ثنائية (بعد الخروج من الجنة ) إبتهال بليبل & محمد سمير

بعد الخروج من الجنة

إبتهال بليبل
و
محمد سمير

أُدركُ انني أبحث عَن مَلامِحِي ... سَهْواً أشَاغب الإِشارات
أركض.. الأقدام عارية .. الميعاد طَاغياً
" سَطوَة " .. الأصوات خَرساء رَهينَة الرَّحمن
السَّماءِ دَاكِنة ... حَفل أستقطب الطَرَقات
الرُّوح تسأَل بِاِستعطَاء اليَقين ..
مَن أَكون .. مَن يَدري ؟!

من جنة ربّ العزة يا حوّائي أخرجنا
من بعدِ ضلالٍ مارسناهُ معاً
عندَ سقوط ِ الإنسانْ
حتماً ينتصرُ الشيطانْ
يا إيقونةَ حبي
هيا نتحدى دنيانا
هيا نعمرُ أرضَ اللهِ
فنحنُ عليها خُلفاءْ

تاهَت بوصلتي
وأنا أبحثُ في عرض البحرِ
وفي غابات الأرضِ
وفي الصحراءْ
فأنا أتضور شوقاً يا حواءْ
إشتقتُ لتلك البسمةِ
عند بزوغِ الفجرِ
اشتقتُ لتلك النّسمةِ
حين تداعبُ وجهاً كالبدرِ
اشتقتُ إليكِ
كشوقِ الصائمِ للماءْ

يصعُب عليَّ " الوُصول "
على ذَات الجَسد تَعصف رِياح النداء ... اصطادني عُنف الخُطَا .. لم أفلح في خَرَق سَطوتكَ
حَدَّ بَوصلتك " ظِلي " .. أنى لإطرافي أَدْمَنَتْ طَيفكَ
الحَسرَة في " وجهي " إمضاءات مئبر ألواني ارتسمت بَعضكَ
قَد أُسأَلُ عَنّي .. أنفاسكَ شَهقة حَي في عرض البحرِ
شْكلِيني يا أرض رَبيعا لفُصولكِ... هَاكَ الدفء لِأَجْلك أداهم أوردتي البَاردة
يُغرِيني الضَياع في بيداء تساؤلاتكَ... كُلَّمَا اْرْتَدّ هَربا مِنكَ أبْصِّرني أعود إليك.

يا من خرجت من بين ضلوعي
يا من خُلقت من نفسي
لا يرجع هذا الزمنُ لأمسِ
فلنتقدم
كي نملأ أرضَ اللهِ بأولادٍ
تعمرها
تحرث أرضاً بوراً
ينهمرُ الغيثُ
فتغدو جناتْ
هيا يا مولاتي
كي تلتحم الزهرةُ بالمريخِ
بأجملٍ رقصٍ تحتَ شعاع الشمسِ
وفوق النجماتْ

فَوق قُبَّة التراب ..احتَكر المَسافات صوتها مَا أوشك الرُّهبَان
أتَسَلَّح بِصَمت الأرواح .. أبحث عن حُجرة هَابيل ..
عُنُقِي تَأرجَح خَلف أذرع الحِقد ... جَائِعة روحي ما غَطَّها لحم جَسد
أُُلَقِّن السَير حُروف الاحتياج .. أُمُّ السَراب عُزلة مآذنهم الدَامية
أَرتَكب الفِرَار .. مَيت أنا .. وَسواس مَجنُون .. ابتَلعُ الكُثبَان
وَقت إيقاد الشُّموع يَفتَح الأَبواب.. الريح بخلاعة تبَدل وِجهتها
لم أُدْركنِي.. أَبتَغِيه رَحمي عَاقِر... يُبشرني بالطَوفان رَّضِيع الآثام
رِدائي ما زَال ينضَح بدمائي ... دُونَكَ عوَّقني تَأرجُح دَمعِي
أنا لِوجَع العَرش هَدِيَّتِي قَبري... توأدني إِذا مَا اشتَدّ ضَجيج القَساوسة لِلفِرَار
خِلسَة تُبارِزني صَلاة السَّبيل ... يثكِلْنِي الحَكِيم بتَمَرُّد الشَّهِيق
الخَطِيئَة أَومَأت بعضّتها الزَّاهِدة ... جَنَّة يَقتَرِف الإيمان لِيدخلها

هابيلُ أتانا مقتولاً

بسلاحِ أخيه

قابيلٌ لا يقبلُ بالرأي الآخرَ

طاغيةٌ...

بل رمزُ الطغيانْ

من يوقفُ تلك التفجيرات المجنونة ؟

في عصرٍ يكفرُ فيه الكهنوتْ

بجميعِ رسالاتِ الله

من يوقفُ هذا الشلالَ القاني؟

من يوقفُ مصّاصَ دماءِ الفقراءْ؟

من يُرجعُ قبل مغيبِ الشمسِ

كرامةَ إبن الإنسانْ؟

فسلامُ اللهِ على الأشلاءْ

وسلام الله على أرواحِ المظلومينَ

المطحونينَ

المسحوقينَ

ومن ذهبوا

كضحيةِ من كفرَ بآياتِ الرحمانْ

نعتذر عن إكمال الثنائية
لظروف خارجة عن إرادتنا
ونتمنى التوفيق للجميع

وتحيات وتمنيات ادارة منتديات نبع العواطف الأدبية

بالتوفيق

والى اللقاء