ممر طويل يختصر المسافة بين الموت والحياة.. أنتظاره الطويل عند بداية الدهليز المظلم مزروع كجذع شجرة يحلم في الولوج...لكن ثمة شيء يمنعه ولابد أن يلجأ لآ قتلاع ماتبقى من جذوره ليتوغل بحذر لهذا الهشيم المتراكم منذ ما رفرف طائر الخريف ينذر بالهجير..
حاول مرارا لكنه لم يفلح الا أن ينفض غبار أحتضاره صامتا... المدينة المترفة تتجلى أمام عينيه.. كان حافي القدمين متوثب الجسد......ذا وجه صبوح وعينين يفوق سحرهما الربيع.. فجأة داهمه الذبول... الخطيئة... أعتراه حلم المنفى وأختفى ؟ بدى لسائر الخلق أغترابه....يتدثر بعشبته الندية.. ثمة صلة وجدانية تضيء ظلمة كهفه الخفي .. يقطف الشوك يوخز أطراف الثياب ويبتعد.. يقطع ألجدائل يرسم فوق الرماد نجمة الصبح المثقلة بالتوجع؟
النهارات الجديدة لاتروي عطشه .. جوعه ..غير أنها تأويه لاحراشها يغتسل حتى الرحيل..حينذاك تتلقفه نجمة الصبح تبصق فيه أرتعابه؟؟؟؟
الممر طويل.. مازال يراود ذهنه.. حورية البحر عارية والموج المتكسر سرعان مايغادر مخافة ..فالريح لانذر سوى بالهجير..
جسد متعب جراء التوغل في الجراح لهذا الجسد اللاهي فلايوقفه سوى الطوفان..والموت تحت اشرعة الانين..
حاول للمرة الاخيرة أن يضطجع على سريره,, يقتلع جذوره .. أنتصب ملتويا كأفعى..عاوده غروره الهائل في امتصاص رحيق وردة حمراء.. تلاحما .. لم يكن يعرف أنه ابتلع سمومها فأحالته الى ركام.. تراقصت طيوره خلف قضبان اقفاصها..فرحا..غير أنها مازالت سجينة..
الممر طويل.. مازال اجوف تحتشد في ظلمته الاف التساؤلات في أمتداد لاينتهي. عند حد؟ والذنوب تراكمت عبر كل هذه السنين.. مازالت محلقة في فضائه تتنبأ من سيخترقه والخلاص؟؟؟؟؟؟