ثنائيةُ (قصائد الماء والنار)محمد سمير&إبتهال بليبل)

ثنائيةُ ( قصائدُ الماءِ والنار )
محمد سمير
و
إبتهال بليبل

أنا الماءُ الذي تحيا
به الأرضُ التي كانت وما زالت
تقولُ بأنها عطشى
إلى بَرَدي
إلى قيدي
إلى زَرَدي
أنا الماءُ الذي غطى محيّاكِ
وأطفأ ناركِ الحرّى المجوسيّةْ
أنا ينبوعُكِ الصافي
أنا إكسيرُكِ الشّافي
أنا البحرُ الذي غرقتْ بهِ السفنُ الخُرافيةْ
فهيا ...
جففي مائي
بنيرانِكْ

ويْلاهُ ممّن لُقِّنَ بِنَارٍ
رَاحتْ تُعَرّي كُلَّ فارسٍ
لبَس جسمَها
أمام مرآةٍ مقدسة ...
ليتَك تتجاهَلُ غَمامَتها
بوشاحٍ لا يلينْ
جمرٌ مجوسيٌّ
يتشاكى على شفيرِ طاسَةِ الرُوحِ
بحمَىً وَ آنيةٍ تُصَلْصِلُ بنكهةِ السقوطِ
كالحظِّ اعتادَ صياغةَ شَهوةِ النَّدَمِ
أنا حوريَّةُ النَارِ
عند فقداني
تمسكُ كُسوةُ الدفءِ برودةَ الروحِ
وعَند أقترابي
تَغرسُ أنيابَ سوادي
بأرحامِ القُلوب قَبل الأشلاءْ
هَل سَمعتَ يا ماءْ ؟
بأساطيرِ الجِنِّ والسَحرةِ
وكَيف هيّجتْ نيرانُهم الزرقاءْ ؟

أسيراً أضحى مجنوناً

أيا حوريةَ النارِ المجوسيّةْ
أحبُّ القيدَ
في آتونِكِ المملوءِ بالفتنةْ
وإني أعشقُ الإيغالَ في عينيكِ
قبلَ دخوليَ الجنّةْ
وهذا التوتُ في شفتيكِ
يسحرُني
ويُلقيني
بوادي الجنِّ
والأحلامِ
والأوهامِ
والإدمانِ
والسّحرِ الذي يغزو شراييني
أعينيني
على نسيانِ بعدي عنكِ
واستنزافِ أعصابي
أجيبيني
فإنَّ العشقَ يا حوريّةَ النيرانِ
يُضنيني

(

)

(

غَريبٌ يا جَسَدَ النَار ِ،

تسْألُ عن مَاءِ المَطَرْ

ثم تَسِيرُ فِي دُروبِ الإيابْ

تَعرفُ أن الموتَ فِيهِ مَرَاسِيِمُ

تسْتَرَيحُ بَيِن رَسائِلِ جذُوعِهَا

ارتَخَت....

تُعَايِنُ أغصَانَ النَبضِ اليَابِسةْ ....

أوَلَمْ تعلمْ يا جسدَ النارِ
بأنَّ اللهَ تعالى
قد جعلَ من الماءِ
جميعَ الأحياءْ ؟؟؟
وغدوتُ أنا إكسيرَ حياتِكَ
لن تعرفَ موتاً في حبي
ما دمتَ معي
وحياتُكَ من دوني تبدو
ذراتِ هباءْ

مَا أجْدَرَ أن تُحمي نِيرانُ النّفسِ

نَوَاخِسَ الشَوقِ

فتنحَنِي لِضَّبَابِ مَاءٍ

يَترَعُ بأفَاعِي الحَواسِّ

ما أجدرَ أن نتوضّأَ
بالماءِ الطاهرِ والجاري
من جبل النفسِ إلى واديها الأخضرِ
حيثُ زهورُ السّوسنِ
تملؤنا عشقاً أبدياً
يحملُنا فوق الغيماتْ

يا جَسَدَ الحَرَائقِ

جَعَلْتَ فِضَّةَ البَوحِ مَصهُورةً

تُتْحِفُهَا حِمَمُ التّرْحالِ

تَوَدُّ لَوْ تَصبُّ السُكُونَ

بِوَابِلِ الأَرَقْ

يا جسداً شرقيَّ القسماتْ
يصهرني لؤلؤكَ الكامنُ في الكلماتْ
فأبادر للترحالِ إليكَ
على أكتافِ النجماتْ
أسكنُ قطراتِ الطلِّ
على أوراقِ الورداتْ
أدخلُ مع ذراتِ العبقِ الداخلِ في رئتيكَ
وأمضي
أتلمسُ كلَّ تضاريسِكَ
حتى تحرقني...
فأضيع بلذّةِ هاتيكَ اللسعاتْ