ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ رأي / عمر مصلح
للتراكم الكمي دور فاعل ، في تغيير النوع .. حين يشرع الكاتب بنص مشفوع بمعرفيات مسبقة استخلصها من نصوص من نفس الجنس .. وهذا مالمسته منذ الولوج الأول للنص .. حيث شعرت بطاقة ممتازة في كتابة القص اذ كان الأسلوب مميزا .. إلآ أنه ابتعد عن السرد الروائي وهذا ماقاد النص الى الحوارية للتخلص من السرد .. فخرجت بقناعة أولية ان هذه التجربة تعوزها طولة النَفَس الروائي .. لكن المميز فيه انه لايشعرنا بالملل اثناء القراءة وهذا ليس بقليل .. فأنا مثلاً لم اتوقف كثيرا عند الوحدات الثلاث .. واذا أردنا ان نقف على المكونات البنائية لتاكدنا من أن الكاتبة تمتلك وعيا كبيراً وحساً عالياً بالمفردة ، ولم تشأ أن تخرج عن العقدتين .. كي لاتتشظى وتضيِّع مهيمنات العمل ، فاكتفت بقضيتي المرض وتذبذب مشاعر البطل .. حيث تناوبا على جسد النص بتناغم ممتاز رغم المرارة التي شعرنا بها كونهما عُقَد قادرة على الفتك بالشخصية .. لكنها اعتمدت السرد المقتضب عن طريق الراوي العليم والبطلة بتناوب غير محسوب أي انها اشتغلت على الحكائية الروائية عن لسان البطلة وظهر ذلك جلياً .. والممتع انه سجل وثيقة إدانة للاحتلال ومارافقه من جور وبطش ونكبات ، كوثيقة أدبية تاريخية .. لكن الكاتبة لم تتوقف عند هذا كثيراً وكأنما كانت غير مهتمة بالربط بين الأحداث لغاية محددة ، هي تسليط تركيز القارئ على البنية الأساسية .. وهي الصراع المحتشد على الذات بين آلام المرض وما تعكسه من أوجاع على روح البطلة ، وبين الألم النفسي الذي سببه البطل وهذا ما جعل القلق يكون داخلياً .. ولا وسيلة لخفضه إلا بقدرة إلهية ..
المهم جداً هنا - وهذا ما ابهرني حقيقة - هو الأسلوب التخاطبي بين الشخصيتين اللتين تحاورتا بلغة مبدعة .. وذلك من خلال الرسائل والحوار الرقمي .. فإنه يشي بأن البطلة والبطل يمتلكان طاقة أدبية رائعة بوصف المشاعر والتماهي حتى خلته انه حوار بين شاعرة وشاعر استبسلا بصياغة الجملة تصويريا فأزاحا المشاهد بشكل واضح نحو الشعر .. ومابينهما هو رصد لحالات مجتمعية مستحدثة تتمشكل مع البيئة والمعتقد والأخلاق الموروثة .. وللأمانة أقول أن هذا العمل مغامرة تستحق الثناء وستكون عملاً روائيا مهما جداً .. لو تريثت الكاتبة قليلاً وأعطت لنفسها فرصة للسرد بشكل أوسع ، لكن هذا لايعني أنها لم تتمكن من خلق علاقات بين البعد الفني والبعد الجمالي .. فرسم غطرسة الموت مثلا كانت كافية لتأكيد حالة الصراح الكامن وفق رؤية مثمرة
اخيرا اقول لقد امتعتني الكاتبة بعمل يترنح بين القصة الطويلة والرواية وهو عمل رائع.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ رأي / عمر مصلح
للتراكم الكمي دور فاعل ، في تغيير النوع .. حين يشرع الكاتب بنص مشفوع بمعرفيات مسبقة استخلصها من نصوص من نفس الجنس .. وهذا مالمسته منذ الولوج الأول للنص .. حيث شعرت بطاقة ممتازة في كتابة القص اذ كان الأسلوب مميزا .. إلآ أنه ابتعد عن السرد الروائي وهذا ماقاد النص الى الحوارية للتخلص من السرد .. فخرجت بقناعة أولية ان هذه التجربة تعوزها طولة النَفَس الروائي .. لكن المميز فيه انه لايشعرنا بالملل اثناء