السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يلي نسيتونا
يلي نسيتونا إيمتا تذكرونا
إايمتا نجي علبال وتساعدون ا لحال
إيمتا إيمتا ايمتا تذكرونا
عفتونا يا أحباب لاداعي لاأسباب غلقتوا بوجهنا الباب رحتو ا
وعفتونا رحتو وعفتونا
جيتو علي منين وشفتوني أنتو وين صابتنا آ ه العين
يوم النظرتونا يوم النظرتونا
* * *
إنها كلمات لمطرب شعبي قديم كنا نتبادلها أنا
ومهدي كلازمة في رسائلنا ابدأ رسالتي بأخر كلمه منها في نهاية رسالته
هكذا عودني مهدي
* * * * *
زهر العنقود
إلى مهدي محمد علي
ونضو لا وأطيافهما
منذ زمن طويل لم تتسلم يداي ظرف رسالتك ولم ألمس ورق الظرف بحب
أو رغبة وترقب لِما سيكون مخبأ بين أوراق الرسالة وأي الأ لعاب ستلعبها
معي في رسالتك التي لاتكون دائما الأخيرة
ومنذ دهور طويلة طويلة تحسبها روحي لم أأرخ كعادتنا باللون نفسه
تاريخ الإرسال أو الاستلام
ومنذ أزمان ماضية معتقة كشوقي لرؤيتك أو لاحتضانك لم أقرأ منك تلك
الكلمات التي أبكتني كثيرا حين سمعتها منك في إحدى سهراتنا الصيفية
حين هزتك نسمة صيفية حلبية ناعمة ورقيقة و كأنها نسمة البصرة
فأقتعدت الأرض واتكأت الكنبة
وتناولت الكأس وزفرت ....أيه ...أيه ....أيه
وابتدأت سهرتنا كعادتك بالضحك والفرح ولم يكن ساعتها أمام ناظريك
وأنتَ جالس على الأرض إلا جيب
بنطا لي الجينز العريض أو بالأدق كان الجيب الجانبي هو الأقرب لعينك
فمددت يدك إليه ضاحكا: هذا شنو ؟ فأجبتك أوه مهدي عيفك منه
ولا تغير الموجه أرجع لزفراتك التي ستعقبها بأغنية تخبل من صوتك
لكنك لاترد وتصر على معرفة الجيب و عمقه طوله فأبعد أصابعك بضربه
خفيفة دي بالله عاد مهدي وأمازحك :{{ دفجي بقر لو }}* (1)
وأكمل كي أهيض أوجاعك أكثر أي لو , , لو , , , لو , , , لو *(2)
فتنتشي ضحكتك عاليا ممزوجة بسعلة قوية موجعه منك وأنت تحاول
إمساك الأحرف لتشكل كلمة # هاي شنو يابا #
كرديه لو رقاوية لو شاوية *(3) حد دي
ولا أرد كي لاابعثر الحزن المتراكم بعينيك وكي تدوم لحظاته فينفجر
لسانك بالأه فنعيد ورائك أنا ونضو له أي والله آه وآه وآه
ويتناول كلا منا كأسه فأنت العرق ونضو لي البيرة وأنا الجاي
فلكل منا كأسه وخمرته التي تسكره
حين تدور رحى الكؤوس وتطحن أ حزاننا وأ أشواقنا و حنيننا
وننتظر أن يكمل مهدي نظراته وشروده ونحن نترقب بصمت وهدوء
فيرفع رأسه قائلا : شكو مر الخضر من نا لو من هناك فنعرف إن للكلمات
بقية جلجلة تكون من ضحكة مهدي فلا نرد ليتابع زفراته ملحنا برأسه
كمن يدوزن أوتار حنجرته ليبدأ بأحرف أقرب لكلمة أمممم أممم أمممم
ثم يسحب موال أمآآآآآآآآن أماآآآآآآآآآن وكأننا نسترق الإصغاء
نمد رؤوسنا ليتابع وهو مغمض العينيين يلي نسيتونا إيمتا تذكرونا
ويكملها بتأن وبحة صوت وحزنا يتكاثف مع شرودنا ودموع أعيننا
التي تنساب مع دموعه على لحية ذقنه الكثة البيضاء وحين يفتح عينينه
يبتسم مواربا وكأنه يغلق أبواب الحزن والاه والدمع والحنين والذكرى
لكننا نبقى أمام بوابة الدمع ولا نعير مداعباته أي أهتمام لكنه مثلنا لايعير
صمتنا أي اهتمام فيمد يده ثانية إلى جيب بطالي آي يابا ماكَتيلي هذا
أصلي لو تركيب
ويعاود قشمرته وحين لانرد ونكمل أنا ونضال حكاية ما يضغط المسجلة
بجانبه لينطلق صوت المطرب بأغنيته الحزينة ويقطع قصتنا ليقص علينا
حكاية هذا المطرب الذي انتهت حياته بائع سندوتش في شارع المنصور
