تتعبنا الحياة...
تشعرنا بالضجر
بالكآبة حينا...
حين تتكالب الأوجاع وتتلبد سماء الروح بغيوم الهموم
ونحس أن قوقعة اليأس الخانقة قد التهمتنا وسجنتنا في أغوارها القاسية
والطفولة براءة...وحدهم الأطفال من لهم فعل السحر ووقعه
كم أحبها غفران ..ابنة الجيران... تلك الجميلة بسنوات عمرها الثمانية وذكاءها المتقد والمتجدد
حين تطرق باب بيتي ..تقرع كذلك أجراس الروح..
فيتهيأ لي أنها ملاك قادم من أرض الفرح والأمنيات حاملا إلي سعادة الكون
وأعترف أني أمارس أنانيتي بجدارة حين تغمرني بحبها العظيم
فألوذ بطفولتها هربا من أحزاني...
وأنسى نفسي معها لساعات طوال إلى أن يتلاشى كل ما بي....
عالمها السحري البريئ يزرع المساحات فرحا....
يطهر القلب من كل ألم...
وسبحانك يا الله....فالأطفال أحباب الله
كانت برفقتي أمس... وعدتها أن نمضي اليوم معا
فقد صادف اليوم العالمي للطفولة
حملت إليها أجمل الهدايا...وأخذتني إلى عالمها الصغير الجميل
كالعادة تقاسمنا المرح وقرأنا القصص
وتركتها تفوزفي جولات لعبتها الأثيرة....
لكنها أدهشتني وأضحكتني جدا...حين قرأنا بعض الأمثلة
سألتها هل تعرفين ما يعنيه المثل القائل يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر؟؟
فأجابتني طبعا .....أنت تعرفين فرس النهر وحصان البحر...قارني بينهما ماما طيف ولا حظي الفرق ما بين الحصانين وستفهمين....
أخذتها في حضني وأحببت التفسير الذي منحته للمقولة
ثم...غادرنا البيت...لتناول الآيس كريم رغم أن السماء كانت ممطرةخارجا....
ولم يتوقف عقلي عن التفكير في الحصانين
فقد أوحت إلي دون أن تدري بشيء
كنت فعلا أبحث عنه وإن كان بعيدا عن الحصانين
ما أجمل هذه الثرثرة التى تفتح أمامنا أفاقاً جديدة للتفكير، وتجعلنا نشاركك فوضى الروح.
مخطئ من يظن أن الأطفال محدودي التفكير أو ان التحاور معم مضيعة للوقت... تعودت أن أحاور أبنائي وهم في أعمار صغيرة وكانوا يفاجئونني بأسئلتهم البريئة العميقة التى كانت تدهشني وتجعلني أفكر كثيراً حتى أستطيع الرد عليهم.
الأطفال على صغر سنهم الا إنهم يمنحون من حولهم سعادة غامرة لا تقدر بكل كنوز الدنيا، ووجودهم في حياتنا مصدر يمدنا بالطاقة على تجاوز همومنا وأحزاننا، ولبراءتهم سحر يمسح عن أيامنا ما علق فيها من كدر.
أشكرك طيف على مشاركتنا إياك حديثك مع غفران...منذ قرأت هذا النص وأنا أيضاً أفكر بالحصانين والفرق بينهما.
هذه ربما ثرثرة ولكن ليست ابدا فوضوية بل هي مرتبة ومطعمة بالبهاء
بطلتها الطفولة التي مهما كبرنا لم تفارقنا .. لأنها تمثل مرحلة النقاء
التام ..مرحلة الذهن الصافي .. والذكاء المتوهج ..
وهذا ما كان من غفران كانت ادق بكثير في تفكيرها من الكثير من البالغين
.. واختصرت مسافة كبيرة بين النهر والبحر ..
استمتعت بتوجدي بين هذه الثرثرة .. محبتي وودي وقوافل من الياسمين
شكرا لغفران ..الطفلة الجميلة التي اعتادة طرق باب منزلك كما طرقت وجداننا في هذا النص
جميل هو الحوار الذي تخلل النص ، وجميل أنك نقلت للمتلقي مشهدين جميلين ..مشهد حديثك مع غفان فكان حوارا رائعا بريئا ، ومشهد حديثك معك ، فكان حوارا ناضجا ..وبين الحوارين ، تنمو القرنفلة ويفوح عبقها.