القراءة وهذا ليس بقليل .. فأنا مثلاً لم اتوقف كثيرا عند الوحدات الثلاث .. واذا أردنا ان نقف على المكونات البنائية لتاكدنا من أن الكاتبة تمتلك وعيا كبيراً وحساً عالياً بالمفردة ، ولم تشأ أن تخرج عن العقدتين .. كي لاتتشظى وتضيِّع مهيمنات العمل ، فاكتفت بقضيتي المرض وتذبذب مشاعر البطل .. حيث تناوبا على جسد النص بتناغم ممتاز رغم المرارة التي شعرنا بها كونهما عُقَد قادرة على الفتك بالشخصية .. لكنها اعتمدت السرد المقتضب عن طريق الراوي العليم والبطلة بتناوب غير محسوب أي انها اشتغلت على الحكائية الروائية عن لسان البطلة وظهر ذلك جلياً .. والممتع انه سجل وثيقة إدانة للاحتلال ومارافقه من جور وبطش ونكبات ، كوثيقة أدبية تاريخية .. لكن الكاتبة لم تتوقف عند هذا كثيراً وكأنما كانت غير مهتمة بالربط بين الأحداث لغاية محددة ، هي تسليط تركيز القارئ على البنية الأساسية .. وهي الصراع المحتشد على الذات بين آلام المرض وما تعكسه من أوجاع على روح البطلة ، وبين الألم النفسي الذي سببه البطل وهذا ما جعل القلق يكون داخلياً .. ولا وسيلة لخفضه إلا بقدرة إلهية ..
المهم جداً هنا - وهذا ما ابهرني حقيقة - هو الأسلوب التخاطبي بين الشخصيتين اللتين تحاورتا بلغة مبدعة .. وذلك من خلال الرسائل والحوار الرقمي .. فإنه يشي بأن البطلة والبطل يمتلكان طاقة أدبية رائعة بوصف المشاعر والتماهي حتى خلته انه حوار بين شاعرة وشاعر استبسلا بصياغة الجملة تصويريا فأزاحا المشاهد بشكل واضح نحو الشعر .. ومابينهما هو رصد لحالات مجتمعية مستحدثة تتمشكل مع البيئة والمعتقد والأخلاق الموروثة .. وللأمانة أقول أن هذا العمل مغامرة تستحق الثناء وستكون عملاً روائيا مهما جداً .. لو تريثت الكاتبة قليلاً وأعطت لنفسها فرصة للسرد بشكل أوسع ، لكن هذا لايعني أنها لم تتمكن من خلق علاقات بين البعد الفني والبعد الجمالي .. فرسم غطرسة الموت مثلا كانت كافية لتأكيد حالة الصراح الكامن وفق رؤية مثمرة
اخيرا اقول لقد امتعتني الكاتبة بعمل يترنح بين القصة الطويلة والرواية وهو عمل رائع.
المبدع جداً الاستاذ عمر مصلح
رأي أعتز به وأحترمه بشدة وقراءة مبدعة تناولت ممرات الانتظار برؤية قارئ فنان وناقد يدرك أبعاد العمل الفني بتمكن شديد وحيادية رائعة..
قد يكون هذا العمل الأدبي غريباً نوعاً ما فلا يكاد ينتمي الى جنس واحد بشكل نهائي وكان لقصر مساحات السرد سبب أظنه مهماً وهو أننا فقدنا تقريباً ذلك المتلقي صاحب النفس الطويل الذي يرغب بمعرفة كل صغيرة وكبيرة في تفصيلات القص ، خاصة أن العمل غير مكتوب للنخبة فقط ..لدينا اليوم قارئ لا يهتم بالتفصيلات قدر ما يهتم بالنتائج كذلك قد لا يجد الوقت للقراءة ،وربما بل هي محاولة مني لخلق جنس أدبي متميز ومختلف عن طابع الرواية العام والمعروف .. ارتأيت أن تكون سلسلة من الخواطر والحوار الذاتي على الرغم أني سمحت للفكرة بأن تكون عامة تعاني وجع الوطن كالأخرين وإن لم يكن سماحي هذا عريض الخطى لكنه يظل ضمن التكوين النفسي لهذا العمل الذي أسعدتني قراءتك له والذي أتمنى أن تنظره عيون النقاد والمحللين معك لأني أظن إن لم أجزم أنه عمل يستحق الاهتمام ليس غروراً ولكن رغبة حقيقية في إعطائه ما يستحق ..
