ثوَى في قرَيش، بضْعَ عشرَة َ حِجّة ً = يُذكِّرُ، لو يَلْقى خليلاً مُؤاتِيا وَيَعْرِضُ في أهلِ المَواسِمِ نفسَهُ = فلمْ يرَ من يؤوي، ولمْ يرَ داعيا فلمّا أتانا، واطمأنّتْ به النّوى = فأصبحَ مسروراً، بطيبة َ، راضيا بذلنا لهُ الأموالَ من جلّ مالنا = وأنفُسَنا، عندَ الوَغَى ، والتّآسِيا نحاربُ من عادى من الناس كلهم، جميعاً = وإن كان الحبيبَ المصافيا ونعلمُ أنّ اللهَ لا ربّ غيرهُ = وإنّ كِتَابَ اللَّهِ أصْبَحَ هادِيا
خلقَ اللؤمُ إنساناً يكلمهمْ = لكانَ خَيْرَ هُذَيلٍ حِينَ يأتِيها ترى من اللؤمِ رقماً بينَ أعينهمْ = كما كوى أذرعَ العاناتِ كاويها تبكي القبورُ، إذا ما ماتَ ميتهمْ = حتى يَصِيحَ بمنْ في الأرْضِ داعِيهَا مثلُ القنافذِ تخزى أن تفاجئها = شدَّ النهارِ، ويلقى الليلَ ساريها
وقَد كُنّا نَقولُ، إذا رأينا = لذي جسمٍ يعدُّ وذي بيانِ كأنّكَ، أيّها المُعطَى بَياناً = وجسماً، من بني عبدِ المدانِ
أبَا لَهبٍ! أبْلِغْ بأنّ مُحَمّداً = سيَعْلو بما أدّى ، وإْ كنتَ رَاغِما وإنْ كنتَ قدْ كذبتهُ وخذلتهُ وَحيداً = وَطاوَعْتَ الهجينَ الضُّراغما ولوْ كنتَ حراً في أرومة ِ هاشمٍ = وفي سرها منهمْ منعتَ المظالما ولكنّ لحياناً أبوكَ ورثتهُ = وَمَأوَى الخنا منهمْ، فدَعْ عنكَ هاشما سَمَتْ هاشِمٌ للمكرُماتِ ولِلْعُلى = وَغُودِرْتَ في كأبٍ من اللؤم جاثِما
اللَّهُ أكْرَمَنا بنصرِ نبيّه = وبنا أقامَ دعائمَ الإسلامِ وَبِنا أعَزَّ نَبيَّهُ وَكِتَابَهُ = وأعزَّنَا بالضّرْبِ والإقْدَامِ في كلّ معتركٍ تطيرُ سيوفنا = فيه الجماجمَ عن فراخِ الهامِ ينتابنا جبريلُ في أبياتنا = بفرائضِ الإسلامِ، والأحكامِ يتْلو علينا النُّورَ فيها مُحْكماً = قسماً لعمركَ ليسَ كالأقسامِ فنكونُ أولَ مستحلِّ حلالهِ = وَمُحَرِّمٍ لله كُلَّ حَرَامِ نحنُ الخيارُ منَ البرية ِ كلها = وَنِظَامُها، وَزِمامُ كلّ زِمَامِ الخائضُو غَمَرَاتِ كلّ مِنيّة ٍ = وَالضّامِنُونَ حَوَادِثَ الأيّامِ والمُبْرِمونَ قوَى الأمورِ بعزْمهمْ = والناقضونَ مرائرَ الأقوامِ سائِلْ أبا كَرِبٍ، وَسائلْ تُبّعاً = عنا، وأهلَ العترِ والأزلامِ واسألْ ذَوي الألبابِ عن سَرَواتهم = يومَ العهينِ، فحاجرٍ، فرؤامِ إنا لنمنعُ منْ أردنا منعهُ = ونجودُ بالمعروفِ للمعتامِ وَتَرُدُّ عَافِيَة َ الخَمِيسِ سيوفُنا = ونقينُ رأسَ الأصيدِ القمقامِ ما زَالَ وَقْعُ سيوفِنا وَرِماحِنا = في كلّ يومٍ تجالدٍ وترامِ حتى تركنا الأرْضَ حَزْنُها = منظومة ً منْ خيلنا بنظامِ وَنجا أرَاهِطُ أبْعَطُوا، وَلَوَ أنّهم = ثَبَتُوا، لمَا رَجَعوا إذاً بسلامِ فَلَئِنْ فخَرْتُ بهمْ لَمِثْلُ قديمِهمْ = فَخَرَ اللّبيبُ بِهِ على الأقْوَامِ