـواري تفتـش عـن درّي
حجبتُك عن كـل النسـاء، ولـم أزل..
أجرّك نحوي، إذ تصـرّ علـى جـرّي
بلمسة أنثى جئتنـي تسـرع الخطـى
تناور من حولـي وتصهـلُ كالمهـر ِ
فهـا أنـذا أنبـيـك أنــي فعلتـهـا
وأني بما قـد كـانَ يـا سيّـدي أدري