عميق شكري وسعادتي وامتناني بقراءتك المبدعة وفقك الله وأسعد أوقاتك بكل الخير
دمت مبدعاً نقياً رائعاً أيها المصلح النديّ
كثير مودتي واحترامي وتقديري
التوقيع
صرتُ لا أملك إلا أن أستنطق بقاياك .. لعلها تعيد إليّ بعض روحي التي هاجرت معك..
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الدكتور اسماعيل الجنابي
دراسة وتحليل نقدي نوعي مميز ..
بوركت جهودك استاذ عمر ..
تحياتي
أستاذ اسماعيل الموقر .. باقات ورد ومحبة
ممتن لمرورك الأنيق , وحقيقة هذا النص ينطوي على مغامرات كبيرة
واشتغلت عليه الأستاذة ازدهار ببسالة
أكرر امتنناني لمروك أيها الكريم
رأي أعتز به وأحترمه بشدة وقراءة مبدعة تناولت ممرات الانتظار برؤية قارئ فنان وناقد يدرك أبعاد العمل الفني بتمكن شديد وحيادية رائعة..
قد يكون هذا العمل الأدبي غريباً نوعاً ما فلا يكاد ينتمي الى جنس واحد بشكل نهائي وكان لقصر مساحات السرد سبب أظنه مهماً وهو أننا فقدنا تقريباً ذلك المتلقي صاحب النفس الطويل الذي يرغب بمعرفة كل صغيرة وكبيرة في تفصيلات القص ، خاصة أن العمل غير مكتوب للنخبة فقط ..لدينا اليوم قارئ لا يهتم بالتفصيلات قدر ما يهتم بالنتائج كذلك قد لا يجد الوقت للقراءة ،وربما بل هي محاولة مني لخلق جنس أدبي متميز ومختلف عن طابع الرواية العام والمعروف .. ارتأيت أن تكون سلسلة من الخواطر والحوار الذاتي على الرغم أني سمحت للفكرة بأن تكون عامة تعاني وجع الوطن كالأخرين وإن لم يكن سماحي هذا عريض الخطى لكنه يظل ضمن التكوين النفسي لهذا العمل الذي أسعدتني قراءتك له والذي أتمنى أن تنظره عيون النقاد والمحللين معك لأني أظن إن لم أجزم أنه عمل يستحق الاهتمام ليس غروراً ولكن رغبة حقيقية في إعطائه ما يستحق ..
عميق شكري وسعادتي وامتناني بقراءتك المبدعة وفقك الله وأسعد أوقاتك بكل الخير
دمت مبدعاً نقياً رائعاً أيها المصلح النديّ
كثير مودتي واحترامي وتقديري
ألأستاذة الرائعة ازدهار الأنصاري .. محبة وتقدير
نعم .. هو نص مترنح بنشوة مابين القصة والرواية ، جذل بلغته الأنيقة الفاتنة .. أما بالنسبة للتلقي فهذه قضية مهمة ، علينا الوقوف عندها قليلاً ، بغية إنتاج مسمى لجنس كهذا ، ولك بعض الريادة طبعاً .. فالبعض لايستسيغ النص الروائي الطويل ، وهذا إفراز من إفرازات وقع الحياة الآني السريع .. فلك الحق بهذا ، على أن - وكما أسلفت - نجد له مسمى يليق به.
وعلى العموم .. أنا أدعو كافة الأخوات والأخوة لقراءة نصك هذا ، وبشجاعة كبيرة ، كوني متيقن من ردود الأفعال المباركة للعمل.
وفقك الله ، مع بالغ تقديري واحترامي.