تاج الدين أبو الفضل أحمد بن محمد بن عبدالكريم بن عطاء الله الجذامي المالكي مذهباً وفد أجداده إلى مصر بعد الفتح الإسلامي و أستقروا في مدينة الإسكندرية حيث ولد فيها حوالي سنة 658 هجرية حيث عاش هناك و تلقى فيها العلوم الشرعية والفقهية واللغوية. ولقب بإبن عطاء السكندري. قال عنه الشيخ أحمد زروق " كان جامعاً لأنواع العلوم من تفسير وحديث وفقه ونحو وأصول وغير ذلك. كان متكلماً على طريق أهل التصوف، وكان واعظاً انتفع به خلقٌ كثير وسلكوا طريقه.
كذلك أثنى عليه كبار العلماء المشهود لهم بالعلم والتقى والصلاح، منهم : الإمام الحافظ الذهبي : أبوعبدالله شمس الدين الذهبي صاحب كتاب " سير أعلام النبلاء يصفه قائلاً : " كانت له جلالة عظيمة ، ووقع في النفوس، ومشاركة في الفضائل، وكان يتكلم في الفضائل بالجامع الأزهر فوق كرسي – بكلام يروًح النفوس" وتكلم عنه ابن حجر السعقلاني شارح صحيح البخاري في الدرر الكامنة. صحب الشيخ أبا العباس المرسي، صاحب الشاذلي، وصنف مناقبه ومناقب شيخه، وكان المتكلم على لسان الصوفية في زمانه.
ومن الذين أثنوا عليه العلامة ابن الأهدل يصفه ابن الأهدل أنه " الشيخ العارف بالله، شيخ الطريقين وإمام الفريقين، كان فقيهاً عالماً يذكر على الصوفية، ثم جذبته العناية فصحب الشيخ المرسي، وفُتح على يديه وله عدة تصانيف، منها الحكم. وكلها مشتملة على أسرار ومعارف، وحكم ولطائف، نثراً ونظماً. ومن طالع كتبه عرف فضله.
وقال عنه المناوي منوهاً بمكانة ابن عطاء الله و ثقافته ( إمام ، تاج علمه مرتفع ، و شمل فضله مجتمع خبر نعته مشتهر ، و در حكمه منتثر ، و مصنفاته مفيدة ، و حلل ذكر على ممر الأيام جديدة له اليد الطولى في العلوم الظاهرة ، و المعارف الباطنة ، إمام في التفسير و الحديث و الأصول ، متبحر في الفقه ، و كان رضي الله عنه قد تدرب بقواعد العقائد الشرعية ، و هذبته العلوم فاستدل بالمنطوق على المفهوم ) .
وقال داود بن با خلا واصفاً مجلس ابن عطاء الله ( يجمع الميعاد الواحد بين المواعظ و الحكم و الرقائق في طريق الأبرار ، و طريق المقربين ، دلالة بالعلم و النور ، و تربية بالأقوال و الأحوال ...... فكم من تائب تاب و تغيرت أحواله السيئة ، و أصلح و أناب ، و كم من غافل تيقظ ، و جاهل تبصر ، و كم من قلب قاس مظلم لان و تنور
من تصانيفه :
الحكم العطائية الصغرى والحكم العطائية الكبرى كأنها فيض من الله أفاضت عليه بفتوح العارفين الواصلين إلى الله ومن مؤلفاته :