أخي المبدع عبد الناصر طاووس .
أهلا بك وبمرورك ، أما أن تقول ـ عامودا ـ القامشلي ـ الله
كم أتمنى لو أعود إلى كلّ سوريا والجزيرة.
وها أنا أهديك قصيدة عن عامودا كتبتها وأنا على الطريق مابين القامشلي وعامودا عام 1986م.مع وافر تقديري لك
عـــامودا
للشاعر اسحق قومي
سألني طلابي وطالباتي في معهد إعداد المدرسين الذين هم من بلدة عامودا لماذا لا أكتب عن بلدتهم وأنا الذي كتبتُ وأكتب عن كل مكانٍ تقريباً.وأخبروني يومها أن الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري خصَّ عامودا ببيتين من الشعر. سألتهم المناسبة قالوا: يُقال: أنّ الجواهري مرّ بها حينما كان في قطار الشرق السريع الذي كان عابراً إلى تركيا قادماً من العراق..قلتُ لهم وعداً سأرى متى تولد القصيدة ؟!!!.وتشاء الظروف في مهرجان الطلائع لعام 1986م.يكلفني عبد الله أبو هيف مع أحمد الدريس وأحمد القادري وصبحي حديدي أن نغطي ملتقى رابعة العدوية في عامودا.في الطريق تذكرتُ ما دار بيني وبين طلابي فكتبتها وأنا في طريقي إلى ملتقى رابعة العدوية بعامودا وألقيتها أمام حشدٍ كبير فلاقت إحسانا .طلبها مني كثير من الناس لكنها مسودة ومن بين من طلبها الشابة المخطوبة يومها(عفاف الرعاد).فأعطيتها إياها ونسختها وكان معها خطيبها يومها . فإليها وإلى طلابي وأهالي عامودا ومنهم الصديق الشاعر أحمد القادري وآل القادري وآل الحسيني هذه القصيدة.وللعلم أن جدي الرابع يُنسب إلى دارا التي كانت أيام داريوس الملك.وموقعها بالقرب من عامودا.
عامودةٌ أجداديَّ كانوا هنا=== في (دارةٍ) أيام كانتْ زاهيـةْ
أنتِ الخيالُ في النفوس عربش=== يا نجوتي هلاَّ أتيتِ غافيــةْ
يانجوتي هذا الربيعُ عبقرٌ=== اسقيهِ من حُلمِ الأماسي ساقيةْ
عامودةُ أهلوكِ من عطر الهوى ===من حاتمٍ من سادةٍ طلابيــة
في شعبكِ تحلو الأماسي هداةً=== في ليلكِ يحلو الجليس ساهيا
بالغتِ في الوعد فجئتِ روعةً ===صهباء من طيب الجنى أطياريا
الكأسُ منكِ والرفاق كُثرٌ ===والقولُ فيكِ كالصباحِ شاديا
والكرم ياطيب الجنى ناطورهُ ===(والمقثة) الأنسام في (بازاريا)
اجلسْ على الأرض وهاك قصةً ===ما أروعَ البدرَ فأنتَ ناديا
والفجرُ إنْ جاءَ الندى مستيقظٌ ===في خدرها عامودةٌ والرابية
والصبحُ يرنو للربيعِ حالماً ===والزهر في الأكمام يبدو حاديا
(بيبونج) (واللالى) في نيسانها ===يا روعة الأزهار في نيسانيا
آذار والعشق توأمان بكِ=== عامودة مهد الهوى أشعاريا
يروي ليَّ الأجدادُ فيك موطناً ===يروي لي العشاق ذكرى باقية
والنجوى فيك إذْ تُطلُّ همسةً=== عامودةُ والعشق فيك دانيا
جئتُ إليك والهوى في أكبدٍ ===ترويك ما ظلَّ الزمان صاديا.
*** في الطريق إلى عامودا.22/4/1986م
ملاحظة:
جاءت القافية في القصيدة مرة بالتاء ومرة بألف الإطلاق ولكنني أبيت أن أغيرها وأبقيتها كما جاءت في كلّ شيء.
هامش: من المهم التنويه أن من بنى عامودا هم القلعة مراويه والميردلية والأرمن.ومن أبنائها المرحوم.سعيد اسحق .الذي كان وطنياً وانتخب نائباً عن محافظة الحسكة منذ عام 1932م.في مجلس النواب وأعيد انتخابه نائباً عن المحافظة لمدة خمس دورات.كما انتخب نائباً لرئيس المجلس النيابي(مجلس الشعب) عدة دورات.وكان عضواً بارزاً في الكتلة الوطنية.وأمين سرها،وفي عام 1951م كان يشغل منصب النائب الأول لرئيس المجلس النيابي السوري.وعند استقال رئيس المجلس تولى السيد سعيد اسحق مهامه كرئيس للمجلس بالنيابة.وفي 2/كانون الأول من نفس العام تلقى السيد سعيد اسحق استقالة رئيس الجمهورية السورية من منصبه، فأصبح بذلك السيد سعيد اسحق رئيساً للجمهورية السورية بالوكالة بحكم الدستور من المدة 2/12/1951مولغاية 19/12/1951.وقد مُنح وسام الاستحقاق السوري تقديراً لجهوده الوطنية.وهو من القلعة مراوية ومن عامودا.
دارا: مدينة داريوس الملك الفارسي وإليها يُنسب جدي قومي ملكو الداراوي.
المقثة: الخضار الصيفية من جبس وبطيخ والرمي وعجور وقثاء،وما أكثر ما تشتهر به الجزيرة السورية .
بازاريا: المقصود هنا قرية جاغر بازار التي تعود اطلالها إلى 3500قبل الميلاد,
بيبونج: نبات ربيعي له زهرة صفراء ذكي الرائحة يُجفف ويُشرب كالشاي من أجل البرودة.
اللالى: نبات أحمر اللون ينبت في الربيع ويُستخدم زهره من أجل تلوين بيض عيد القيامة المجيد.
وقد اثبتُ كلمة عامودا بالتاء المربوطة.وليس بالألف.وذلك للضرورة.