أسفا تذوب لفقـدكَ الأجفـانُ
وتئنُّ بين صخورها الشطـآنُ
وتحف ُّظلَّك نورساتُ قصائـدٍ
وتميل فوق ضريحك الأغصانُِ
نَمْ يا حبيبي في ثراك فكلنـا
بعد الرحيـل تلفنـا الأحـزانُِ
قالوا انطفأتَ فقلت كـلا إنـه
نجمٌ تحنّ لضوئـه الأكـوانُ
كتب الزمان ُعلى جبينك باكيا:
تفنى الجسوم ويخلد الوجدانُ
ما زلت أسمع منك صوتا كلما
قرىء القصيدُ ورُنمـتْ اوزانُ
أنا ما رأيتك غير أنك في دمي
تسري ويسمع صوتك الشريانُ
أنا ما رأيتك يا رسولُ وإنمـا
في عمق روحي يحتويك مكانُ
أنا ما رأيتك يا رسولُ وإنمـا
لك في قصيدي نفحة وبيـانُ
يا دهر بئستْ غفلة تأتي بهـا
فيغيب في ظلماتهـا الخـلانُ
لكنْ عزائي فيك أنـك بيننـا
قلمٌ وحرفٌ نابـضٌ ولسـانُ
غادرْتنا والشعر يصرخ بيننـا
أو ليس في هذا الزمان أمـانُ
سافرت عنا في مَهابة موكبٍ
يمشي وتمشي خلفه الأحـزانُ
الشعر والشعراء خلفك كلهـم
جرحٌ يجـودُ وخافـقٌ هَتـان
أنا لن أقولَ لك الوداع فكلنـا
يوما ستطرقُ بابَنـا الأكفـانُ