ولأنه شيعي لم ينل حقه الإعلامي وقلة هم من محبي الطرب العراقي
الأصيل من يعرفونه وذ نبه إنه شيعي
فتناقشه نضال حول حياة هذا المطرب والشيعة و و و اشياء لاأعلمها حول
هذه الأمور وكذلك نضال لاتعرفها كونها بغدادية سنية
وكي لايتشعب الحديث يستبدل مهدي الكاسيت بواحد آخر لمطربه أحبها
كثيرا هي زهور حسين ويسمعني بعض من أغانيها ثم يستبدلها بمطرب
آخر وهكذا يبقى مدة زمنية متهربا من أوجاعه وذكرياته بتغيير الكاسيت
أو تغير جلسته حتى أعلم إنه ماعاد يتحمل البقاء معنا يريد الذهاب لغرفته
لكهفه أو مغارته كما أسميها وقتها أاستئذانهما وانهض إلى غرفة أطياف
لأشاركها إياها وتنهض نضال لغرفتها ليعود مهدي يلملم تناثرا ته وبعدها يدخل
غرفته المجاورة لغرفة أطياف فأسمعه حين يبعد الستار ويفتح النافذة ويتكأ
سياجها الحديدي ويبدأ بترنيماته وقتها أحاول أن أغمض عيني قبل أن يبدأ
مهدي بدو زنة أوتار حنجرته ويترنم ببعض الكلمات
التي ستعيد إليّ الصحوة التي لا أريد فقد أثقلتني كلمات المطرب وقصص
نضال وأحزان وذكريات مهدي بخيالات كثيرة أحبذ أن أحتضنها وأنام
حين عدت لمدينتي خطرت ببالي فكرة صنع لوحة فنية وإرسالها لمهدي
قصصت جيب بنطا لي الذي أعجب مهدي وألصقته على قطعة كبيرة من
الورق المقوى وجمعت بعض الياسمين والعسل والفل من حديقتي الصغيرة
وكتبت الكلمات التي أحببتها بصوت مهدي ثم غلفت اللوحة وأرسلتها لهم
ومرت أيام طويلة طويلة وكثيرة لم أزرهم لكن لم تنقطع الاتصالات فيما
بيننا وذات يوم كنت في طريق عودتي من د مشق إلى مدينتي الرقة حين
توقف الباص في مدينة حلب للاستراحة
وقتها فكرت لِم لا اقطع عودتي للرقة واذهب لأسهر ليلتي هذه وأنام
عندهم ولم اترك لنفسي الوقت كي أفكر أو احسب أو أو
نزلت وحقيبتي الصغيرة
معلقة بكتفي وأشرت لتكسي وإلى السريان الجديدة اتجهت
كانت الساعة تقارب الثامنة مساء رننت جرس الباب واختبأت بعيد اً
في الممر المظلم الذي ساعدني بعتمته بالاختباء
فتح مهدي الباب فلم يجد أحد فظن أن أحد من أطفال الجيران
يريدون أطياف فأعاد رأسه للداخل ناوياَ إغلاق الباب فمددت يدي
ملامستاً الحائط كي امنع مهدي من إغلاق الباب لكنه تابع غير منتبه لحركة
يدي القوية وقتها التفت مهدي ثانية للباب والممر المظلم حيث واجهته
بملامحي التي لم يتبينها فأملت براسي نظر ملياً ثم بسرعة وبدون ولا كلمة
سحبني بقوة إلى داخل البيت حاضناً أكتافي وشاتماً شقاوتي كعادته قائلاً:
لعنة على ابوج وخصاوي مرة ابوج
وأخذني بحضنه بصدره بذقنه ولا أدري هو من كان يحضنني أم أنا من
أحضنه ومن منا كان يقبل الآخر شعري أم قميصه أم ذقنه أم عيوني
وعلى أصوات الضجة أقبلت نضوله لك شبيك صاحت لك هاي
منووووووووو معقولة صدك جذب لج وينج وبتت وسطهما أأبكي لصدق
عواطفنا أم أحضن أم أشتم البعاد والغربة الآن
لج خبلتينا د خلي دي يالله د خلي
ودخلنا البيت عبر ذاك الممر الطويل الذي يفضي إلى عدة غرف وبما أنني
أعرف البيت اتجهت للصالون الذي جمعنا ذات مساء حلبي سرياني كردي
عراقي شيعي سني رقاوي عتقه حزن صوت مهدي وكلمات رضا علي
أحزاننا ودموعنا التي نزلت بقوة رغماً عنا يبدو أن تلك الدموع كانت تعلم
إنه اللقاء الأخير وليلتنا الأخيرة
*1 كلمة باللغة الكورد ية تعني أتركه وشأنه ( عيفك منو) _
*2( لو. . لو. . . لو ) تردد حين ينتابنا الحزن الكردي
*3 (الشوايا) أسم يطلق على سكان الريف في مدينتي الرقة